اعربت واشنطن ولندن عن تفاؤلهما بعد تقديم مشروع قرارهما المعدل بشان العراق الى مجلس الامن، والذي يعرض جدولا زمنيا تقريبيا لانسحاب القوات الاجنبية من هذا البلد، فيما توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة باختيار غازي الياور رئيسا للجمهورية وإعلان الحكومة الجديدة برئاسة اياد علاوي.
وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ايمير جونز باري نعتقد ان التعديلات التي ادخلناها كانت موضع ترحيب في مجلس الامن. واضاف "نعتقد ان الكل اصبح من الان وصاعدا مستعدا للعمل كي يتم تبني هذا القرار باسرع وقت ممكن".
اما مساعد السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جايمس كونينغهام فقال ان مشروع القرار المعدل يأخذ بالاعتبار الكثير من التعليقات التي ادلى بها العراقيون والاعضاء الاخرون في مجلس الامن الدولي منذ تقديم الصيغة الاساسية لمشروع القرار في 24 ايار/مايو.
وينص مشروع القرار المعدل على ان مهمة القوات الدولية ستنتهي مع انتهاء العملية السياسية التي ستؤمن للعراق دستورا جديدا وحكومة منتخبة اي نهاية 2005 او مطلع 2006.
وكان النص الاصلي لمشروع القرار يتضمن تفويضا مفتوحا للقوة المتعددة الجنسيات.
وتوضح الصيغة المعدلة لمشروع القرار بان الحكومة العراقية التي ستنتخب في كانون الثاني/يناير 2005 بامكانها مبدئيا ان تنهي مهمة القوات الاميركية التي ستكون منتشرة في العراق بعد نقل السلطة في 30 حزيران/يونيو.
ويحدد المشروع السيطرة العراقية على الشرطة وحرس الحدود والترتيبات الأمنية الأخرى.
الا أنه يترك للاتفاقات المستقبلية بين الحكومة الجديدة والقيادة الأمريكية مسائل مثل هل سيكون بمقدور الجيش العراقي الناشئ أن يرفض المشاركة في عملية عسكرية.
وفيما يتعلق بالسيادة سيوضح المشروع أن العراق له سيطرة فورية على موارده الطبيعية إلا أن هيئة استشارية دولية تتولى تدقيق الحسابات في صندوق مالي توضع فيه عائدات النفط ستواصل عملها في الوقت الحالي.
وتهدف التعديلات التي تم ادخالها على مشروع القرار، إلى الاستجابة لاعتراضات أبدتها الصين وفرنسا وروسيا وألمانيا وآخرين طالبوا بتفاصيل اكثر تحديدا للسلطات التي ستكون للقادة العراقيين عندما ينتهي الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة رسميا هذا الشهر.
وقال لورو باجا سفير الفليبين لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي انه لم يتحدد بعد موعد لاقتراع على مشروع القرار.
ترحيب ودعم للياور وحكومة علاوي
الى ذلك، فقد توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة والمؤيدة لاختيار غازي عجيل الياور كأول رئيس للعراق بعد صدام حسين، وإعلان الحكومة الجديدة برئاسة اياد علاوي.
فقد اشاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بالحكومة الجديدة، وبالجهود التي بذلها مبعوثه الخاص الأخضر الإبراهيمي بهذا الشأن.
وقال للصحفيين بعد تشكيل الحكومة "لابد لنا جميعا أن نتطلع إلى الأمام ونعمل على تسليم السيادة والسلطة إلى العراقيين يوم 30 حزيران/يونيو".
ورحبت الرئاسة الإيرلندية للاتحاد الأوروبي بتشكيل الحكومة العراقية، وأعرب وزير الخارجية الإيرلندي براين كوين عن أمله بنجاح الحكومة في مهامها وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
ومن جهته قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن تشكيل الحكومة العراقية يمثل يوما مهما في تاريخ العراق، وأضاف أنه يجب أن يتبع ذلك قرار من مجلس الأمن بشأن نقل السيادة في العراق.
واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في وقت سابق ان الحكومة الجديدة في العراق تمثل قطاعا عريضا من المجتمع ومؤهلة لقيادة الامة.
واكد ان العراق جبهة متقدمة ضد الارهاب ولذلك فان بلاده ستعمل جنبا الى جنب مع الشعب العراقي لتحقيق النصر مشددا على ان التحالف سينقل السيادة كاملة الى حكومته الجديدة مبديا استعداده للعمل مع الحكومة الجديدة ورئيسها اياد علاوي.
وقال بوش في تصريح للصحفين ان هذه الحكومة مستقاة من صميم الشعب للتحضير للانتخابات العامة "وسنعمل معها من اجل صدور قرار جديد من مجلس الامن يعيد الالتزامات الدولية تجاه الشعب العراقي من اجل مساعدته على اعادة بناء بلده وتحقيق امنها واستقرارها" .
واضاف ان العنف هناك يعارض الحرية والديمقراطية ولذلك " سنقف جنبا الى جنب مع الشعب العراقي لهزيمة اعداء الحرية والديمقراطية لان العراق جبهة رئيسية ضد الارهاب والذي اذا قدر له ان ينتصر سيزيد من قتل الابرياء لكن العراق سيكون الضربة التي توجه للارهابيين وسنقف مع العراق جنبا الى جنب لتامين مستقبله .. ولن يهزمنا الارهاب " .
وتوقع بوش زيادة الارهاب بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة " لانه يريد قتل المزيد من المواطنين لكن هذا لن يغير من تصميمنا على هزيمته " وقال ان ادارته تستطيع العمل مع الحكومة العراقية الجديدة لان رئيسها اياد علاوي قدم بيانات قوية من اجل استباب الامن والاستقرار في العراق .
من جهته بعث الرئيس المصري حسنى مبارك ببرقية تهنئة الثلاثاء الى غازى عجيل الياور باختياره رئيسا لجمهورية العراق فيما وصفه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بانه "أحدى الشخصيات العراقية السياسية ذات التاريخ الايجابي."
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية ان مبارك بعث برقية تهنئة الى الياور تؤكد "دعم مصر الكامل لمجهوداته المستقبلية نحو ترسيخ دعائم السيادة والاستقلال والحكم الوطنى الاصيل." كما بعث الرئيس مبارك برقية مماثلة الى اياد علاوى رئيس الحكومة العراقية المؤقتة لتهنئته باختياره لهذا المنصب.
وقال موسى للصحفيين عقب اجتماع مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر "من الواضح
أن أصوات الجميع كانت تؤيد ترشيحه وهو رجل من الشخصيات الوطنية وأحدى الشخصيات العامة المعروفة وهو رجل فاضل."
وأضاف أن الياور "أحدى الشخصيات العراقية السياسية ذات التاريخ الايجابي. وطالما أن هناك توافقا في الرأي بين كل من له علاقة بهذا الموضوع فهو يمثل الارادة الجماعية لمجلس الحكم."
وتابع أن الخطوة التالية في شأن رئيس العراق الجديد تتوقف علي قرار مجلس الامن ودور الامم المتحدة.
ودعت الإمارات "الأشقاء والأصدقاء" إلى دعم العراق. ورحب بيان صادر عن وزارة الخارجية باختيار الياور لرئاسة الجمهورية وإعلان الحكومة العراقية.
كما هنأ كل من أمير الكويت جابر الأحمد الصباح وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس العراقي الجديد.
ورحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى باختيار الياور رئيسا للعراق ووصفه بأنه رجل ذو تاريخ إيجابي, وقال إن اختياره يعكس رأي الأغلبية في مجلس الحكم العراقي.
وأعلن وزير الخارجية الأردني مروان المعشر أن عمان توافق على من يختاره مجلس الحكم—(البوابة)—(مصادر متعددة)