تسريبات: مخابرات القسام اخترقت جيش الاحتلال لـ5 أعوام وهكذا اكتشفت "الزر السري"

تاريخ النشر: 23 نوفمبر 2025 - 03:50 GMT
_

تكشفت تسريبات صادرة عن مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي بشأن قدرة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على اختراق منظومة الجيش في معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحجم المعلومات الاستخبارية التي جمعتها قبيل الهجوم.

وفي ذلك اليوم، نفذت حماس هجمات واسعة على قواعد عسكرية ومستوطنات قرب قطاع غزة، أسفرت عن قتل وأسر عدد من الإسرائيليين، رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

وكشف تقرير لإذاعة جيش الاحتلال اليوم أن مقاتلي القسام تمكنوا من تعطيل دبابات للاحتلال في مناطق غلاف غزة بعد حصولهم على معلومات شديدة الحساسية حول دبابة "ميركافا 4"، وتشكيلهم قوة خاصة للتعامل معها.

وبحسب الإذاعة، جمعت الكتائب على مدى سنوات طويلة بيانات دقيقة من حسابات عشرات آلاف الجنود الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أتاح لها فهم آليات تشغيل الدبابة ونقاط ضعفها، وصولاً إلى اكتشاف "زر سري" يؤدي الضغط عليه إلى تعطيلها لفترة مؤقتة.

وذكرت الإذاعة أن مقاتلي القسام حاولوا خلال المعركة السيطرة على بعض الدبابات وإدخالها إلى غزة لاستخدامها ضد قوات الاحتلال، لكنهم اكتفوا بتعطيل عدد منها وجعلها غير قابلة للعمل.

وأوضحت أن الكتائب درّبت وحدة نخبوية كاملة على قيادة الدبابات، مستخدمة نماذج حقيقية بالحجم الكامل لدبابات ميركافا، إضافة إلى برامج محاكاة متطورة. وظل هذا الإنجاز لغزاً داخل أجهزة الاحتلال لأشهر، إلى أن كشفت عملية للجيش مطلع عام 2024 داخل نفق في وسط قطاع غزة عن وثائق ومواد تؤكد جمع الكتائب معلومات استخبارية معمّقة حول الدبابة.

وأضاف التقرير أن كتائب القسام بنت نماذج محاكاة لقواعد ومواقع عسكرية في غلاف غزة بدقة كبيرة، واعتمدت في ذلك على وحدة استخبارات تضم نحو 2500 عنصر، وُجهت لمراقبة أكثر من 100 ألف جندي إسرائيلي عبر المنصات الرقمية، وتحليل ملايين المنشورات على مدى خمس سنوات بدءاً من 2018.

ونقل التقرير أن الكتائب استخدمت حسابات مزيفة وتقنيات هندسة اجتماعية لاختراق مجموعات واتساب تخص قوات الاحتلال، من بينها مجموعة لمجندي وحدة "إيغوز"، ما أتاح لها متابعة مسار الجنود من مرحلة التجنيد حتى توليهم مناصب قيادية.

كما جمعت كتائب القسام تقارير يومية عن انتشار قوات الاحتلال، ومواقع بطاريات القبة الحديدية، وتحركات الوحدات العسكرية، ثم دمجت هذه المعطيات مع صور وفيديوهات من داخل القواعد، قبل بناء خرائط ومجسمات ومحاكاة ثلاثية الأبعاد بالحجم الطبيعي لتدريب القوات المشاركة في الهجوم باستخدام أدوات الواقع الافتراضي.

ونقلت الإذاعة عن ضباط إسرائيليين قولهم إن دقة النماذج التي صنعتها حماس فاقت توقعاتهم، وإن الحركة كانت تعرف بعض تفاصيل القواعد العسكرية أكثر من عناصر خدموا فيها لسنوات.

ويعد ما جرى في 7 أكتوبر أكبر إخفاق استخباراتي وعسكري لدى الاحتلال، بحسب مسؤولين إسرائيليين، وقد أدى إلى زلزال سياسي وأمني داخل تل أبيب. وبينما استقال عدد من كبار المسؤولين، يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتهم بارتكاب جرائم حرب والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تحمّل أي مسؤولية.

ومنذ ذلك اليوم، يشنّ الاحتلال بدعم أميركي حرباً مدمرة على قطاع غزة، تسببت باستشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة 170 ألفاً، غالبيتهم من النساء والأطفال. ورغم دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التطبيق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، فإن الأخير يواصل خرقه يومياً، مما أسفر عن مئات الضحايا.