اتهم المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري، سلطات الاحتلال الاسرائيلي بالتسبب في انهيار جزء من الطريق الموصلة إلى أحد البوابات الخارجية للمسجد الأقصى، وذلك عبر مواصلتها اعمال الحفريات في المنطقة
وانهار مساء السبت جزء من طريق يعود تاريخه الى 800 عام، ويؤدي الى باب المغاربة، احد بوابات المسجد الاقصى المبارك.
وقال صبري لوكالة الانباء الفلسطينية (وفا) "لطالما تم الاعتراض على الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المنطقة من حيث المبدأ، واعتبرها اعتداءً صارخاً على الوقف الإسلامي، مؤكداً أن نتائجها خطيرة جداً.
وأوضح أن الحفريات ما تزال مستمرة في المنطقة المتاخمة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، وأن العوامل الطبيعية أثرت على الطريق الموصلة إلى باب المغاربة، لأن أساساتها قد ضعفت نتيجة هذه الحفريات.
وقال انه "إذا كان الزلزال الذي حصل قبل أيام قد مر بسلام بلطف الله سبحانه وتعالى، فإننا نخشى أن يكون الزلزال القادم أقوى تأثيراً من الزلزال السابق، مما يعني أن بنيان المسجد الأقصى المبارك لا يحتمل مثل هذا الزلزال، نتيجة تفريغ الأتربة حول أساساته".
وأشار صبري إلى تحذيرات سابقة من نتائج هذه الحفريات، وحمل سلطات الاحتلال "المسؤولية الكاملة عما حصل وعما سيحصل مستقبلاً".
وناشد المفتي العام الدول العربية والإسلامية "التدخل الفوري والعاجل لحماية القدس والمقدسات من التهويد، ومن العبث بالآثار والتراث".
وبين أن مفتاح "باب المغاربة" كان استولى عليه جيش الاحتلال عام 1967، ولا يزال في حوزته رغم مطالبات الأوقاف المتكررة باسترجاعه، الأمر الذي لا تمكن فيه سلطات الاحتلال الأوقاف الإسلامية من ترميم هذه الطريق، المؤدية إلى "المسجد الأقصى المبارك".
من جهته، أكد الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة أن الانهيار في الطريق المؤدية إلى باب المغاربة، سببه الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه.
وقال التميمي لوكالة الانباء الفلسطينية "حذرنا مراراً وتكراراً من النتائج الخطيرة لمثل هذه الحفريات، خاصة أن حكومة إسرائيل والجماعات الدينية اليهودية المتطرفة، لا تخفي نواياها بهدم المسجد الأقصى أو تدميره"، موضحاً أن الحفريات المستمرة تحت أساسات المسجد الأقصى وفي محيطه تأتي في هذا السياق.
وحمل الشيخ التميمي الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الانهيار الذي حدث، محذراً من الاستمرار في مثل هذه الحفريات التي "تهدم أقدس مقدسات المسلمين في هذه البلاد، وهو المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي يعتبر جزءاً هاماً من عقيدتنا الإسلامية".
وناشد "منظمة المؤتمر الإسلامي" و"لجنة القدس" و"جامعة الدول العربية" و"منظمة اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، التدخل السريع "لوقف عدوان الحكومة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك".
ودعا الى انعقاد مؤتمر قمة إسلامي عاجل لبحث الخطر الداهم الذي يهدد "المسجد الأقصى المبارك".
ومن جهته قال مهندس اسرائيلي ان أعمال بناء يقوم بها العرب تسببت في انهيار هذا الجزء من الطريق.
وقال الحاخام شموئيل رابينوفيتش "انها لمعجزة أن أحدا لم يصب" مرجعا السبب في الانهيار الى الزمن وسوء الاحوال الجوية.
وقالت الاثرية الاسرائيلية ايلات مزار ان هذه هي المرة الخامسة خلال عامين التي بدأت فيها أجزاء من الحائط الغربي تتصدع أو تتعرج أو تتشقق نتيجة لما وصفته بأعمال بناء لا تخضع لاشراف تقوم بها الاوقاف. وهو اتهام ينفيه رجال الدين المسلمون.—(البوابة)—(مصادر متعددة)