أعلنت السلطات في المغرب وإسبانيا عن تفكيك شبكة إجرامية عابرة للحدود تُعد من أكثر شبكات تهريب المخدرات تطورًا في العالم، بعدما استخدمت طائرات مسيّرة محلية الصنع لنقل كميات ضخمة من الحشيش بين البلدين بطريقة غير مسبوقة.
وأوضحت الشرطة الإسبانية، في بيان صادر بالتنسيق مع الدرك الملكي المغربي، أن الشبكة كانت تُسيّر يوميًا عشر طائرات مسيّرة دفعة واحدة، تنقل نحو 200 كيلوغرام من الحشيش في الليلة الواحدة، في عمليات متواصلة استمرت لفترة طويلة قبل كشفها.
وبحسب التحقيقات، كانت الطرود المعبأة بالمخدرات مزودة بعلامات فسفورية وأجهزة تتبع لاسلكية تصدر أصواتًا لتسهيل جمعها من قِبل فرق متخصصة مجهزة بنظارات للرؤية الليلية، قبل تخزينها مؤقتًا في منازل ريفية تمهيدًا لتوزيعها داخل الأراضي الإسبانية.
وتبيّن أن طائرات الشبكة كانت تُصنّع يدويًا من مكونات مستوردة من آسيا، باستخدام هياكل خفيفة من الفلين وأنظمة إلكترونية متطورة، مما منحها قدرة على التحليق لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر من دون رصد.
وكانت هذه الطائرات تنطلق من بلدة "ألكالا دي لوس غاثوليس" جنوب إسبانيا نحو الأراضي المغربية، لتقطع نحو 66 كيلومترًا في كل رحلة، حيث تهبط في مواقع لم تحددها السلطات المغربية، وتحمل شحناتها من الحشيش ثم تعود لإسقاطها في مناطق ريفية قرب مدينتي طريفة وفيخير دي لا فرونتيرا.
وأطلق الحرس المدني الإسباني عملية أمنية أطلق عليها اسم "روش" (خلية النحل)، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية، بعد رصد عدد كبير من الرحلات الجوية المجهولة بين البلدين. وأسفرت العملية عن اعتقال تسعة أشخاص، ومصادرة 18 طائرة مسيّرة، و150 كيلوغرامًا من الحشيش، إلى جانب مئات الآلاف من اليوروهات ومعدات إلكترونية وأدوات تصنيع.
وأشارت التحقيقات إلى أن قدرة هذه الطائرات على التحليق على ارتفاعات منخفضة، إضافة إلى بدائيتها التقنية، جعلت من الصعب على الرادارات رصدها، كما أن تنفيذ الرحلات ليلًا ساهم في بقاء نشاط الشبكة سرّيًا لفترة طويلة قبل الإطاحة بها.