اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، انه في حل من وعد قطعه على نفسه للادارة الاميركية بعدم المس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات جسديا مؤكدا ان عرفات والسيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله مستهدفان.
وقال شارون في مقابلة له اليوم الاثنين، مع راديو الجيش الاسرائيلي نقلتها وكالة اسيوشيتد برس انه لن يعمد الى تدمير مستوطنات غزة التي سيتم إخلاءها حال الانسحاب.
وقال شارون انه وعد الرئيس الاميركي جورج بوش قبل ثلاث سنوات بعد المساس بالرئيس الفلسطيني ولكنها اضاف "ان الظروف قد تغيرت الان".
واوضح شارون "لقد كان السجاد الاحمر يفرش لعرفات اينما ذهب، واليوم اصبح واضحا للولايات المتحدة وللجميع من هو عرفات".
وقال شارون ان "اسرائيل والولايات المتحدة تقاطعان عرفات لمعرفتهما بانه يقف وراء العنف الفلسطيني".
وفي 22 اذار/مارس الماضي اغتالت اسرائيل الشيخ احمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس الروحي واكدت بعد هذه العملية انها ستقوم بعمليات اغتيال اخرى تستهدف كل من هو متورط بهجمات على اسرائيل.
وسئل شارون في المقابلة هل اقواله تعني انه سيغتال عرفات ونصرالله فاجاب " كل شخص يستهدف قتل اليهود، او يرسل قتلة لقتل اليهود، فهو هدف للموت".
وقال شارون انه لن يطلب الاذن من الادارة الاميركية في حال قرر اغتيال عرفات ونصرالله. وقال "لا احتاج رخصة من أي انسان". واضاف "اود ان اوضح مرة اخرى، كل من يقتل يهودا لانهم يهود فهو هدف للقتل".
وكان شارون قال في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الجمعة "من يقتل يهودياً أو يضرب مواطناً إسرائيلياً أو يرسل أحداً لقتل يهود سترتد الدماء عليه". وأضاف: "لا أنصح اي شركة تأمين بالتأمين" على حياة عرفات.
وقد اثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة حيث قلَّل عرفات من اهيمتها وقال إنه "غير مكترث" لها, فيما دافعت اسرائيل عن موقفها ورفضت الانتقادات الاميركية لها, قائلة إن واشنطن "ليست في وضع يمكنها من ردعنا عن شن عمليات هادفة فيما تستخدم هي هذه الطريقة في أفغانستان والعراق".
وسئل عرفات عن تهديدات شارون, فأجاب: "لا أكترث لها... ما يهمني هو شعبنا وأبناء شعبنا وأطفالنا ونساؤنا وطلابنا والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية".
وكرر وزير الامن الداخلي تساحي هانغبي السبت تهديدات شارون, وانتقد الرد الاميركي عليها.
وأبلغ الاذاعة العامة: "من المهم أن يعلم جميع الذين يرسلون الانتحاريين أنهم لا يتمتعون بأي حصانة مثلما أعلن رئيس الوزراء". وسئل عن مصير عرفات, فأجاب: "إذا تبلغنا معلومات عن مسؤولين (فلسطينيين) يشجعون في شكل مباشر أو غير مباشر الاعتداءات الانتحارية , فانهم لن ينجوا". وانتقد أيضا معارضة الولايات المتحدة لتصفية عرفات, معتبراً أن "الاميركيين ليسوا في وضع يمكنهم من ردعنا عن شن عمليات هادفة في حين يستخدمون هم أيضا هذه الطريقة في العراق وأفغانستان في بعض الاحيان ضد مسؤولين لم يمسوا شعرة واحدة من الجنود الاميركيين". وأضاف أن "نجلي صدام حسين قتلا في عملية استهدفتهما شخصياً بينما كان يكفي الانتظار للقبض عليهما".
وكانت الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل عدم التعرض للزعيم الفلسطيني.
وصرح مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج الجمعة أن "موقفنا حيال مثل هذه المسائل, نفي ياسر عرفات او اغتياله, معروف جيداً. نحن نعارض ذلك وقد أبلغنا ذلك الى الحكومة الاسرائيلية بوضوح".
وفي ردود الفعل أيضاً, أفادت وزارة الخارجية الروسية "أننا نعتبر التصريحات الصادرة في اسرائيل والتي تهدد مباشرة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات الممثل المنتخب والمعترف به قائدا للشعب الفلسطيني, غير مقبولة". وأكد أن "روسيا على موقفها المعارض لسياسة تصفية الحسابات خارج القانون والتي لا تنتهك فقط شرعة القانون الدولي وانما تتعارض كذلك مع الجهود الرامية الى كسر دوامة العنف وإقامة حوار بناء بين الاطراف المتنازعين".
وحذرت الحكومة الاردنية من أن المساس بالزعيم الفلسطيني سيشكل تصعيدا لا يمكن تصور نتائجه وسيضر بمصالح الجميع في منطقة الشرق الاوسط.
وصرحت الناطقة باسمها أسمى خضر أن "موقفنا واضح.. ندين هذه العمليات ونحذر منها". ورأت أن اغتيال الفلسطينيين, وخصوصاً عرفات "مخالف لكل الاعراف والقوانين وسيضر بالعملية السلمية في المنطقة وبمصالح الجميع"..
وفي القاهرة, دعا وزير الخارجية المصري أحمد ماهر شارون الى "الكف عن اللهو المأسوي", وحذر من أنه "إذا بدأت دولة ضرب كل قواعد القانون, عليها أن تتوقع ألا يتم الرد عليها بالقانون ولكن سيقابل ذلك بحصول اضطرابات كثيرة".
وصرح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه بحث مع عرفات في "التهديدات الخطيرة" التي أطلقها شارون, مبرزاً الحاجة الملحة الى "تحرك عربي ودولي لوضع حد للتدهور" في المناطق الفلسطينية.
واخيرا فقد وجهت حركة فتح تحذيرا شديدا لاسرائيل واعتبرت ان اقدمها على اغتيال عرفات سيعني قلبا للاوضاع في المنطقة—(البوابة)—(مصادر متعددة)