شارون يطرح خطته على التصويت في الحكومة الاسبوع المقبل ويبحثها مع سليمان غدا

تاريخ النشر: 23 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه سيطرح خطة الانفصال المعدلة على التصويت في الحكومة الاسبوع المقبل، فيما ذكر تقرير انه سيناقش هذه الخطة مع مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان غدا. ياتي هذا فيما اتهمه مسؤول اميركي بعدم تنفيذ أي من وعوده للرئيس جورج بوش. 

ونقل موقع صحيفة "هارتس" على الانترنت عن شارون قوله خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاحد، انه سيطرح خطته المعدلة للانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية للتصويت في اجتماع مجلس الوزراء الاسبوع المقبل. 

وقال المصدر ان شارون ابلغ قادة الاجهزة الامنية الذين التقاهم الاحد لبحث هذه الخطة، انه لا يطلب موافقتهم عليها وتوجه اليهم قائلا "لقد قررت". 

ووفقا لما ينقله الموقع عن مصادر امنية رفيعة، فان عدة اشهر ستفصل بين كل عملية انسحاب واخرى من غزة. وستصوت الحكومة الاسبوع المقبل على الخطة بشكل كامل، ثم سيصار الى التصويت بشكل منفصل على كل انسحاب على حدة. 

وطبقا للمصدر ذاته، فسوف تكون الحكومة مخولة برفض اية مرحلة، غير ان الخطة ستنفذ وفقا للجدول المقرر لها بحلول نهاية العام المقبل 2005. 

وكان شارون اجرى جلسة مشاورات مع قادة الاجهزة الامنية في ظل الرفض لخطة الانسحاب المرحلي والذي عبر عنه عدد من المسؤولين الامنيين الذين راوا ان من شان ذلك تشجيع تصعيد "الارهاب" بين كل مرحلة واخرى بهدف دفع اسرائيل للانسحاب تحت اطلاق النار. 

وقد اسكت شارون المجتمعين الذين حاولوا ابداء تحفظاتهم على خطته قائلا "لم ات الى هنا لاطلب دعمكم للخطة. لقد قررت. هذه هي الخطة. انا اطلب منكم ان توصوا بكيفية التطبيق في افضل الصور من وجهة نظر امنية". 

وزاد العنف في غزة منذ ان اقترح شارون سحب القوات الاسرائيلية وتفكيك المستوطنات في خطة أيدتها واشنطن ولكن رفضها حزب ليكود في استفتاء داخلي في الثاني من ايار/مايو.  

وأفادت تقارير اعلامية اسرائيلية بان التغيير الرئيسي سيتمثل في اجراء اخلاء تدريجي للمستوطنات في غزة ومجموعها 21 مستوطنة وهو ما يعطي لاسرائيل حق تعليق الانسحاب في عدة مراحل بدلا من اخلاء كل المستوطنات في ان واحد.  

شارون يبحث خطته مع سليمان  

وفي سياق متصل، فقد نقل موقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت الاحد عن مصادر في السلطة الفلسطينية، قولها أن مدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان "سيطلب من إسرائيل إيضاحات بشأن خطة الانفصال التدريجية". 

وأضافت المصادر أن "سليمان سيلتقي، غدًا (الاثنين)، بمسؤولين فلسطينيين، فضلا عن توقع عقده اجتماعًا مع رئيس الحكومة الإسرائيلي". 

ولم تؤكد أي جهة إسرائيلية رسمية بعد هذا النبأ. 

وحسب المصادر ذاتها، فسيتمحور لقاء سليمان وشارون "حول الوضع الأمني المتدهور في قطاع غزة، في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة في رفح، كما سيبحث الاثنان خطة الانفصال الجديدة". 

وتقول مصادر فلسطينية إن مصر تشعر بعدم الارتياح تجاه الوضع الأمني الآخذ بالتدهور يومًا بعد يوم، ومن انعكاسات ذلك على الفلسطينيين، خاصة بعد المظاهرة التي جرت السبت، أمام السفارة المصرية في غزة احتجاجًا على استمرار التدهور الأمني في قطاع غزة. 

وتابعت مصادر موقع "يديعوت احرونوت" تقول إن "لقاء شارون-سليمان سيبحث الدور الذي سيتعين على مصر أن تلعبه إذا ما خرجت خطة الانفصال إلى حيز التنفيذ. وقبل كل شيء، ستطلب مصر من إسرائيل تهدئة الوضع الأمني في قطاع غزة ووقف الحملة العسكرية في مدينة رفح". 

وكان وزير الخارجية المصري، أحمد ماهر، قد رفض، الاحد، ادعاءات جهات في إسرائيل بأن لها نصيبا في التدهور الأمني في قطاع غزة، لأنها لم تتخذ إجراءات تذكر لمحاربة أنفاق تهريب الأسلحة. وقال ماهر إن إسرائيل تحاول إلقاء مسؤولية ما يجري في قطاع غزة على المصريين والفلسطينيين، رغم أنها هي المسؤولة عن تصعيد الوضع الأمني في قطاع غزة. 

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن سليمان سيلتقي في ختام لقاءاته في إسرائيل برئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، في رام الله، وبمسؤولين فلسطينيين آخرين.  

وقال مستشار الأمن القومي للسلطة الفلسطينية، جبريل الرجوب، إن لقاءات سليمان ستتمحور حول الوضع المتدهور في قطاع غزة، وحول المساعي المصرية المبذولة لتهدئة الصراع، كما سيتم إطلاعه على نتائج لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، بكوندوليزا رايس، مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، الذي عقد في برلين الأسبوع الفائت. 

ونقل موقع "يديعوت احرونوت" عن مصادر فلسطينية قولها "أن سليمان سيحاول تحريك عجلة المفاوضات الفلسطينية الداخلية فيما يتصل بوقف إطلاق النار، وبرنامج سياسي مشترك للسلطة الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية استعدادًا لانسحاب إسرائيلي محتمل من قطاع غزة". 

مسؤول اميركي يتهم شارون بعدم تنفيذ أي من وعوده 

الى هنا، ونقلت مجلة "نيوزويك" عن مسؤول سياسي أميركي اتهامه لشارون بعدم تنفيذ اي من وعوده التي قطعها على نفسه أمام الرئيس جورج بوش. 

وقالت المجلة ان المسؤول الاميركي بعث برقية من السفارة الأميركية في تل أبيب، مؤخرًا، قارن من خلالها بين الوعود التي قطعها شارون على نفسه وما نفذه من هذه الوعود خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.  

وكانت النتيجة التي توصل إليها الدبلوماسي أن شارون لم ينفذ أيًا من وعوده.  

وستنشر "نيوزويك" في عددها الصادر يوم غد (الاثنين) تقريرًا كاملاً حول الموضوع. 

وتبرز خيبة الأمل من وعود شارون، التي قطعها على نفسه أمام بوش في اللقاء الأخير بين الزعيمين، في وزارة الخارجية، في حين يواصل مجلس الأمن القومي الأميركي والبيت الأبيض، على الأقل حاليًا، إبداء تفهمهما للوضع الحالي لشارون، وينتظران بصبر مصادقة حكومته على خطته السياسية. 

وقد قرر شارون، حاليًا، عدم إيفاد مدير ديوانه، المحامي دوف فايسغلاس، إلى واشنطن بهدف إجراء محادثات في البيت الأبيض حول خطته البديلة. وفق "يديعوت احرونوت".—(البوابة)—(مصادر متعددة)