مع ترجيح المراكز الفلكية المعتبرة ان يكون يوم الجمعة المقبل اول ايام عيد الفطر، عاد ليطفو الى السطح الاختلاف المزمن بين دور الافتاء الاسلامية حول ما اذا كانت تسقط صلاة الجمعة يوم العيد ؟.
والسؤال بصورة اوضح هو حول ما اذا كان حضور خطبتي وصلاة الجمعة يسقط عمن حضر خطبة وصلاة العيد. والاخيرة سنة نبوية تقام في العراء صبيحتي عيدي الفطر والاضحى.
وصلاة الجمعة ركعتان، في حين ينبغي على من تخلف عنها ان يصلي الظهر اربع ركعات.
وتختلف دور الفتوى الرسمية في حكم صلاة الجمعة يوم العيد تبعا للمذهب الذي تتبعه كل منها.
ففي الاردن الذي يتبع المذهب الشافعي، تؤكد دائرة الافتاء الرسمية انه لا تسقط صلاة الجمعة يوم العيد، وذلك بحسب فتوى اعادت نشرها الاثنين، في معرض ردها على سؤال بهذا الخصوص.
وهذه الفتوى التي اصدرتها الدائرة اول مرة عام 2009، تخالف ما تراه نظيرتاها السعودية والمصرية، حيث تؤكد الاولى العكس، فيما ترى الثانية ان في المسالة رخصة للمسلمين، بمعنى ان من حضر صلاة العيد له ان يحضر الجمعة او لا يفعل، ويكتفي بصلاة الظهر اربع ركعات بدلا منها.
"لا تسقط صلاة الجمعة يوم العيد "
وتقول دائرة الافتاء الاردنية ان ما ذهبت اليه في فتواها حول حكم صلاة الجمعة يوم العيد "أمر مشهور معروف في كتب السنة والحديث"، مضيفة انه هو كذلك "ما ذهب إليه جماهير فقهاء المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة".
واستشهدت الدائرة بحادثة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث "وافق يومُ العيد يومَ الجمعة، فكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه صلى الصلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد".
على انها اشارت الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم إنما رخص في ترك الجمعة ذلك اليوم لأهل العوالي الذين تقع منازلهم بعيدا عن المسجد النبوي، ويشق عليهم الذهاب والإياب مرتين للصلاتين.
وقالت انه صلى الله عليه وسلم رخص لهؤلاء أن يصلوا الظهر في أحيائهم، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ) رواه أبو داود".
وفي المحصلة، تؤكد الدائرة انه "يجب إقامة خطبة وصلاة الجمعة ولا تسقط بأداء صلاة العيد؛ لأن صلاة الجمعة فرض وصلاة العيد سنة مؤكدة".
لكن اللافت ان قصة الترخيص لاهل العوالي التي اشارت اليها دائرة الافتاء الاردنية، انما ترد في صحيح البخاري وموطأ مالك باعتبارها حصلت في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
ويروي الصحيح والموطأ عن عثمان بن عفان انه قال وهو يخطب في الناس في المدينة المنورة بعد صلاة العيد (يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له)".
"رخصة" في ترك صلاة الجمعة يوم العيد
ومن جانبها، تؤكد فتوى للرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء في السعودية التي تتبع المذهب الحنبلي انه يجوز لمن حضر العيد أن يصلي جمعة وأن يصلي ظهرا إذا وافق العيد يوم الجمعة.
وتقول الفتوى انه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه "رخص في (ترك صلاة) الجمعة لمن حضر العيد وقال اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شهد العيد فلا جمعة عليه ولكن لا يدع صلاة الظهر".
ومع ذلك، ترى الفتوى السعودية ان "الأفضل أن يصلي مع الناس جمعة"، مع تاكيدها ان على الامام ان يصلي بمن حضر الجمعة إذا كانوا ثلاثة فأكثر بمن فيهم هو.
وعلى صعيدها، قالت دار الافتاء المصرية التي تعتنق العقيدة الاشعرية أنه يرخص ترك صلاة الجمعة وأداء صلاة الظهر بدلًا عنها لمن حضر صلاة العيد.
واضافت ان من يَصعب عليه حضورصلاة الجمعة أو أراد الأخذ بالرخصة في تركها إذا صلى العيد فله ذلك؛ واستشهدت في هذا السياق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون".
و حكم صلاة العيد للرجال وللنساء بحسب المذهب الحنفي هي انها واجبة "ويأثم من تركها من غير عذر".
على ان صلاة العيد عند كثير من اهل العلم هي فرض كفاية يجوز التخلف عنها من البعض، لكن حضورها سنة مؤكدة لا ينبغي تركها إلا لعذر شرعي