تقرير: استراتيجية تنظيم "الدولة"

تاريخ النشر: 03 سبتمبر 2014 - 03:25 GMT
البوابة
البوابة

يثق تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروف إعلامياً باسم "داعش"، أنه يسير على "الطريق الصحيح" الذي رسمه مسبقاً قبل دخوله في مواجهات عسكرية مع جيوش نظامية ومليشيات مدربة في كل من سوريا والعراق.

وأثبت قادة التنظيم من خلال سيطرتهم على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق امتلاكهم إمكانات عسكرية واستخبارية عالية، مكنتهم من التوغل في المدن، والسيطرة عليها، والتمركز فيها بدرجة أثارت استغراب العالم وتساؤلاته عن ماهية الخبرات والقدرات التي تقود هذا التنظيم، الذي بات من الصعب على الجيشين النظاميين في كل من دمشق وبغداد استعادة المناطق التي خضعت لسيطرته.

ونقل موقع "الخليج أونلاين"  معلومات مهمة تتعلق بتنظيم "الدولة الإسلامية" واستراتيجيته ومشروعه القادم، من خلال الوصول إلى أحد قادة التنظيم الذي تحدث بدوره لـ "الخليج أونلاين" عن الأهداف المستقبلية للتنظيم، والغاية من إنشاء دولة جديدة تختلف في مفهومها عن مفهوم الدولة المدنية المتعارف عليه.

"دولة الخلافة" بقيادة أوروبية

فقد أكد القيادي البارز في تنظيم "الدولة"، ويلقب بـ "أبو أحمد الموصلي"، أن هناك شخصيات عربية وغربية من مختلف التخصصات، هي من ستعمل على وضع أسس دولة الخلافة في المجالات المختلفة؛ السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها.

وقال الموصلي لـ "الخليج أونلاين" إن مفكرين وقادة وعلماء من جنسيات أوروبية لهم باع طويل، وخبرة واسعة، ودراية تامة بمجال تخصصهم، يعول عليهم التنظيم في قيادة مستقبل الدولة الإسلامية، وإن هذه الشخصيات تنتمي للتنظيم وتعمل ضمن عناصره.

مصطلحات التعليم

ولفت القيادي الانتباه إلى أن استراتيجية تنظيم "الدولة" تعتمد على التربية والتعليم "لبناء جيل يخدم المسيرة"، إلى جانب إيجاد مصادر التمويل، وأولها النفط؛ لتركيز دعائم الدولة والسيطرة على مصادر المياه، وتثبيت حدود الدولة الإسلامية، ثم إنشاء معاهدات مع الدول المجاورة.

وأوضح "أبو أحمد الموصلي" أنه في مجال التربية والتعليم سيصار إلى تغيير العديد من المناهج، منها "رفع دروس الرسم والرياضة والموسيقى والتربية الوطنية، وإبدال مناهج الجغرافيا والتأريخ بما يخدم فكر الدولة الإسلامية في المناهج الدراسية".

وبيّن أن كلمات "وطن" و"حكومة" و"بلد"، لا تتناسب مع الحكم الإسلامي، وإنها ستستبدل بمصطلح "الدولة الإسلامية في العراق والشام أو الخلافة الإسلامية"، حسب قوله.

"دولة خلافة" نفطية

وفي مجال التعامل مع الموارد الاقتصادية التي تقع ضمن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة؛ أشار الموصلي إلى أن السيطرة على مصافي عين زالة وبيجي والقيارة، سيمكنهم من "إنشاء دولة قوية ذات اقتصاد متين"، لافتاً النظر إلى وجود خبراء فرنسيين في المجال النفطي قال إنهم "جهاديون مختصون".

وأضاف: "كما نركز على أهمية الاعتماد على فوسفات عكاشات، ومعمل استخراج الكبريت في القائم بالأنبار والعريج في الموصل، وإنشاء مصانع لتصنيع السلاح والصواريخ والعتاد العسكري وصناعات أخرى"، مؤكداً وجود "خبراء أوروبيين مختصين، وهم من الجهاديين، سيقودون اقتصاد دولة الخلافة".

واستطرد القيادي الموصلي: "السيطرة على كل سدود المياه وإنشاء مشروع توليد الطاقة الكهربائية، أمر مهم لدى الدولة الإسلامية، وسنجعل من المياه ورقة ضغط سياسية".

حدود "الدولة" الإدارية

وفي مجال الحدود الإدارية لدولة الخلافة، أشار القيادي في تنظيم "الدولة" إلى أن حدود الدولة الإسلامية بحسب ما هو مخطط له تشمل كلاً من "الموصل وصلاح الدين وكركوك والأنبار والسماوة والكوت، وكل دولة الكويت وجزء من السعودية ومدينة المفرق الأردنية، ومن سوريا كل الجزء المحاذي لدجلة، دير الزور والرقة وحلب والحسكة ووادي جوران وبعض المناطق المحيطة، بالإضافة إلى الجزء السني من لبنان".

وفيما تم للدولة المزمعة إقامة حدود موضوعية لها على الأرض تسيطر عليها بالكامل سياسياً وإدارياً، بما يؤكد قيام دولة جديدة، يجد الموصلي أن "تصدير النفط إلى الدول الرأسمالية وبأسعار مناسبة ستكون ورقة ضغط لمساندة الدولة الإسلامية بإنشاء دولتهم" على حد قوله.

وأشار إلى أن "الرأي الشرعي في الأموال ومصادرها في مثل هذا الحال يعتمد على القاعدة الفقهية التي تقول: الغاية تبرر الوسيلة، والضرورات تبيح المحظورات".

شرعية "الخلافة"

تحركات وتصرفات تنظيم "الدولة الإسلامية" لم تقتصر على استقدام التدخلات الدولية، بل تعدتها إلى تداخل ملفات إقليمية، ومشاركة مليشيات في المنطقة لها أجندات طائفية، فالكثير من الشهادات تواترت لتؤكد أن مليشيا شيعية قادمة من لبنان وإيران، شاركت في المعارك إلى جانب الجيش العراقي، مع ما أثير إعلامياً عن مشاركة القوات النظامية الإيرانية في معارك البيشمركة ضد التنظيم.

ويثير تصرّف تنظيم "الدولة" التساؤلات على الساحة الإسلامية والعالمية حول مدى مطابقة هذه الأفعال لشرائع الإسلام وأخلاقه ومنهجه مع غير المسلمين، خصوصاً بعد أن أعلن التنظيم عما أسماه إقامة "الخلافة"، الأمر الذي دفع العلامة الشيخ يوسف القرضاوي لإنكار هذه الخطوة، وتأكيد عدم شرعيتها، وقال الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يرأسه القرضاوي، في بيان: إن "إعلان قيام دولة الخلافة باطل شرعاً، ولا يخدم المشروع الإسلامي"، مؤكداً أن "الخطوة التي اتخذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تترتب عليها آثار خطيرة على أهل السنة في العراق وسوريا".

درع الجزيرة.. والتصدي

وفي الوقت الذي يُعلن فيه "تنظيم الدولة" عن تقدمه على الأرض؛ أكد نائب رئيس مجلس وزراء البحرين، الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق يهدد الأمن الدولي، داعياً إلى ضرورة التصدي لمخاطر هذا التنظيم "الإرهابي".

وقال: إن تنظيم الدولة "مهدد للأمن الدولي ككل، وليس للأمن الخليجي فقط، فهو تنظيم إرهابي خارج عن القانون"، مشيراً إلى أن قوات درع الجزيرة "مستعدة للدفاع عن منطقة الخليج العربي إذا حاول التنظيم التطاول على بلدانها".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن