تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش بمنح "سيادة كاملة" للحكومة العراقية المؤقتة التي اعلنت الامم المتحدة ان مبعوثها الاخضر الإبراهيمي سيجري مشاورات مع رئيسها اياد علاوي بهدف إكمال تشكيلها. وميدانيا، استؤنفت المعارك في الكوفة، فيما قتل مدير الدفاع المدني في كركوك وزوجته وشقيقته وابنه.
وقال الرئيس الاميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزاء الدنمركي انديرس راسموسين "ابلغت رئيس الوزراء ان حكومتنا والتحالف سينقل سيادة كاملة وغير منقوصة الى حكومة عراقية" تم اختيارها من قبل مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي.
وتابع "قال (راسموسين): هل تعني سيادة كاملة؟ فقلت: اعني سيادة كاملة".
وقال مسؤول اميركي كبير في بغداد الجمعة ان الولايات المتحدة اكدت ان عضو مجلس الحكم، اياد علاوي سيكون رئيس وزراء العراق في الحكومة المؤقتة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الإبراهيمي سيجري مشاورات مع علاوي، وذلك من أجل إكمال تشكيل الحكومة التي يفترض أن تتولى السلطة من الاحتلال نهاية الشهر المقبل. كما اكدت أنها تحترم خيار مجلس الحكم، الذي وقع على علاوي.
وقال الإبراهيمي إنه سيعمل مع علاوي على اختيار بقية أعضاء تلك الحكومة، وإنه سيعلن أسماء اللجنة المشرفة على انتخابات العام المقبل في غضون الأيام الثلاثة المقبلة.
من جهة اخرى، اعلن بوش في مؤتمره الصحفي ان الولايات المتحدة "تحرز تقدما" على صعيد مسودة القرار الجديد الذي طالبت الصين وفرنسا والمانيا وروسيا بتعديله ليكون اكثر وضوحا بشان الوضعية التي ستكون عليها القوة متعددة الجنسيات في هذا البلد بعد نقل السيادة.
واعلن بوش انه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عارضت بلاده غزو العراق، قد اتفقا عبر اتصال هاتفي على العمل معا من اجل تعديل مشروع قرار مقدم الى مجلس الامن بهدف تسهيل عملية نقل السلطة في العراق.
وقال "تحدثت مع فلاديمير بوتين هذا الصباح حول القرار، واتفقنا على ان نعمل معا نيابة عن الشعب العراقي والحكومة الجديدة".
وكان بوتين حذر في وقت سابق في موسكو من ان "هذا القرار يمكن ان ينجح فقط اذا كان يسمح للشعب العراقي بالتحكم بمصيره، وخلق الية لخلق دولة حقيقية ذات سيادة".
وبينما تطالب دول لها حق استخدام النقض (الفيتو) مثل الصين وفرنسا بوضع قيود على القوة المتعددة الجنسيات قال نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج ان الولايات المتحدة ليس لديها مشكلة في تقديم تنازل وقبول موعد مختلف لمراجعة القرار.
وقال ارميتاج في مقابلة مع تلفزيون سي. ان. بي. سي. انه "لن يكون هناك ضرر من اضافة موعد آخر لهذا القرار الذي تجري مناقشته."
لكن الصين وفرنسا طالبا بأن ينتهي التفويض للقوات في موعد محدد مثله مثل بقية مهام حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ثم يتعين تجديده بواسطة مجلس الامن ما لم يعترض العراق.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية انه رغم القلق من ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) لن ترحب بأي انطباع بأن تفويضها سينتهي فان واشنطن يمكن ان تتحلى بالمرونة بشأن موعد مراجعة القرار لان العراقيين فقط هم الذين سيقررون متى لا يحتاجون لقوات اجنبية.
تطورات ميدانية
وعلى صعيد التطورات الميدانية، قالت الشرطة العراقية ان قذيفة مورتر سقطت على مسافة نحو 400 متر من مقر الادارة التي تقودها الولايات المتحدة في وسط بغداد السبت وأصابت اربعة بجروح أحدهم حالته خطيرة.
وقال ضابط شرطة ان الاربعة موظفون كانوا يقفون في طابور عند نقطة تفتيش أمنية لدخول وزارة الاسكان العراقية. ولم يتوفر لدى الجيش الامريكي تعقيب فوري.
وفي الاسبوع الماضي انفجرت سيارة بقنبلة زرعت على جانب طريق يؤدي إلى المدخل الرئيسي للمنطقة الخضراء مما أدى لمقتل اثنين هما حارس أمن بريطاني وموظف بريطاني في الادارة التي ترأسها الولايات المتحدة.
استئناف المعارك في الكوفة
من جانب اخر، فقد استؤنفت المعارك صباح السبت في الكوفة بين عناصر جيش المهدي وبين القوات الاميركية لليوم الثاني على التوالي بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار بين الطرفين.
وقال الشيخ محمد الغزاوي "الليلة السابقة كانت هادئة، الا ان القوات الاميركية قامت في الساعة التاسعة من صباح اليوم بفتح النار من دباباتها المتمركزة عند جسر الكوفة على مواقع جيش
واوضح الشيخ الغزاوي ان قوات الصدر ردت على النار بالمثل.
المجلس الاعلى: بعثيون وارهابيون يتولون قيادة ميليشيا الصدر
من جهته اعلن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يرئسه عبد العزيز الحكيم اليوم ان ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تقودها عناصر سابقة موالية لصدام حسين "وارهابيون".
وكان اغتال مجهولون صباح اليوم السبت مسؤولا كرديا في شرطة كركوك (شمال) وثلاثة من اقربائه كما اكد مدير شرطة محافظة كركوك التي يقطنها عرب واكراد وتركمان.
وقال اللواء شيركو شاكر حكيم "اطلق مسلحون مجهولون النار عند الساعة 8.50 بالتوقيت المحلي على سيارة العقيد صابر محمد صابر مدير قسم الدفاع المدني في شرطة كركوك ما ادى الى مقتله على الفور".
كما سقط في الهجوم الذي وقع في وسط كركوك "زوجة صابر وشقيقته وابنه الذين قضوا لدى وصولهم الى المستشفى".
يشار الى ان العقيد صابر هو رابع مسؤول كردي يجري اغتياله في شمال العراق خلال نحو شهر.
فقد توفي نريمان حمه عزيز عبد الكريم مسؤول الامن في الشركة العامة للمنتجات النفطية وعضو الاتحاد الوطني الكردستاني في 14 ايار/مايو متاثرا بجروح اصابته لدى تعرضه لمحاولة اغتيال في مطلع الشهر نفسه في كركوك.
وفي السادس من ايار/مايو قتل مجهولون أيوا نجيب حما، مدير مديرية الزراعة في كركوك، وسائقه واصابوا زوجته بجروح خطيرة.
وفي 27 نيسان/ابريل اطلق مجهولون النار في الموصل (شمال) على ناصر حسن مدير تلفزيون كركوك التابع لشبكة الاعلام العراقية التي تمولها سلطة الائتلاف مما اسفر عن اصابته بجروح ومقتل سائقه.
وتشهد كركوك توترا بين الاكراد والعرب والتركمان.
ويعتبر الاكراد الذين يبسطون سيطرتهم منذ 1991 على محافظات اربيل ودهوك والسليمانية في الشمال، ان كركوك الغنية بالنفط تشكل "قلب كردستان" ويطالبون بضمها.—(البوابة)—(مصادر متعددة)