اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قصف الأعاصير بقنابل نووية لكي تتلاشى قبل وصولها إلى الولايات المتحدة.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، مساء الأحد، بأن مقترح ترامب جاء خلال جلسة مخصصة لإطلاع الرئيس الأمريكي على المستجدات بشأن الأعاصير، دون تحديد توقيت تلك الجلسة.
وحسب الموقع، قال ترامب : "لدي الحل .. لماذا لا نقصفها (الأعاصير) بالسلاح النووي؟".
وأضاف أن الأعاصير "تبدأ في التشكّل قبالة سواحل أفريقيا في طريقها عبر المحيط الأطلسي، ويمكننا إلقاء قنبلة داخل عين الإعصار لتشتيته، لماذا لا نفعل ذلك؟".
وأثار اقتراح منسوب للرئيس الأميركي استغرابا وسخرية واسعة. وبالرغم من أن ترامب نفسه نفى أن يكون قد طرح الفكرة، فإن الأمر لا يزال يثير جدلا في الأوساط العلمية الأميركية، حيث يبرز سؤال: ماذا لو تم ضرب إعصار بقنبلة نووية؟
وتتعرض الولايات المتحدة بشكل منتظم لأعاصير قوية تسفر عن خسائر في الأرواح وتخلف دمارا واسعا.
وينبع الاقتراح المثير للجدل من فكرة أن ضرب الأعاصير بالقنابل النووية فوق المحيطات، حتى تتلاشى قبل أن تضرب الأراضي الأميركية وتسبب خسائر بشرية ومادية هائلة.
وفي تعليقه على هذا المقترح، وضع المدير التنفيذي لمنظمة الحد من انتشار الأسلحة في الولايات المتحدة، داريل كيمبال، سيناريو إذا طبقت هذه الفكرة وتداعياتها.
وقال كيمبال في رسالة خاصة عبر البريد الإليكتروني لموقع "سكاي نيوز عربية" الاماراتي إن الاقتراح يظهر الجهل بالآثار المدمرة التي يتركها الانفجار النووي على البشرية والبيئة.
وأضاف كيمبال أن الانفجار النووي لن يغير، على الأرجح، مسار الإعصار أو ديناميكيات الغلاف الجوي التي تحركه.
لكن الأكيد أن القنبلة النووية ستترك تلوثا إشعاعيا فوق المحيط وفوق مساحات شاسعة من البر، وسيطال الأمر أيضا البشر والأراضي الزراعية وبلدات ومدن لسنوات عديدة.
وأضاف مدير منظمة الحد من الأسلحة أن انفجارا نوويا واحدا سيزيد من معدلات الإصابة بالسرطان، وسيحتاج الأمر إلى إخلاء مناطق من البشر لمنع إصابات أكثر.
ووصف كيمبال في رسالته المقترح المنسوب لترامب بـ"السيئ للغاية".
من جهتها، قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة، إنها تتلقى عادة في مواسم الأعاصير اقتراحات بشأن التعامل مع هذه الظاهرة المدمرة، ومنها استخدام سلاح نووي ضدها لتدميرها قبل وصولها إلى اليابسة.
وأضافت في منشور على موقعها الرسمي أن الاشعاع النووي سيتحرك مع الرياح ليلحق أضرارا بالأرض ويؤدي إلى مشكلات مدمرة على الصعيد البيئي.
وعلى الرغم من نفي ترامب لهذا الاقتراح، لكنها ليست المرة الأولى التي ينقل عنه ذلك. ففي عام 2017 سأل ترامب مسؤولًا كبيرا عما إذا كان يجب على الإدارة أن تأمر بقصف الأعاصير لمنعها من الهبوط على اليابسة.
واقتراح ترامب ليس الأول من نوعه، إذ إن الفكرة قديمة وتعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي خلال ولاية الرئيس دوايت أيزنهاور.
وتطفو هذه الفكرة على السطح بين وقت وآخر، على الرغم من أن العلماء يجمعون على أنها لا يمكن أن تنجح.
وتتعرض الولايات المتحدة بانتظام لأعاصير قوية، وفي عام 2017 بات "هارفي" أقوى إعصار يضرب اليابسة الأميركية خلال الـ12 عاما الأخيرة.