تعرف على عيد نوروز الذي يحتفل به الاكراد والفرس سنويا

تاريخ النشر: 18 مارس 2022 - 03:52 GMT
دول تمنع الاحتفال الاكراد بعيد النوروز
دول تمنع الاحتفال الاكراد بعيد النوروز

يحتفل الأكراد والفرس والبشتون والآذريين وغيرهم من الشعوب والاقوام في يوم 21 آذار/مارس من كل عام بعيد نوروز حيث يعتبر مناسبة رأس السنة لديهم وعطلة رسمية 

ما قصة عيد النوروز؟

ويرجع أصل عيد النوروز إلى التقاليد ديانة الزرادشتية لكن الاحتفال بهذا العيد بقي حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس وأستمر إلى يومنا هذا. ويًعتبر العيد أكبر الأعياد عند القومية الفارسية ويُحتفل به في إيران والدول المجاورة كأفغانستان وتركيا ويحتفل به الأكراد خاصةً في شمال العراق. انتقل عيد النوروز بين الشعوب والثقافات عبر طريق الحرير، ويعتبر عطلة رسمية في إيران وأذربيجان، والعراق وقرغيزستان.

ويعود الاحتفال بعيد النوروز لأسباب مختلفة مأخوذة من قصص شعبية في الثقافات التي تحتفل به، وتتفق الأقوال على أنه عيد للربيع، يحتفل به بدورة الحياة الجديدة بعد زوال فصل الشتاء.مع اقتراب عيد نوروز.. قفزة في تكاليف الأزياء الكردية | سكاي نيوز عربية

*من أين جاء مُسمى ” نوروز”؟


عيد نوروز، تُعرب على نيروز، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، الذي يصادف 21 آذار/مارس، ويعتبره الكرد بداية العام الجديد نسبة إلى التقويم الكردي الذي يُعلن انتهاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويحتفل به أيضا الفُرس في إيران، ويُقال: إن أصل كلمة نوروز Newroz، وهو من الكردية، وتتكون من مقطعين “نو” new بالكردية اللاتينية يعني “جديد”، وروز الكردية بالأحرف العربية هي “يوم” ممَّا يعني يوم جديد وفق تقرير على موقع حبر الالكتروني

*ماهي طقوس الاحتفال؟


من طقوس الاحتفال بعيد النوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.

كما أنهم يخرجون إلى الطبيعة ويقيمون حفلات الشواء احتفلاً وبهجةً بخلاصهم من الملك الشرير الظالم، و يشعل الكرد النيران مع بداية ليلة نوروز قبل شروق شمس العام الجديد، وهذا الإجراء هو تقليد لما فعله كاوه الحداد عندما انقض على الملك زهاك.

كما تسمع الأناشيد والأهازيج الكردية القديمة، وحديثاً بات المطربون والفنانون الكرد يقيمون الحفلات في هذا اليوم ويؤدي فيها رقصاتهم التقليدية “الجوبي” التي عادة ما تشبه “الدبكة” . 

عيد ديني اخذ طابع قومي

ومعظم المحتفين بنوروز، يعدونه عيداً دينياً أو ثقافياً منذ مئات السنين، لكنه أخذ طابعاً قومياً عند الأكراد وخاصة في العصر الحديث إذ بات حدثاً سنوياً يؤكد من خلاله الأكراد على هويتهم ومطالبهم وحقوقهم القومية والسياسية في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا.

حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز، وفي جلسة في شباط 2010 م، قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه «يوم نوروز الدولي».يحتفل به الكرد والفرس وغيرهم.. حقائق عن عيد النوروز | الحرة

دول تمنع الاحتفال الاكراد بعيد النوروز

ولم يُسمح بإحياء احتفالات نوروز في تركيا وسوريا حتى وقت قريب، لكن أكراد إيران والعراق كانوا أوفر حظاً من أقرانهم، لأن الإيرانيين أنفسهم يحتفلون به ولو بطقوس مختلفة، كما أن الأكراد في العراق عززوا الاحتفال به بعد حصولهم على الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق في سبعينيات القرن الماضي.

أما في كل من تركيا وسوريا فكانت الحكومات المتعاقبة تمنع الاحتفالات بشدة وتعتقل المشاركين فيها لدرجة أن كثيرين دفعوا حياتهم ثمناً لإحياء هذا اليوم، وخاصة في أوائل التسعينيات، عندما استخدمت المدرعات والرصاص الحي ضد المشاركين في الاحتفالات في مدينة جزرة الواقعة جنوب شرقي تركيا واعتقلت السلطات كثيرين حتى من هم دون سن الـ 18 عاماً.

 

نوروز: هل هو عيد قومي أم ديني لدى الأكراد؟ - BBC News عربي

 

 

سورية لا تعترف بالاكراد

يشكل الاكراد في سورية ما نسبته 15 في المئة من سكان سوريا وترفض الحكومة في سورية الاعتراف بالهوية الكردية في البلاد، وهو ما جعل هؤلاء أكثر تمسكاً بقوميتهم التي كانت تتعرض لمحاولات طمس بشكل مستمر.
وكانت احتفالات نوروز قبل الثمانينيات تقام في بساتين أو أقبية أو داخل البيوت في تجمعات صغيرة سرية بعيداً عن أنظار أجهزة الأمن.

وبدأ الأكراد يخططون للاحتفال بنوروز على الملاً مستخدمين حيلاً للمضي قدماً في إحياء الاحتفالات في الثمانينيات من القرن الماضي.

ومن بعض الأساليب التي استخدموها أحياناً، تظاهر شاب وشابة بأنهما عروسان وأن الحشود ليسوا إلا مدعوين إلى حفل الزفاف وفق تقرير لموقع بي بي سي البريطاني

 

حافظ الاسد يلتف على الاكراد 

لم يكن عيد الأم في سوريا يوم عطلة رسمية رغم إقراره عيداً من قبل السلطات في 21 مارس /آذار بعد أن اعتمدته مصر في عام 1956، الا ان هذا التاريخ يتزامن مع عيد نوروز، ويذكر المصدر الاعلامي المشار اليه حادثة جرت في دمشق عام 1986، حيث هاجمت القوات الامنية السورية محتفين في الغوطة  فتوجهوا في مسيرة سلمية نحو القصر الجمهوري، لكن الشرطة واجهتهم بالرصاص وقتل الشاب  سليمان آدي وبات الاكراد يحيون ذكرى مقتله سنويا الامر الذي دفع بالرئيس حافظ الاسد لاعلان يوم 21 عطلة رسمية على انه عيد الام في خطوة للالتفاف على الاكراد الذين باتو بامكانهم الاحتفال بعيدهم 

 

حقائق قد تجهلها عن عيد نوروز

 

نوروز في زمن بشار الاسد

 

 

زادت الامور سوءا بالنسبة للاكراد في زمن الرئيس بشار الاسد ففي نوروز عام 2008، أطلقت قوات الأمن النار على المشاركين في عدة مدن وخاصة في مدينة القامشلي. وفي عام 2009، قتل اثنان في مدينة الرقة بالرصاص الحي واقتيد العشرات منهم إلى السجون، كما اعتقل العشرات في حلب ومثلها في مناطق أخرى من البلاد.

 

اقليم كوردستان يعلن تعطيل الدوام لمدة خمسة ايام بمناسبة عيد نوروز

 

عقوبات الاكراد المحتفين بـ نوروز

وكانت التهم التي توجه إلى المعتقلين الأكراد تستند على مادتين من قانون العقوبات السوري (المادة 267 و 307)، حيث كانت تدعي السلطات بأن الأكراد يسعون إلى تقسيم سوريا، إلا أن الأحزاب الكردية في البلاد تنفي ذلك.

وتنص المادة 267 على "تجريم كل عمل أو خطاب أو كتابات "تدعو إلى اقتطاع جزء من الأرض السورية وضمه إلى دولة أجنبية" ويعاقب مرتكبها بعقوبة السجن مدى الحياة".

أما المادة 307 ، فتنص على "تجريم ومعاقبة كل من أقدم على عمل أو كتابة أو خطاب يقصد منه أو ينتج عنه إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة، وتكون العقوبة السجن مدة 6 إلى 24 شهراً مع دفع غرامة مالية".

ويعتبر نوروز، العيد الوحيد الذي تحتفي به قوميات وأديان وشعوب مختلفة عبر القارات. وهو عطلة رسمية في كثير من البلدان مثل إيران والعراق و قرغيزستان وأذربيجان، كما يُحتفل به في تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان وكازاخستان ومقدونيا وجنوب القوقاز والقرم ومنطقة البلقان وكشمير وولاية كوجارات الهندية وشمال غرب الصين.

لكن رغم ذلك كان الأكراد يقيمون الاحتفالات في ليلة نوروز بإطلاق المسيرات وإشعال النيران عند الغروب وسط إجراءات أمنية متشددة في المناطق ذات الغالبية الكردية في كل من تركيا وسوريا.
وغالبا ما ترافق ذلك باعتقالات للنشطاء والسياسيين والفنانيين ومنظمي الحفلات ومطلقي المسيرات وحتى حاملي المشاعل.
أما أكراد العراق الذين تمتعوا بالحكم الذاتي منذ عقود، فكانوا أوفر حظاً من أكراد سوريا وتركيا، وكانوا يمارسون طقوسهم الاحتفالية علناً لتمتعهم بالحكم الذاتي في العراق.


حظر ديني


أما في قرغيزستان وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة، فكان الاحتفال بنوروز ممنوعاً باعتباره عيدأ دينياً (يرجع إلى الديانة الزرادشتية)، لذا كانت مظاهر الاحتفال به محدودة إلى أن حصلت قرغيزستان وغيرها على استقلالها عام 1991. كما اعتبر بعض الأئمة الاحتفال بهذا العيد "منبوذاً" لأنه غير إسلامي وتقليد "للكفار" .


نوروز عند بعض الشيعة


نُسب إلى الإمام جعفر قوله " النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه الله العهد على بني آدم أن يعبدوه وألا يشركوا به شيئاً، واليوم الذي استقرت فيه سفينة نوح على جبل جودي، واليوم الذي كسر فيه النبي إبراهيم الأصنام، واليوم الذي نجا فيه النبي موسى وقومه وقطع بهم نهر النيل، واليوم الذي بُعث فيه رسول الإسلام محمد ، بحسب ما جاء في كتاب "عيد النيروز وصبغته الإسلامية" لشكورزاده إبراهيم.