قتل تسعة اشخاص على الاقل، هم ثمانية مدنيين وشرطي افغاني، الجمعة في افغانستان اثناء تظاهرات مناهضة للاميركيين احتجاجا على احراق مصاحف في قاعدة عسكرية اميركية الثلاثاء، على الرغم من الدعوات الى الهدوء.
ومع هؤلاء القتلى التسعة الذين اكد سقوطهم صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية، ترتفع حصيلة الايام الاربعة الاولى من التظاهرات الى 24 قتيلا بينهم جنديان اميركيان بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. واصيب كذلك حوالى 100 شخص بجروح غالبيتهم بالرصاص.
وتاتي غالبية ضحايا الجمعة من ولاية هراة (غرب) وهي في العادة احدى اكثر الولايات هدوءا في البلاد، حيث قتل سبعة اشخاص بينهم شرطي وامراة معظمهم "في تبادل لاطلاق النار"، كما اعلن محي الدين نوري المتحدث باسم الولاية لوكالة فرانس برس.
وقضى ثلاثة منهم وبينهم الشرطي عندما حاول محتجون التوجه الى القنصلية الاميركية في هراة، كما اضاف نوري.
وقال نوري "اصيب 50 اخرون معظمهم بطلقات نارية، في ولاية هراة.
وجاء حادث احراق المصاحف ليزيد من المشاعر المعادية للغرب التي تسود البلاد اساسا بسبب انتهاكات ترتكبها قوات الاطلسي ومن بينها ما ظهر في شريط فيديو من تبول عناصر من المارينز الاميركي على جثث افغان.
ودعت الحكومة الافغانية وقائد قوات الحلف الاطلسي الجنرال الاميركي جون الن، الى الهدوء وضبط النفس في البلد الذي يشهد حربا ضد المسلحين الاسلاميين منذ عشر سنوات.
وقال الجنرال "ان العمل مع القيادة الافغانية هو السبيل الوحيد لكي نتمكن من اصلاح هذا الخطأ الكبير وضمان عدم تكراره".
لكن وفي مدينة هراة قتل ثلاثة اشخاص عندما توجه المتظاهرون باتجاه القنصلية الاميركية، بينما قتل اربعة اخرين في اماكن اخرى من الولاية، بحسب المتحدث باسم الولاية محيي الدين نوري لفرانس برس.
وصرح مسؤول امني لفرانس برس ان متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة وحاول بعضهم الاستيلاء على سلاح الشرطة.
وقتل متظاهر اخر وجرح اثنان عندما حاول المتظاهرون السيطرة على مكتب الفريق العسكري المدني لاعادة اعمار المدينة بقيادة تشيكية في ولاية باغلان الشمالية الشرقية، بحسب حاكم الولاية عبد المجيد.
وفي كابول اصيب ثلاثة اشخاص على الاقل بجروح في المظاهرات التي جرت في العديد من المواقع المختلفة، بحسب متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية.
وبدأت التظاهرات بعد صلاة الجمعة التي حث فيها الائمة في كابول المصلين على الخروج الى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف.
وقال الملا محمد اياز نيازي في مسجد وزير اكبر خان "يجب الكشف عن هوية من ارتكبوا هذه الجريمة واعدامهم علنا".
واضاف "انتم لم تخونوا هذا البلد فحسب، بل انكم تلاعبتم بعقيدة ومشاعر 1,7 مليار مسلم في العالم، ودنستم كتابهم المقدس".
كما جرت تظاهرات كذلك في ولاية قندز الشمالية وكذلك في ولايات باميان وغزني وننغرهار الشرقية، بحسب مراسلي فرانس برس.
وقتل جنديان اميركيان في التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلاثاء، مما دفع بالرئيس الاميركي باراك اوباما الى تقديم اعتذار للشعب الافغاني.
وتعرضت القواعد العسكرية الفرنسية والنروجية والاميركية الى هجوم بعد ان حرضت حركة طالبان الافغان على قتل الجنود الاجانب انتقاما لحرق المصاحف.
وقال ناطق باسم الجيش الالماني الجمعة ان الجيش انسحب من موقعه في تالوقان (شمال) في مواجهة الاحتجاجات التي تشهدها افغانستان بعد احراق مصاحف.
وقال ان الجنود الخمسين المتمركزين في تالوقان انسحبوا الخميس من هذا الموقع الذي كان يفترض ان يغادروه في نهاية آذار/مارس للعودة الى قاعدة قندز التي تبعد سبعين كيلومترا الى الغرب، وحملوا معهم معداتهم وآلياتهم واسلحتهم وذخائرهم.
اما السفارة الاميركية في كابول فهي مغلقة منذ ايام، فيما انتشرت قوات امن اضافية لحماية البعثات الاجنبية وغيرها من المواقع الاستراتيجية بعضها مسلح بالقذائف الصاروخية والبنادق الرشاشة.
ونصح مسؤولون حكوميون افغانيون الشعب الافغاني ب"تجنب الخروج في احتجاجات وتظاهرات يمكن ان ينتهزها العدو".
وينتشر في افغانستان نحو 130 الف جندي في اطار قوات الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة لقتال مسلحي حركة طالبان التي اطيح بها من الحكم في اواخر عام 2011.
وتعتزم قوات التحالف سحب قواتها القتالية بحلول العام 2014، الا ان العديد من الدول يتعرض لضغوط داخلية لانهاء الحملة العسكرية في البلد المضطرب في وقت اسرع.
كما دانت الحكومة الباكستانية بشدة احراق المصاحف وقالت انه "من المهم للغاية عدم تكرار حدوث مثل هذه الاعمال غير المسؤولة وغير المبررة".
وتظاهر اكثر من 500 شخص في المنطاق الجنوبية الغربية المضطربة من باكستان الخميس احتجاجا على احراق المصاحف.
ولا يزال حادث احراق المصاحف قيد التحقيق، الا ان مسؤولين اميركيين قالوا لوكالة فرانس برس ان الجيش اخذ المصاحف من المعتقلين في باغرام للاشتباه باستخدامها في تمرير الرسائل.