في تطور سياسي لافت، أعلن مكتب رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الأربعاء، أن الرئيس تلقى رسالة رسمية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يطالبه فيها بمنح العفو لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد مالي وسياسي منذ عام 2020.
وجاء في رسالة ترامب قوله إن "القضية ضد بيبي (نتنياهو) هي محاكمة سياسية غير مبررة"، مضيفاً أن نتنياهو "ناضل إلى جانبي طويلاً، خاصة في مواجهة عدو الاحتلال اللدود إيران"، داعياً إلى "العفو عنه ليتسنى له توحيد إسرائيل وإنهاء هذا الصراع القانوني نهائياً".
وأشار ترامب في رسالته إلى أن نتنياهو "يلعب دوراً محورياً في تعزيز اتفاقات أبراهام، ويسعى لضم دول عربية جديدة إلى مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبه، أوضح مكتب الرئيس هرتسوغ أن أي طلب للعفو يجب أن يُقدَّم رسمياً وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها الرئيس طلباً رسمياً من ترامب بهذا الشأن، بعد أن كان الأخير قد دعا إلى العفو عن نتنياهو خلال زيارته للكنيست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويواجه نتنياهو منذ عام 2019 ثلاث قضايا فساد، تتضمن اتهامات بتلقي هدايا فاخرة من رجال أعمال تزيد قيمتها على 200 ألف دولار، إضافة إلى محاولات للتأثير على وسائل الإعلام لصالحه. ولم تُختتم محاكمته بعد، رغم استمرارها منذ عام 2020.
تزامن طلب ترامب مع مثول نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب ضمن جلسات المحاكمة الجارية، في وقت لا يزال فيه يواجه مذكرة اعتقال دولية صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في عام 2024، تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأثارت رسالة ترامب موجة من الجدل داخل الاحتلال الإسرائيلي، إذ علّق زعيم المعارضة يائير لبيد عبر منصة "إكس" قائلاً: "للتذكير، القانون الإسرائيلي يشترط للاعفاء من العقوبة الاعتراف بالذنب وإبداء الندم"، في إشارة إلى أن نتنياهو لم يفعل ذلك حتى الآن.
أما وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير فدعم مطلب ترامب قائلاً إن "العفو عن نتنياهو هو الإجراء الصحيح"، داعياً الرئيس الإسرائيلي إلى "الإصغاء لصوت أصدقاء إسرائيل الحقيقيين".