يمكن دعوة قوى غربية الى تحشيد 300 الف جندي للتدخل في سوريا بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، كما افادت مؤسسة أبحاث مرموقة في دراسة جديدة.
وقالت الدراسة التي أعدها المعهد الملكي للخدمات الموحدة في بريطانيا ان نهاية نظام الأسد يمكن ان تؤدي الى انفجار نزاع داخل سوريا وخارج حدودها. وان منع امتداد النزاع الى بلدان مجاورة أو وقوع اجتياحات عبر الحدود أشد الحاحا الآن من احتواء العنف داخل سوريا، بحسب الدراسة التي أُجريت بعنوان "سوريا: على طريق الاصطدام من اجل التدخل".
وتحذر الدراسة من "ان الخيارات العسكرية سيُنظر اليها في ضوء مغاير" بعد رحيل الأسد المرجح. ولكن رغم تطير الحكومات الغربية من التدخل فان الاسبوع الماضي شهد "تغيرا له مغزاه في الوضع يجعل من الصعب صعوبة متزايدة الاستمرار في التعاطي معه عن بعد".
وكتب الكولونيل ريتشارد كيمب القائد العسكري السابق في افغانستان واحد المشاركين في إعداد الدراسة، ان مسألة التدخل العسكري "قضية حية". ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الكولونيل كيمب انه "قد لا تكون لدى القادة السياسيين الغربيين شهية للتدخل بصورة أعمق ولكن، كما اظهر التاريخ، فاننا لا نختار دائما الحروب التي نخوضها، وأحيانا الحروب هي التي تختارنا".
واضاف الكولونيل "ان مسؤولية المخططين العسكريين هي إعداد خيارات للتدخل في سوريا وتقديمها الى رؤسائهم السياسيين في حال اختارهم هذه النزاع". وتابع الكولونيل كيمب "ان التحضير سيمضي اليوم في عدة عواصم غربية وعلى الأرض في سوريا وتركيا. ولكن ستكون لديهم تحفظات شديدة بشأن العواقب وثمن التدخل فضلا عن التداعيات الجيوسياسية".
وفي مقدمة ما يشغل تفكير الحكومات الغربية هو تأمين المنشآت الخمس لإنتاج عناصر كيمياوية مختلفة وعشرات المخازن الموجودة في مواقع محصنة. وتذهب دراسة المعهد الملكي للخدمات الموحدة الى "ان "نحو 75 ألف جندي" سيكونون مطلوبين لحماية اسلحة النظام السوري الكيمياوية بغية التوثق من عدم وقوعها بأيدي ارهابيين. وكتب مايكل كودنر رئيس قسم العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات الموحدة ان نقطة الانطلاق في حسابات التدخل الواسع هي 300 الف جندي على الأقل.
وخلصت الدراسة الى "ان على الحكومات الغربية التي عملت زمنا طويلا من اجل رحيل الأسد، أن تبدأ الآن بالخوف مما قد ينتظرها. فان سوريا بدلا من الانهيار على غرار دول عربية اخرى شهدت ثورات، ستنفجر قاذفة متاعبها في أنحاء الشرق الأوسط بعواقب قد تكون كارثية".