هيمنت حرب أوكرانيا على أعمال قمة مجموعة العشرين التي انطلقت في بالي الاندونسية الثلاثاء، في وقت تكثفت الضغوط على روسيا لانهاء الحرب التي نددت مسودة بيان القمة بتداعياتها المدمرة على الاقتصاد العالمي.
واستهل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو اعمال القمة بدعوة القادة المجتمعين بالعمل من اجل تجنب حرب باردة أخرى.
وقال ويدودو خلال كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة "اليوم عين العالم علينا. هل سنحقق نجاحا أم سنضيف فشلا آخر؟" مشددا على ضرورة "أن تكون قمة مجموعة العشرين ناجحة وألا تفشل".
ويشارك في القمة الرئيسان الصيني شي جينبينغ والأميركي جو بايدن. لكن نظيرهما الروسي فلاديمير بوتين قرر عدم الحضور وانتدب بدلا منه وزير خارجيته سيرغي لافروف.
وبينما اجمعت البلدان الاعضاء في المجموعة على التنديد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا، لكن لم يكن هناك اجماع على ادانة الحرب نفسها، بحسب ما تكشفه مسودة البيان الختامي للقمة.
وجاء في نص المسودة المقترحة "تدين معظم الدول الأعضاء بشدة الحرب في أوكرانيا" بسبب ما وصفته من "المعاناة" التي تتسبب بها للبشرية، فضلا عن "تفاقم الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الأساس".
وبينما لفتت مسودة البيان الختامي الى وجود "وجهات نظر أخرى" تعتبر ان مجموعة العشرين ليست المحفل المناسب لحل "المسائل الأمنية" لكنها قالت ان الأعضاء يقرون بأن تلك المسائل "قد تنطوي على عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي".
"حان الوقت الآن لإنهاء الحرب"
ولم يفوت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فرصة التئام قمة مجموعة العشرين ليخاطب القادة المشاركين عبر الفيديو مؤكدا إن الوقت حان لإنهاء "الحرب الروسية المدمرة" ضد بلاده.، وبما سيؤدي الى "انقاذ الاف الارواح".
وابرز زيلينسكي في كلمته ما وصفها بـ"التهديدات المجنونة" من قبل مسؤولين روس باستخدام الأسلحة النووية، والتي قال انها تمثل ابتزازا ليس له مبرر ولا يمكن تبريره بأي حال.
ودعا الرئيس الاوكراني الذي كان يرتدي زيا عسكريا إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب إلى أجل غير مسمى، علما ان الاتفاق سينقضي اجله السبت المقبل.

وكان هناك نحو 20 مليون طن من الحبوب التي ظلت محتجزة في موانئ اوكرانيا بسبب الحرب، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق توسطت فيه تركيا والامم المتحدة في تموز/يوليو.
على صعيد اخر، اتهم زيلينسكي موسكو التي شنت حملة تدمير واسعة النطاق ضد البنية التحتية للطاقة والمياه في اوكرانيا قبيل حلول فصل الشتاء، بانها تريد "تحويل البرد إلى سلاح"، داعيا في السياق الى وضع سقف لأسعار صادرات النفط الروسية لمنعها من ذلك.
الغذاء والطاقة "سلاحا"
وبدوره ايضا، حذّر الرئيس الصيني شي جينبينغ من تحويل الغذاء والطاقة إلى "سلاح"، مكررا عن معارضته لسياسة العقوبات الغربية ضد روسيا.
كما حث في كلمته امام القمة البلدان الغنية على الحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة في اطار سعيها الى مواجهة التضخم.
واعتبر ان على الاقتصادات المتقدّمة "خفض التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام".
وكان الاحتياطي الفدرالي الاميركي رفع معدلات الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ ما قبل أزمة 2008 المالية، ما نجم عنه ارتفاع قيمة الدولار إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقدين، ضاغطا بذلك على الاقتصادات النامية.
والتقى شي مع الرئيس الأميركي جو بايدن في بالي عشبة القمة، حيث ابدى الزعيمان رغبتهما في تخفيف حدة التوتر بين بلديهما.