تركيا تخطط للسيطرة على وسط آسيا

تاريخ النشر: 23 فبراير 2022 - 02:39 GMT
تسعى حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتوسع الى دول وسط آسيا
تسعى حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتوسع الى دول وسط آسيا

متذرعه بروابط تاريخية، ولغوية، وثقافية، وجغرافية، وتحت شعار المنفعة المتبادلة،  تسعى حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للتوسع الى دول وسط آسيا، والحديث يدول عن كازخستان وطاجكستان، واوزباكستان

منذ اعلان هذه الدول انفصالها عن الاتحاد السوفيتي سابقا، سارعت انقرة للاعتراف بها كدول مستقلة وبدات في لعب دور فعال في اقتصادها وسياستها، لدرجة انها نظمت البرامج التعليمية والمشاريع والتقنية تحت اسم المساعدات، وهذا ما برر الزيارات المتكررة لوفود تحمل صفة لجان اشراف اقتصادي وخبراء ورجال اعمال بحجة رفع مستوى التعاون والتنمية مع تلك البلدان، وحتى عام 2017 كانت قيمة استثمارات الشركات التركية في اسيا الوسطى 14 مليار دولار، أما قيمة المشاريع التي نفذتها شركات المقاولات التركية في دول المنطقة فقد تجاوزت 86 مليار دولار، حيث توجد أكثر من 4 آلاف شركة تركية تمارس نشاطاتها في المنطقة.

كان ذلك محاولة تركية للتمهيد لاجبار هذه الدول من خلال الضغط الاقتصادي عليها وجرها الى الانضواء في تحالف مشترك تقوده انقرة، ويخدم المصالح التركية بالدرجة الاولى، بغض النظر عن الروابط التاريخية والتداخلات الاقتصادية والسياسية التي تربط تلك الدول مع الدول الكبرى المحيطة بها.

عاد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لتحريك جذور فكرة التحالف العسكري والسياسي مع دول آسيا الوسطى بالتزامن مع عودة العلاقات التركية- الاسرائيلية، وتامل ان تكون امتداد لاسرائيل في عمق اسيا الوسطى ومعبر للبضائع والسلاح والتنكنولوجيا الاسرائيلية، الى جانب محاولات نشر الفكر الاخواني وانشاء احزاب اخوانية في تلك الدول، لتضمن ولاءها اولا وليكون اي تعاون عبرها مع اسرائيل مشروع دينيا، وهو الثمن الذي تروجه حكومة اردوغان للخروج من ازمتها الاقتصادية والسياسية مع اوربا واميركا.

وعلى ذات الاطار فان ادارة اردوغان تمرر ايضا افكارها القومية والسياسات الموروثة من الإمبراطورية العثمانية منذ التسعينيات، ويبدو ان بقاء تلك الدول على الحياد في ازمة كاراباخ الثانية (أيلول/سبتمبر– تشرين الثاني/ نوفمبر 2020)، قد ازعج اردوغان الذي اراد ثمنا لما قدمته بلاده من مشاريع اقتصادية في بلدان اسيا الوسطى 

تحاول انقرة استغلال التخوف المتنامي لدى تلك الدول بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، حيث حصل فراغ وخوف من عدم الاستقرار لدى دول المنطقة، ولا سيما مع التغيرات الجيوسياسية الحاصلة، فقدمت نفسها بديلا لخلق التوازن الا ان طموحها يتعدى الى السيطرة على تلك الدول وثرواتها ومواقعها الجغرافي والاستراتيجي