رفع الجيش الاسرائيلي من جهوزيته، وقام بتعزيز قواته، في حقل "كاريش" للغاز في البحر المتوسط، خوفا من هجمات مستقبلية ل حزب الله اللبناني، خاصة بعد تهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله، الذي أعلن أن جميع حقول النفط والغاز الاسرائيلية تقع تحت تهديد قواته.
وافادت وسائل إعلام اسرائيلية، بأن الجيش الاسرائيلي يتخوف من اندلاع حرب ، تطال مساحات جغرافية واسعة في المنطقة، في حال قصف حزب الله لمنصة "كاريش".
وقالت صحيفة "هآرتس"، إنّ "الجيش الإسرائيلي عزز أكثر قواته التي تحمي منصة حقل الغاز كاريش، وهذا على خلفية تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قال، أمس الأول (الاثنين)، إنّ كل حقول الغاز والنفط الإسرائيلية تقع تحت تهديد منظمته"، بحسب تعبير الصحيفة.
غانتس: سنرد بشكل مؤلم
كما كشف الجيش الإسرائيلي، عن أنه يجري منذ أشهر عدة تدريبات واسعة بمشاركة سلاح البحرية والجو على صد هجمات كهذه. وصرح وزير الدفاع بيني غانتس، بأن جيشه سيرد بشكل مؤلم على أي اعتداء.
وقال غانتس، إن منصة «كاريش»، التي يعدّها «حزب الله» قائمة في المياه الاقتصادية اللبنانية، تقع جنوبي كل خطوط الحدود التي تطالب بها حكومة لبنان في المفاوضات، وهي داخل المياه الاقتصادية الإسرائيلية بالكامل. ولذلك؛ فإن تهديدات «حزب الله» في غير مكانها. وحكومته لا ترى أي سبب يمنعها من إنتاج الغاز من هذا الحقل في الموعد المقرر، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأضاف غانتس، الذي كان يتكلم خلال ندوة لـ«القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، أمس (الثلاثاء)، «مع هذا، نحن نريد التوصل إلى اتفاق مع حكومة لبنان. لكن (حزب الله) يرش البهارات ويركب موجة تخريب للاتفاق ويشوش عليه. ومن يدفع الثمن هو الشعب اللبناني المتعطش لحلول لمشاكله في موضوع الطاقة والكهرباء والحياة الطبيعية».
وسئل غانتس، إن كان يعتقد بأن تهديدات «حزب الله» لإسرائيل جدية؟ فأجاب «أعتقد بأن (حزب الله) يعرف أن إسرائيل تردعه وكذلك حكومة لبنان. ولكن أنا آخذ بالاعتبار دائماً وجود خطر تدهور، مثلاً في حال إرسال طائرات مسيّرة. ونحن متيقظون وجاهزون؛ ولذلك أسقطنا الطائرات التي أرسلها. فإذا أقدم على ذلك سنضطر إلى الرد وسيكون ردنا مؤلماً. أنا آمل أن لا نصل إلى حرب. ولكننا ملزمون بالدفاع عن حقنا في استخراج الغاز. وسنحاول فعل ذلك من دون المساس بلبنان. وكما قلت إننا مستعدون لمساعدة لبنان. ولكن، إذا قرروا عرقلة الأمر فهذه مشكلتهم».
غلعاد: مواجهة واسعة
وأكد اللواء في الاحتياط في قوات الاحتلال الإسرائيلي، عاموس غلعاد، أمس الثلاثاء، وجوب أخذ تهديدات نصر الله، "على محمل الجد، والاستعداد لها"، مضيفاً أنّه "إذا هاجم حزب الله منصة كاريش أو أي منصة أخرى، فإنّ ذلك سيؤدي بالطبع إلى مواجهة يمكن أن تصل إلى أبعاد واسعة جداً".
وتعاطت وسائل الإعلام الإسرائيلية بجدّية كبيرة مع تهديدات الأمين العام لحزب الله، التي أطلقها في "حوار الأربعين"، عبر شبكة الميادين، يوم الإثنين الماضي.

وأشار الإعلام الإسرائيلي، في وقتٍ سابق أمس، إلى أنّ المؤسستين الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال "رفعتا مستوى التأهب والاستعداد، على خلفية المشكلات والمماطلة في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية".
حسن نصر الله
ولفت السيد نصر الله، في "حوار الأربعين"، إلى أنّ "الموضوع ليس كاريش وقانا، وإنّما كل حقول النفط والغاز المنهوبة من جانب إسرائيل، في مياه فلسطين، في مقابل حقوق لبنان".
وقال السيد نصر الله إنّ "هذا العمل (استهداف كاريش أو ما بعده)، متوقف على قرار العدو الإسرائيلي، ومعه الولايات المتحدة الأميركية".

وأوضح السيد نصر الله أنّ "الدولة اللبنانية قدمت تنازلاً كبيراً من خلال ما طلبته من الوسيط الأميركي عندما تحدثت عن الخط الـ23+"، مشيراً إلى أنّ "الكرة، الآن، ليست في ملعب لبنان، لأنه هو الممنوع من استخراج النفط والغاز في المنطقة غير المتنازع عليها".