اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان لبنان للجميع وليس لحزب الله، الذي كان يترقب بقلق الخطاب الجماهيري، وقال "إننا نواجه حالة انقلابية في كل الميادين في لبنان"، مؤكدا أن هدف دعوته إلى عقد مؤتمر الدولي هو إعلان حياد لبنان.
صفير: نرفض الفوضى
وقال الراعي أمام حشد من اللبنانيين أمام دارة البطريركية المارونية في بكركي كسروان، وفي حضور عدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين، إن خروج لبنان عن الحياد تسبب دائما بانقسام اللبنانيين، معتبرا أن اختيار نظام الحياد هدفه الحفاظ على الكيان اللبناني.
ولفت إلى أن كل الحلول الأخرى في لبنان بلغت حائطا مسدودا، وبعدما تأكدنا أن كل ما طرح رفض لكي تبقى الفوضى وتسقط الدولة ويتم الاستلاء على السلطة، لذلك طلبنا عقد مؤتمر دولي حول لبنان.
وقال البطريرك الراعي إنه لو تمكن السياسيون من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بعقد مؤتمر دولي برعاية أممية، ونحن لن نقبل أن يجوع الشعب ويعيش الفقر.
صفير يتمسك بالدعوة لمؤتمر دولي
وأكد الراعي أننا نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات، ويثبت الكيان اللبناني المعرض للخطر، وأضاف أننا نريد من المؤتمر الدولي منع توطين الفلسطينيين وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال الراعي إن "عظمة حركات المقاومة أن تعمل بكنف الدولة.. فأين نحن من هذا؟"، وأضاف لا يوجد جيشان أو جيوش في دولة واحدة ولا شعبان في دولة واحدة.
In case u’re still wondering if you want to go or not. Here is another reason to join?#بكركي_ما_بتتهدد #لكل_إحتلال_بطريرك #سمارة_الحريري pic.twitter.com/uXfIpdiIre
— Ma• ? (@Mahbei) February 27, 2021
ودعا اللبنانيين إلى عدم السكوت على السلاح غير الشرعي وعن فساد السياسيين وعن الانقلاب على الدولة والنظام وعدم تأليف الحكومة وعدم إجراء الإصلاحات.
وبينما أكد الراعي أن الشراكة المسيحية الإسلامية في لبنان غير قابلة للمس، قاطعه المشاركون بالفاعلية الذين بلغ عددهم المئات مع الحفاظ على قيود كورونا، بشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "ارحل ميشال عون"، و"حزب الله إرهابي".
حزب الله يترقب
ويتعاطى "حزب الله" بحذر شديد في ما يتعلق بمواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لانه لا يرغب في الدخول في سجالات مع مرجعيات دينية مهما كلف الامر.
حتى ان تعليق الامين العام لـ"حزب الله" في كلمته الاخيرة على فكرة التدويل او المؤتمر الدولي ، التي طرحها الراعي، جاءت بعدما كان احد النواب في كتلة التنمية والتحرير تحدث بها بطريقة او بأخرى، الامر الذي شكل مدخلا لنصرالله للتعليق على الفكرة بعموميتها لا على بكركي كمرجعية وفق ما ورد على موقع النشرة اللبناني
وبحسب مصادر مطلعة فإن "الحزب، وبالرغم من كل الخلاف الذي يمكن وصفه بالاستراتيجي بين توجهاته وطروحات بكركي والتي لا يمكن ان تتقاطع حاليا، لكنه يتفهم منطلقات البطريرك الراعي تحديدا، ويرى انها نابعة من خوف جدي على الوجود".
وترى المصادر "ان قراءة الحزب تقول ان الراعي يرى ان الحياد سيؤدي الى حل الازمة الاقتصادية في لبنان وبالتالي سيحد من هجرة المسيحيين الذين يبحثون عن الاستقرار بشكل اساسي".
Bkerki doesn’t speak Turkish and Iranian
— Lebanese Observer ⚠ (@LebAct1) February 27, 2021
Bkerki speaks Lebanese
Bkerki is the shield against turning Lebanon into abs Iranian state #بكركي_ما_بتتهدد pic.twitter.com/7E2d2tySDx
دعوة الراعي إلى "التدويل" جدّية
فاجأ طرح البطريرك الراعي الكثيرين في الداخل، باعتبار أنّ عبارة "التدويل" لطالما شكّلت "هاجسًا"، بل ربما "بعبعًا"، للكثير من أركان الطبقة السياسيّة، ممّن "يتوجّسون" من الفكرة، بمُعزَلٍ عن "حُسن النوايا" خلفها، ويوحون بأنّ أيّ استدراجٍ للخارج وتدخّلاته، هو بمثابة "استدعاءٍ" للمؤامرات والفِتَن الخارجيّة، على كثرتها وتنوّعها.
ولعلّ هذا الشعور ظهر، بشكلٍ أو بآخر، من خلال بعض المواقف التي أعقبت عظة البطريرك الراعي، سواء من خلال الزيارة "المُستعجَلة" التي قام بها وفدٌ من "التيار الوطنيّ الحر" إلى بكركي، للقاء "سيّد الصرح"، أو من خلال التسريبات المتتالية، والتي تقاطعت عند "استياء" فريق "العهد" من الدعوة، والقلق من تبعاتها السياسيّة والقانونيّة.