اعاد التحرك المصري المتمثل بخطة الترتيبات الامنية بعد انسحاب اسرائيل من غزة اعاد الامل بامكانية تحريك عملية السلام خاصة بعد الانباء عن موافقة اسرائيل والسلطة الفلسطينية على الخطة ونشطت التحركات في هذا الصعيد حيث سيتوجه وزير الخارجية الاسرائلي للقاهرة لمناقشة تفاصيل الخطة.
افادت تقارير اعلامية اسرائيلية ان وزير الخارجية سوليفان شالوم ستوجه الى القاهرة الاربعاء لمناقشة خطة اسرائيل للانسحاب من غزة مع الرئيس المصري حسني مبارك. واطهر استطلاع للرأي ان غالبية انصار الليكود تؤيد خطة شارون.
وقالت صحيفة "هآرتس" ان شالوم سيطلب من مبارك تكثيف الضغوطات على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لنقل السلطات الامنية الى رئيس الوزراء احمد قريع (ابو العلاء) وتمكين الاجهزة الامنية الفلسطينية من السيطرة على المناطق التي سينسحب منها الجيش الاسرائيلي.
وكان الرئيس المصري تحادث امس هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مؤكدا موافقة مصر على خطة شارون الانسحاب من غزة.
وكشفت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية تفاصيل الخطة المصرية للترتيبات الامنية في غزة بعد انسحاب اسرائيل من جانب واحد.
وكتب المحرر السياسي للوكالة ، امس، أن مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان نقل الاسبوع الماضي رسالة من الرئيس المصري حسني مبارك الى عرفات وشارون تتضمن تفاصيل خطة في هذا الصدد تقضي بان تتولى قوة مصرية قوامها نحو 200 رجل بالتعاون مع قوة من دول غربية الوضع الامني في غزه مدة ستة اشهر.
واوضح ان هذه الخطة تشمل مرحلتين, الاولى تتضمن خطوات لتأهيل الساحة الفلسطينية للتعامل مع الواقع الذي سيفرضه الانسحاب الاسرائيلي من غزة من طريق التوصل الى تفاهم بين السلطة والفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف كل اعمال المقاومة المسلحة التي تنطلق من قطاع غزة ضد اسرائيل , وتقضي المرحلة الثانية بإرسال "مجموعة من الكوادر الامنية والفنية يراوح عددها بين 150 و200 ضابط وفني ومدرب إلى غزة لتتولى الاعداد والتدريب والتجهيز للافراد الفلسطينيين والقيادات الأمنية الوسيطة مدة ستة اشهر, وبعد انتهاء التدريب تتولى قوات أمن فلسطينية قوامها 30 الف رجل المسؤولية الامنية الكاملة في قطاع غزة".
وبينما لم يذكر ما اذا كانت القوة المصرية ستبدأ مهماتها قبل الانسحاب الاسرائيلي المزمع من القطاع او بعده, اشار الى ان قوة التدريب والتأهيل"ستبقى على الارض في غزة يساندها عدد من الكوادر والفنيين والمراقبين الدوليين لتقويم الاداء والمراقبة والمتابعة والكشف عن أي تجاوزات ومن أي طرف وقعت".
وكانت اللجنة الرباعية الدولية قررت في اجتماعها الاخير في الرابع من ايار/مايو الماضي انشاء آلية للتعامل مع خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي للانسحاب من غزة, تتضمن وجود مرجعية تشرف على الوضع الامني في القطاع قبل تسليم المسؤولية عن الامن الى السلطة الفلسطينية.
وكشفت الوكالة المصرية فحوى الرسالة التي حملها اللواء سليمان الى عرفات وقالت ان مبارك أبدى فيها استعداده الكامل "للعمل فورا من أجل وضع نهاية للاحداث المأسوية التي تجري في قطاع غزة".
وقال الرئيس المصري أن "مصر على استعداد لتدريب وتجهيز وتهيئة قوات الامن الفلسطينية الى المستوى الذي يمكنها من السيطرة الكاملة على القطاع بعد الانسحاب الاسرائيلي من غير ان يحدث أي فراغ أمني يؤدي بدوره الى انفلات تستغله قوى غير مسؤولة (لتنفيذ) عمليات مشبوهة تزيد الامر تفاقما وتدفع الطرف الاخر(الإسرائيلي) إلى التصعيد والعنف".
وقالت ان مدير المخابرات المصرية أبلغ الى عرفات "بكل الصراحة والقوة ان مصر ليست على استعداد لتعريض أبنائها من القادة والجنود والكوادر الفنية التي ستتولى الاعداد والتدريب لأي خطر يهدد حياتهم". واضافت ان الرئيس الفلسطيني وافق على خطة القاهرة كما طرحها سليمان وأعرب عن عزمه على العمل "فورا على وقف نار شامل مادام الهدف هو التحرك واحياء عملية السلام وتنفيذ خريطة الطريق, لكنه طلب أمرين: الأول التزام اسرائيل وقف العدوان, والثاني اعطاؤه مهلة للاجتماع مع ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية ليناقش معهم الخطة ويحصل على موافقتهم عليها تمهيدا للقاء يعقد في القاهرة لتأكيد التزام هذه الفصائل" وقف العمليات ضد إسرائيل. واوضحت انه بمجرد ان نقل عمر سليمان رد عرفات الى الرئيس مبارك بادر الأخير الى "تحرك مباشر تجاه إسرائيل ومع الاطراف الفاعلين والمؤثرين في واشنطن ولندن وبون ومدريد وباريس وغيرها وطلب من سليمان التوجه الى تل ابيب للقاء شارون (وهو ما حصل فعلا) وإبلاغه ان مصر ستتولى تدريب قوات أمن فلسطينية قادرة على السيطرة وملء الفراغ في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي وأن العملية ستجري فوق الارض الفلسطينية, كما أن مصر لن تسمح بان تتعرض قواتها الأمنية التى ستتولى عملية التدريب والتجهيز لأي عدوان ايا كانت ذرائعه", وأكدت الوكالة ان سليمان ابلغ الى شارون بان القوة المصرية ستعمل على "تجهيز الفلسطينيين بالمعدات والاجهزة والاسلحة الخفيفة وبناء المقرات والسجون بالتعاون مع الدول المانحة, وسيكون الى جانب القوة المصرية عناصر امنية وفنية وادارية من دول غربية تساعد في عمليات الاعداد والتجهيز وكذلك المراقبة والمتابعة الدقيقة لالتزام الاطراف ما تم الاتفاق عليه".
ونقلت الوكالة عن عمر سليمان تأكيده لشارون اصرار الرئيس المصري "على مجموعة من النقاط أولاها ان يكون الانسحاب من غزة انسحابا كاملا وان يكون بداية للانسحاب من كامل التراب الفلسطيني, وأن يكون هناك التزام للمحافظة على المناخ اللازم للاستمرار في عملية السلام والجلوس الى طاولة المفاوضات".
وقالت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابدى موافقته على الخطة المصرية, لكنه طالب بضمانات "لعدم حدوث عمليات عنف من جانب الفلسطينيين ضد المدنيين, وتعهد وقف عمليات القصف والاغتيال ما دام الجانب الفلسطيني ملتزما , وقال انه مستعد الآن للاجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع" للبحث في الخطة المصرية.
وأكد قريع ان "مصر قدمت مقترحا وترى فيه انه قادر على ضبط الامور. هذا ما قدمته مصر واعطت فرصة لدرسه خلال اسبوع او اسبوعين".
وسئل هل وافق عرفات على هذا المقترح, فأجاب: "الرئيس عرفات يدرس المقترح وندرسه معه... ونحن نعمل على ان تتوافر كل الظروف المطلوبة لتوفير النجاح لمصر".
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان اسرائيل وافقت على الانسحاب الكامل من قطاع غزة بما فيه ممر فيلادلفيا الواقع على الحدود مع مصر. واوضحت ان موفاز قال امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست ان لجان عمل تضم ممثلين لاسرائيل ومصر ستؤلف لدرس هذه المسألة.
وأفاد مكتب شارون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بحث خلال اتصال هاتفي مع مبارك في خطة الانسحاب من غزة.
وكان شارون ارجأ امس مدة اسبوع التصويت داخل الكنيست على خطته للانسحاب لاخفاقه في ضمان غالبية مؤيدة لها.
استطلاع
وأظهر استطلاع للرأي نشرته احدى الصحف الاسرائيلية صباح الثلاثاء تأييد غالبية الناخبين من انصار حزب ليكود لخطة رئيس الوزراء ارييل
شارون للانسحاب من قطاع غزة.
ويخوض شارون نزاعا بشأن الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة مع منافسيه في حزب ليكود اليميني الذين يتزعمهم وزير المالية بنيامين نتنياهو مما تسبب في تأجيل تصويت مجلس الوزراء عليها.
وأظهر الاستطلاع الذي نشرته صحيفة معاريف اليومية أن 54 في المئة من الناخبين من أنصار حزب ليكود يؤيدون خطة شارون مقابل 31 في المئة يؤيدون نتنياهو.
ولدى سؤالهم عمن يفضلونه لقيادة الحزب اختار 61 في المئة شارون فيما اختار 25 في المئة نتنياهو.
أما بين الرأي العام الاسرائيلي فقد حصلت خطة شارون على تأييد نسبة 55 في المئة فيما حصل نتنياهو على 32 في المئة وقال 51 في المئة انهم يفضلون شارون زعيما لليكود بينما أعرب 24 في المئة عن تأييدهم لنتنياهو.
وشارك في الاستفتاء 600 اسرائيلي واجري يوم الاثنين ويبلغ هامش الخطأ فيه بالزيادة او النقصان 4.5 في المئة.
وتتناقض هذه النتائج مع نتائج الاستفتاء على الصيغة الاولية للانسحاب التي طرحها شارون على حزبه في الثاني من مايو ايار ورفضها معظم أعضاء الليكود مما دفعه الى تعديل الخطة—(البوابة)—(مصادر متعددة)