داعش يستخدم أسلوب "الذئاب المنفردة" .. و 3 قتلى جدد من الجيش العراقي

تاريخ النشر: 05 سبتمبر 2021 - 08:54 GMT
عناصر من الجيش العراقي
عناصر من الجيش العراقي

قتل 3 عناصر من الجيش العراقي، اليوم الأحد، في هجوم شنه تنظيم داعش في محافظة نينوى شمالي البلاد.

وتعرضت فجر اليوم قوة من الفرقة 14 في الجيش العراقي، في قضاء مخمور بمحافظة نينوى، لهجوم مسلح من قبل عناصر "داعش"

وأدى الهجوم الذي شنته داعش على نقطة تفتيش في قرية (لاكجة)، إلى مصرع  ثلاثة جنود وجرح آخر.

وقبل هذا الهجوم بساعات شن التنظيم هجوما على قوة من الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك، أودى بحياة 12 عنصرا وجرح ثلاثة آخرين.

ولا يزال تنظيم داعش يعتمد على أسلوب "الذئاب المنفردة" في هجماته، 

الذئاب المنفردة

ووفقاً لمراقبين، لا يزال عناصر التنظيم يعتمدون على ما اصطلح على تسميتها بـ"الذئاب المنفردة"، في تنفيذ هجماتهم، من خلال الاعتماد على المتاح لديهم من الأسلحة والمعدات. إذ ينفرد كلّ خمسة عناصر من التنظيم في تنفيذ هجوم، إما على نقطة تفتيش تابعة لأحد أفرع القوات العراقية، أو منازل لمزارعين للسطو عليها واغتنام أموالهم، أو أبراج لنقل الطاقة كما حصل خلال الشهرين الماضيين. وتراجعت نسبياً الهجمات على أبراج نقل الطاقة، بعد حملة أمنية أمر بها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

وهاجم مسلحون من "داعش"، يوم الخميس الماضي، نقطة تفتيش للشرطة الاتحادية في قضاء داقوق جنوبي محافظة كركوك، شمالي العراق، ما أدى إلى إلحاق الضرر في إحدى الكاميرات الحرارية، من دون تسجيل وقوع إصابات. قبلها، شنّ عناصر "داعش" هجوماً في قضاء الدبس بكركوك أيضاً، وقتلوا ابن مختار قرية شحل. وسبق ذلك هجوم إرهابي على منطقة الطبعات في محافظات الأنبار، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود عراقيين.

خلايا إرهابية

في السياق، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، إن "داعش لم ينتهِ، حتى بعد تحرير القوات العراقية جميع مناطق البلاد التي كانت سقطت في يد التنظيم، وهو ما تتفق عليه جميع القيادات العسكرية العليا في البلاد"، لافتاً إلى أن "أسباب الهجمات التي تحدث في بعض المناطق مختلفة، منها أن عناصر التنظيم معظمهم مطلوبون للقضاء، بالتالي فهم يعرفون مصيرهم الحتمي، لذلك فهم لا يتراجعون عن أفعالهم". وأكد أن "معظم الخلايا الإرهابية انتهت، وما بقي يحتاج إلى مواصلة العمليات الأمنية والعسكرية النوعية الاستباقية، لمنع بقاء داعش في العراق، والضغط المستمر على الحواضن الراعية والمتعاطفة مع الإرهابيين". وأوضح الخفاجي أن "غالبية الخلايا الإرهابية تتواجد في بعض مناطق محافظة ديالى، وفي جنوب غربي مدينة كركوك، وفي شمالي صلاح الدين، وجنوب غربي الموصل، بالإضافة إلى بعض المناطق الوعرة والصحراوية والنائية، ومعظم أفرادها يتخفون بصيغة مزارعين ورعاة أغنام"، معتبراً أن "التنظيم يمرّ حالياً بأسوأ مراحله، بعدما بات بلا إمكانيات، ومن تبقّوا من عناصره هم أعداد قليلة، تسعى القوات العراقية إلى إنهاء وجودهم".

من جهته، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، بدر الزيادي، إلى أن "جميع الأبحاث الأمنية الميدانية الأخيرة تؤكد استمرار نشاطات بسيطة لداعش في العراق وسورية، وفي بعض دول المنطقة". وفي العراق، اعتبر الزيادي، أنه "على الرغم من العمليات الإرهابية التي ينفذها عناصر داعش، لا تزال القوات الأمنية هي المسيطرة على أمن المحافظات".

المناطق المحررة

وأكد أن "اللجنة الأمنية في البرلمان، تدعو وتطالب الحكومة دائماً بتعزيز القدرات الاستخبارية في المناطق المحررة وغيرها من المناطق التي تشهد تواجداً لعناصر الإرهاب، لأن هذه الجهود هي التي تقلل من النشاط الإرهابي، لا سيما أن عناصر التنظيم ينغمسون غالباً في البساتين بصفة مزارعين أو رعاة أغنام، لذلك لا بد من تمكين أهالي المناطق المحررة استخبارياً من أجل الحصول على معلومات عن الإرهابيين المحليين".

دعم دولي

تعليقاً على ذلك، لفت الخبير العراقي أحمد الشريفي، إلى أن "العراق يواصل ملاحقة عناصر التنظيم الإرهابي، والقوات العراقية تحقق نتائج ممتازة في ردع العناصر المسلحة التي لا تزال تعمل على التخريب الاقتصادي وعمليات الاستنزاف لمقدرات البلاد، وهي بحاجة إلى دعم مستمر من قبل الحكومة، إضافة إلى دعم دولي لإنهاء الخطر الذي يُهدد عموم دول المنطقة". وأوضح الشريفي، أن "داعش لا يزال يعتمد على أسلوب المبادرات المنفردة، للإيقاع بالقوات العراقية عبر الهجمات المباغتة والاستباقية على نقاط التفتيش في بعض المناطق النائية، إضافة إلى ضرب أبراج الطاقة وتخريب المحاصيل الزراعية، من دون المواجهة الحقيقية مع قوات الأمن العراقي، لأن من تبقّوا من عناصره يعملون بأسلوب الذئاب المنفردة، وقد تحوّلت مهامهم إلى ضرب الأمن ومصالح الناس، بعدما فقد التنظيم إمكانية الاستيلاء على المدن".