ساركوزي يعلق حملته الانتخابية وترجيح فرضية الاسلام الاصولي او اليمين المتطرف في حادثة تولوز

تاريخ النشر: 20 مارس 2012 - 06:55 GMT
 الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي

 

 اغرق شخص غامض، يبدو انه قاتل متسلسل، فرنسا في جو من الحزن والادانة الاثنين بعد قتله اربعة يهود بينهم ثلاثة اطفال امام مدرسة يهودية في تولوز جنوب غربي فرنسا، في اسوأ هجوم معاد للسامية في البلاد منذ 30 عاما.
واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعليق حملته الانتخابية "على الاقل حتى الاربعاء".
واكد ساركوزي مساء الاثنين ان "الشخص نفسه" اطلق النار على مدرسة يهودية وعسكريين في مدينتين في جنوب غرب فرنسا، معلنا اعلى مستوى انذار ضد الارهاب في المنطقة.
وقال في ختام اجتماع في الاليزيه حضره خصوصا رئيس الوزراء فرنسوا فيون "نعلم ان الشخص نفسه والسلاح نفسه قتل عسكريين واطفالا ومدرسا".
واضاف "لا نعلم دوافع هذا المجرم"، لكن "بمهاجمته اطفالا ومدرسا يهوديا يبدو دافع معاداة السامية مؤكدا".
وتابع "انه عمل شنيع لا يمكن ان يبقى بدون عقاب. ستستخدم كافة الوسائل، كافة الوسائل المتوافرة على الاطلاق للقضاء على هذا المجرم"، مؤكدا انه سيستقبل ممثلين عن الطائفة اليهودية الثلاثاء.
وقال ايضا "في ما يتعلق بجنودنا نعلم ان اثنين منهم مسلمان والثالث من الانتيل لكن لا نعلم الدوافع حتى وان كان بالامكان تصور ان العنصرية والجنون القاتل هما والحالة هذه مرتبطان".
وامام خطر سفاح مصمم ومنظم، اعلن الرئيس الفرنسي عن "تدابير حماية استثنائية في المنطقة" بجنوب غرب فرنسا. وقال انه قرر تفعيل خطة الرصد والمراقبة.
من جهة اخرى افاد مراسل لوكالة فرانس برس ان اكثر من الف يهودي تجمعوا مساء الاثنين في كنيس الناصرة في وسط باريس لاحياء مراسم خاصة تكريما لذكرى الضحايا اليهود في اطلاق النار في تولوز (جنوب غرب).
وحضر الرئيس نيكولا ساركوزي الصلاة حيث تواجد ايضا ابرز منافسيه الى الانتخابات الرئاسية الاشتراكي فرانسوا هولاند اضافة الى رئيس الوزراء فرانسوا فيون.
وافاد مصدر مقرب من التحقيق ان المسؤولين في الشرطة الذين يحققون في المجزرة يرجحون فرضية اتهام الاسلام الاصولي او اليمين المتطرف مع عدم استبعاد فرضية اخرى بشكل نهائي.
وقال هذا المصدر "نحن نعمل على توجهين في التحقيق: اما اتهام الاسلام الاصولي او اليمين المتطرف".
وكان ساركوزي اعتبر بعيد وصوله الى تولوز ظهرا ان الاعتداء يشكل "مأساة وطنية"، معلنا عن دقيقة صمت الثلاثاء في المدارس ومؤكدا انه سيتم "بذل كل جهد من اجل العثور" على منفذ الاعتداء.
واستخدم الرجل الذي دخل الاثنين الى المدرسة السلاح نفسه الذي استخدم في قتل ثلاثة عسكريين في المنطقة نفسها خلال الايام الثمانية الماضية. وكان يتنقل على الدراجة النارية المسروقة نفسها من نوع ياماها بحسب الشرطة.
واعلن مدعي الجمهورية في تولوز ان استاذ دين (30 عاما) وولديه (3 و6 سنوات) وطفلة ثالثة في العاشرة هي ابنة مدير المدرسة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي اوقع ايضا جريحا اصابته بالغة هو مراهق يبلغ 17 عاما.
وقال المدعي ميشال فاليه امام صحافيين ان منفذ الهجوم "اطلق النار على كل من كانوا امامه من اطفال وبالغين ولاحق الاطفال حتى داخل المدرسة".
ويعتبر الاعتداء الذي اثار الذهول في البلاد الاول من نوعه ضد يهود في فرنسا منذ الاعتداء الذي اوقع ستة قتلى في باريس في العام 1982 ضد مطعم معروف في الحي اليهودي للعاصمة.
واكد وزير الداخلية كلود غيان ان "هذا عمل معاد للسامية استهدف اطفالا يهودا"، وقد امر الوزير ب"تعزيز الرقابة" في محيط المدارس اليهودية في البلاد ثم حول كل المراكز الدينية.
وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، توقفت الحملة الانتخابية بسبب هذه المأساة.
ودعا المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية والمنافس الابرز لساركوزي، فرانسوا هولاند الذي زار مكان الهجوم الى "رد موحد وحازم من الجمهورية برمتها".
وترجح الشهادات وفرضيات المحققين ان تكون هذه الجريمة الثالثة التي يرتكبها رجل يتنقل على متن دراجة نارية وذلك بعد استهداف عسكريين في تولوز ومونتوبان المجاورة، اسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، هم ثلاثة جنود من اصل مغاربي واصابة رابع بجروح خطيرة.
وكان مطلق النار في تولوز مزودا بسلاحين، احدهما من نفس العيار (11,43) كالسلاح المستخدم في الهجوم ضد المظليين بحسب مصادر من الشرطة.
وافادت مصادر من الشرطة ان الرجل وصل على متن دراجة نارية واستخدم سلاحا (ربما من طراز 9 مم) خارج المدرسة واطلق النار على رجل قبل ان يتعطل سلاحه ثم دخل الى المبنى حيث استخدم سلاحا اخر من عيار (11,43) واطلق النار على اطفال.
واصبحت الان نيابة مكافحة الارهاب في باريس هي التي تدير التحقيقات التي فتحت بعد اطلاق النار على المدرسة اليهودية وعلى عسكريين في تولوز ومونتابون.
وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية بيار هنري براندي "لقد اعطيت التعليمات الى مراكز الشرطة والدرك لتشديد الامن حول جميع المراكز الدينية في فرنسا خصوصا المدارس الدينية اليهودية".
واعربت الجالية اليهودية في فرنسا التي تعتبر الاكبر في اوروبا حيث تعد ما بين 500 الى 700 الف شخص، عن روعها واعلن رئيس المؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) ريشار باسكييه انه سيتوجه لاحقا الى تولوز.
وصرح كبير حاخامات فرنسا جيل برنحايم لفرانس برس "انني مصدوم مما جرى هذا الصباح في تولوز امام مدرسة يهودية".
واحد اول ردود الفعل جاء من رئيس المجلس الاسلامي الفرنسي محمد موسوي الذي عبر عن "ذهوله لهذا العمل الاجرامي الذي لا يوصف". وعبر عن "تضامنه وتضامن مسلمي فرنسا".
ودعا اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا الى مسيرة صامتة عند الساعة 20,30 (19,30 تغ) في باريس تكريما "لضحايا الاعتداء المعادي للسامية في تولوز".
وتوالت المواقف الدولية المنددة بهذه العملية.
واعربت اسرائيل عن شعورها "بالذهول" ازاء "الجريمة الدنيئة" اثر اطلاق النار على مدرسة يهودية في تولوز.
واعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن شعوره "بالهول" ازاء اطلاق النار على مدرسة يهودية في تولوز، ناقلا "التضامن العميق والصادق" للحكومة البريطانية مع عائلات واصدقاء الضحايا وسائر افراد الطائفة اليهودية في فرنسا.
وفي روما، اعرب رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الاثنين عن "ادانته الشديدة" بعد هجوم تولوز، مؤكدا "بقوة على ان معاداة السامية، كراهية الاجانب وعدم التسامح غريبة تماما (...) عن قيم الانسانية جمعاء".
كما ادان مسؤولو الاتحاد الاوروبي بالاجماع هجوم تولوز، واصفين اياه بانه جريمة "جبانة" و"مقيتة".
وقالت المفوضة الاوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم على حسابها عبر موقع تويتر انه نبأ "مروع".
من جهتها استذكرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين في كلامها عن مجزرة تولوز التي ذهب ضحيتها اطفال يهود، القتلى الشبان الذين يسقطون ايضا في مناطق اخرى من العالم مثل غزة وسوريا.
وقالت اشتون على هامش اجتماع حول الشبيبة الفلسطينية في بروكسل "عندما نفكر في ما حدث اليوم في تولوز، عندما نتذكر ما حدث في النروج قبل عام، عندما نعرف ما يحدث في سوريا، عندما نرى ما يحصل في غزة وفي مناطق اخرى من العالم، نفكر في الشباب والاطفال الذين يلقون مصرعهم".
وندد من جانبه جوزيه مانويل باروزو باسم المفوضية الاوروبية ب"الجريمة المقيتة" قائلا "لا يوجد شيء غير مسموح اكثر من قتل اطفال ابرياء".
من جهته ابدى رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي "صدمته" ازاء الهجوم منددا ايضا بهذه "الجريمة المقيتة".
اما رئيس البرلمان الاوروبي مارتن تشولز فأكد في اتصال مع فرانس برس ان "قتل الاطفال والهجمات على الاقليات هي اكثر اعمال العنف جبنا".
من جانبها، اوضحت السفارة الاسرائيلية في فرنسا في بيان ان "الاطفال الثلاثة الذين قتلوا في هجوم اليوم يحملون الجنسيتين الاسرائيلية والفرنسية".
وبحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة، فقد قررت عائلات ضحايا هجوم تولوز دفن اقربائهم في اسرائيل.
وفي واشنطن، دان البيت الابيض الاثنين الهجوم "المشين وغير المبرر" على المدرسة اليهودية. كما دان السفير الاميركي في باريس الهجوم "المروع".
كما عبر الفاتيكان عن "استنكاره الشديد وروعه وادانته الاشد حزما" بعد الهجوم على مؤسسة تعليمية يهودية في تولوز (جنوب غرب فرنسا) الذي اسفر عن سقوط اربعة قتلى بينهم ثلاثة اطفال.
ومنذ نهاية الاسبوع الماضي كانت الشرطة تخشى وقوع هجوم جديد يشنه مطلق النار المجهول الذي يتحرك على دراجة نارية ولا يتردد في اطلاق النار في وضح النهار في اماكن مكتظة.
وكان رجل يتنقل على متن دراجة نارية قتل عسكريا في تولوز الاحد 11 اذار (مارس) ثم قتل عسكريين اخرين في مونتوبان الخميس الماضي، بينما اصيب رابع بجروح خطرة وهو مظلي من الفوج السابع للهندسة وما زال في المستشفى بين الحياة والموت.
وسرعان ما ردت السلطات الاسرائيلية فصرح الناطق باسم وزارة الخارجية ايغال بالمور "اننا مصدومون من هذا الهجوم ونثق في السلطات الفرنسية للتحقيق في هذه الفاجعة واحالة مرتكبي هذه الجرائم على القضاء".
واضاف "اننا نتابع ما يجري بتاثر"، وقطعت قنوات الاذاعة والتلفزيون الاسرائيلية برامجها العادية لتقديم تفاصيل حول الهجوم.
وتبين ان الرجل البالغ الذي قتل مع ثلاثة اطفال في اطلاق النار الاثنين امام المدرسة اليهودية في تولوز يحمل الجنسيتين الفرنسية والاسرائيلية ويتحدر من القدس، حسبما اعلن احد المقربين من الرجل.
وقال المصدر بان "جوناثان ساندلر قتل في اطلاق النار في تولوز وكان قد غادر في ايلول (سبتمبر) الماضي في مهمة لعامين لتدريس مواد يهودية في تولوز".