امعانا في النأي بكييف عن كل ما له علاقة بموسكو، وقع الرئيس الاوكراني فولودومير زيلينسكي الجمعة، قانونا يقضي بنقل احتفالات عيد الميلاد الى 25 كانون الاول/ديسمبر، بعد ان كانت في 7 كانون الثاني/يناير وفقا للتقويم المتبع في روسيا.
وجاء في الاسباب الموجبة لمذكرة قانون بالخصوص اقرها النواب الاوكرانيون منتصف الشهر الجاري، ان الخطوة تاتي في سياق النضال المستمر من اجل الهوية، والذي سيعزز رغبة كافة مواطني البلاد في عيش حياتهم وعاداتهم واعيادهم الخاصة.
واشارت المذكرة الى ان الشعب الاوكرانية طالما خضع لايديولوجية روسيا في كافة مناحي الحياة تقريبا، بما فيها اتباع التقويم اليولياني والاحتفال بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني/يناير، معتبرة ان ذلك يتناقض مع النهضة المتواصلة للامة الاوكرانية.
ومنذ بدء الحرب في شباط/فبراير العام المضي، اتخذت اوكرانيا سلسلة قرارات وخطوات في سياق سعيها للنأي بنفسها عن روسيا، ومن بين ذلك اعادة تسمية شوارع ومدن تعود لحقبة الاتحاد السوفييتي التي كانت البلاد احدى جمهورياته.
ولعل ابرز مناحي الفراق الحاصل قد تكشّف في الهوة الاخذة في الاتساع بين كنائس اوكرانيا وروسيا.
ولطالما هاجمت اوكرانيا حليف الكرملين البطريرك كيريل الذي يرأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، بسبب مباركته للحرب.
ويلقّب الإعلام الغربي كيريل بأنه "بابا بوتين"، ويقارنه براسبوتين، الراهب ذي التاثير الهائل على نيكولاي الثاني آخر قياصرة آل رومانوف.
وفي الواقع، فان كيريل هو المرشد الروحي لبوتين، بحسب مختصين في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وقد ادى دورا مهما في تحشيد المشاعر الدينية خلف المؤسسة العسكرية، لدرجة ان رجال كنيسته باتوا يرافقون الجنود في المعارك، بل ويباركون الصواريخ ايضا.
وكانت تقارير تحدثت العام الماضي عن ادارج كيريل في مسودة عقوبات يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها ضد موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
لكن ليس من السهل فرض عقوبات او مقاطعة رجل الدين النافذ كما هي الحال مع العقوبات التي فرضت على شركات روسية أو رجال أعمال، من حيث انه يمثل ملايين المسيحيين الأرثوذكس حول العالم.
