سارة بنت طلال: الاميرة السعودية المتمردة

تاريخ النشر: 08 مارس 2005 - 10:22 GMT

في الوقت الذي تحيي فيه المرأة عبر العالم يومها العالمي بدأت المرأة السعودية المحرومة تقريبا من كافة حقوقها في مجتمع شديد المحافظة يهيمن عليه الطابع الديني تطالب بالحاح متزايد بتغيير وضعها.

ولا يسمح للنساء في المملكة السعودية التي تملك ربع الاحتياطي العالمي المثبت من النفط الخام بقيادة السيارة كما لا يمكنهن السفر دون اذن مكتوب من الزوج او احد المحارم الذكور.

ومن الامور النادرة قيام سيدة من افراد الاسرة المالكة بالتنديد بالمحافظين المتشددين وتحملهم مسؤولية التمييز تجاه المرأة داعية الحكومة الى محاربتهم.

وقالت الاميرة سارة بنت طلال وهي تشير الى المحافظين المتشددين في المملكة التي تتبنى تفسيرا متشددا للشريعة الاسلامية يستند الى رؤية الامام محمد بن عبد الوهاب في القرن 18، ان الحكومة "يجب ان تتصدى لهم.

وكان للمؤسسة الدينية في المملكة دور فاعل في تاريخ المملكة حيث يهيمن علماء الدين والفقهاء على الشؤون الدينية الجارية.

واعتبرت الاميرة سارة ان "الحكومة مطالبة بان تعترف بنا باعتبارنا شريك كامل في المجتمع".

ورأت ان حقوق المرأة تتجاوز قيادة السيارة او التصويت وتشمل المساواة "امام القضاء (خاصة) في مجال الطلاق اضافة الى المجال التجاري". وتطالب الاميرة ايضا "بالتعليم الاجباري للبنات في كل قرية سعودية".

واعتبرت الاميرة سارة ابنة الامير طلال بن عبد العزيز الاخ غير الشقيق للملك فهد الذي تتعارض مواقفه من الديمقراطية مع باقي اعضاء الاسرة المالكة ان "التغيير يجب ان يتم (من خلال) قرار سياسي".

وبالرغم من السماح للسعوديات في السنوات الاخيرة بحيازة بطاقة هوية خاصة فانهن لا زلن في حاجة الى ولي امر للتمكن من الحصول عليها. وبخلاف ذلك تسجل المرأة على بطاقة الزوج او الاب.

وتقول السعودية سوزان الغانم المديرة التنفيذية لمنظمة غير حكومية تديرها نساء "اريد ان اشعر بوجودي بصفتي كائنا بشريا".

وهي تريد ان تكون قادرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة ومنها تأجير منزل او شراء سيارة.

وتضيف بلهجة احتجاج "يجب علي دائما ان اتبع شخصا ما (ولي امر) بصرف النظر عن سني" مشيرة الى ان جدتها التي تبلغ من العمر 65 عاما وجدت نفسها مجبرة على اتخاذ حفيدها (18 عاما) كفيلا بسبب عدم وجود ذكر غيره يعيش في الاسرة.

واعتادت سوزان غانم على الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة مع صديقاتها غير انها تخلت عن ذلك لانه "لا شيء تغير مع مرور السنوات".

وعلاوة على الممنوعات التي تطال المرأة السعودية فقد استبعدت ايضا من المشاركة في الانتخابات البلدية الجزئية الاولى من نوعها في المملكة التي بدأت في شباط/فبراير الماضي. وقد وعد مسؤولون بالسماح بمشاركة المرأة في الانتخابات القادمة.

غير ان بعض السعوديات لم تخفين شعورهن بالاحباط من هذه الهيمنة الذكورية في المملكة.

وتقول وفاء المنيف التي شاركت في سنة 1990 في مظاهرة نسائية في الرياض ان مجرد التفكير في حقوق المراة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يحل الثلاثاء "يصيبها بالاحباط".

واوضحت "البعض زعم ان الوقت لم يكن قد حان بعد حين جرت المظاهرة (1990) وما زال الوقت لم يحن بعد" في اشارة ساخرة الى رد الشرطة الدينية والسلطات على 47 امرأة شاركن في تلك المظاهرة.

ففي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 1990 قادت 47 امرأة سعودية 15 سيارة لمدة نصف ساعة قبل ان يتم ايقافهن. وتمت معاقبة المحتجات بشدة ومنع ازواجهم من السفر لمدة ستة اشهر.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن