تركيا وحلفاؤها يسيطرون على مدينة تل أبيض السورية

تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2019 - 02:42 GMT
ارشيف

تقدم الجيش التركي وحلفاؤه من مقاتلي المعارضة السورية إلى وسط مدينة تل أبيض السورية الأحد، وبسطوا سيطرتهم شبه الكاملة على المدينة وشرعوا في عمليات بحث وتمشيط لتأمينها.

وتل أبيض مدينة سورية حدودية وواحدة من النقاط الرئيسية التي يركز عليها الهجوم التركي الذي بدأ يوم الأربعاء مستهدفا قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا وحلفاءها يسيطرون سيطرة شبه كاملة على المدينة.

وبدأت تركيا هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها جماعة إرهابية موالية لمسلحين أكراد على أراضيها، بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعض قواته التي تدعم المسلحين الأكراد في قتال تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية.

وهدف أنقرة المعلن من العملية هو إقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لإعادة توطين الكثيرين من بين 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية وتستضيفهم تركيا على أراضيها. وهدد الرئيس التركي بإرسال اللاجئين إلى أوروبا ما لم يدعم الاتحاد الأوروبي العملية التركية.

الهجوم سيمتد
وفي وقت سابق الاحد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التوغل التركي في سوريا سيمتد من كوباني في الغرب إلى الحسكة في الشرق بعمق حوالي 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية مضيفا أن بلدة رأس العين أصبحت بالفعل تحت السيطرة التركية.

وذكر أردوغان في مؤتمر صحفي في اسطنبول أن القوات التي تقودها تركيا حاصرت أيضا بلدة تل أبيض السورية الحدودية إلى الغرب من رأس العين في الحرب التي تشنها على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصفها أنقرة بأنها منظمة إرهابية.

وقال أردوغان "ركزنا أولاً على المنطقة التي يبلغ طولها 120 كيلومتراً بين رأس العين وتل أبيض. ومن ثم سنقسم الممر الإرهابي البالغ طوله 480 كيلومتراً من المنتصف".

وأضاف "بعد ذلك سنسيطر على الحسكة من جانب وعين العرب (كوباني) في الجانب الآخر ونكمل العملية" في إشارة إلى البلدتين الواقعتين على جانبي محور التركيز الحالي للعمليات. ومضى قائلا "سنذهب إلى عمق يتراوح بين 30 و 35 كيلومترا، وفقا لخريطة المنطقة الآمنة التي أعلنا عنها من قبل".

وقال إن جنديين تركيين و16 من مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة قتلوا في العملية.

وأضاف أن القوات التي تقودها تركيا قتلت 440 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب العنصر الرئيسي فيها.

وقال أردوغان إن القوات التي تقودها تركيا سيطرت حتى الآن على 109 كيلومترات مربعة، تشمل 17 قرية حول تل أبيض وأربع قرى حول رأس العين.

ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت عن قراره سحب قوات من منطقة الحدود السورية وأبلغ نشطاء مسيحيين محافظين بأن الولايات المتحدة ينبغي أن تعطي الأولوية لحماية حدودها.

وقال ترامب في كلمة ألقاها بولاية واشنطن "ليتولوا أمر حدودهم.. لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك طوال الخمسين عاما القادمة لحراسة الحدود بين تركيا وسوريا بينما لا نستطيع حراسة حدودنا".

تزايد اعداد القتلى
وفي الغضون، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربة جوية تركية في مدينة رأس العين السورية أسفرت عن سقوط تسعة قتلى بينهم خمسة مدنيين يوم الأحد.

وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الضربة أصابت تجمعا لمدنيين جاءوا من القامشلي إلى رأس العين تضامنا مع المدينة التي تستهدفها القوات التركية في هجومها على القوات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا.

وقال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية إن "قافلة مدنية" هوجمت.

وقالت وزارة الدفاع التركية يوم الأحد إنها "حيدت" 480 من مسلحي وحدات حماية الشعب منذ بدء العملية وهو تعبير يستخدم عادة للإشارة لقتلهم. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن 76 من مسلحيها قتلوا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك أسفرت عن مقتل 104 من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية و76 من مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا و52 مدنيا.

وذكرت وسائل إعلام تركية ومسؤولون أن 18 مدنيا قتلوا في تركيا في قصف عبر الحدود.

وحثت قوات سوريا الديمقراطية التحالف بقيادة الولايات المتحدة يوم السبت على إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التركية وقالت إن مسلحيها "يُستشهدون من قبل الطيران التركي أمام أعين الحلفاء".

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة في مدينة القامشلي يوم الجمعة.

نزوح وفرار جماعي
قالت الأمم المتحدة الأحد إن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا من مناطق ريفية في محيط تل أبيض ورأس العين نتيجة للقتال.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أن تقديراته هو ووكالات إغاثة أخرى تشير إلى أن ما يصل إلى 400 ألف مدني في منطقة الصراع تلك ربما يحتاجون إلى المساعدة والحماية في الفترة المقبلة.

وقالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا إن نساء ينتمين لتنظيم الدولة الإسلامية فررن بأعداد كبيرة مع أطفالهن من مخيم كن محتجزات فيه بشمال سوريا يوم الأحد بعد قصف تركي على المنطقة.

وقالت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا في بيان إن 785 أجنبيا من منتسبي التنظيم المتشدد فروا من مخيم عين عيسى.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر في المخيم قولها إن نحو مئة شخص فروا.

وفي إشارة على ما يبدو لمقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا، قالت السلطات التي يقودها الأكراد إن "مرتزقة" هاجموا مخيما به "العناصر الداعشية" التي قامت "بالهجوم على حراسة المخيم وفتح الأبواب للفرار".

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معظم الأراضي السورية الشمالية التي كانت يوما جزءا من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في البلاد. وتحتجز القوات آلافا من مقاتلي التنظيم في السجن وعشرات الآلاف من أفراد عائلاتهم في مخيمات.

وذكر مروان قامشلو المسؤول في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز أنه لا يوجد عدد كاف من الحراس في المخيم الذي يقع إلى الشمال من الرقة وعلى بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.

وأردف قائلا "الحراسة ضعيفة جدا الآن"، مضيفا أنه يوجد حاليا ما يتراوح بين 60 و70 فقط من أفراد الأمن في المخيم مقارنة بمستويات الحراسة العادية التي كانت لا تقل عن 700 فرد في المخيم الذي يضم 12 ألف شخص.