تشهد ألمانيا جدلا سياسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتباين للآراء حول مدى إنخراط برلين في الصراع، وانسياقها خلف واشنطن، والضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة لتزويد كييف، بأنواع مختلفة من الأسلحة الألمانية.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه وزير الدفاع الألماني الجديد، بوريس بيستوريوس، أن بلاده تشارك بشكل غير مباشر في القتال بأوكرانيا، اعتبرت النائبة الألمانية من حزب اليسار، سيفيم داغديلين، أن واشنطن تدفع برلين للتضحية بنفسها في الصراع ضد روسيا.
وقال وزير الدفاع الألماني، الذي يبلغ من العمر 62 عاما، في تصريحات لمجلة "دير شبيغل"، إنه يتوجب على وزارته التكيف مع الأوضاع المترتبة بسبب النزاع في أوكرانيا.
وأضاف بيستوريوس الذي حل في منصبه بدلا عن كريستين لامبرخت: "تمثل وزارة الدفاع تحديا جديا حتى في الفترة السلمية المدنية، وفي الفترة التي تشارك فيها جمهورية ألمانيا الاتحادية في الحرب، ولو بشكل غير مباشر".
خطأ تاريخي
من جانبها اعتبرت النائبة اليسارية داغديلين، أن إرسال ألمانيا للدبابات إلى أوكرانيا، تحت الضغط الشعبي، خطوة تريدها الولايات المتحدة، وقالت إنها "ستكون خطأ تاريخيا"
واشارت داغديلين، بمقالة نشرت في صحيفة "Berliner Zeitung":، إلى تشكل مجموعة من الأحزاب في البلاد الداعية لتوريد الدبابات إلى كييف، كما أن برلين تواجه ضغطا من دول في حلف الناتو تطالب السماح لها بإعادة تصدير الدبابات الألمانية.
وقالت: "إن واشنطن ودول في "الناتو" تريد جر ألمانيا إلى حرب مفتوحة ضد روسيا، تلبية لمصالحها الخاصة، لإرسال برلين إلى النار، وتدمير علاقاتها مع موسكو بشكل نهائي".
ألمانيا تحت النيران الروسية
وترى النائبة الألمانية، أن المستشار أولاف شولتس يتخفى وراء الولايات المتحدة، لأنه لا يريد أن تكون بلادنا أول دولة تقع تحت النيران الروسية، مشيرة إلى أن المستشار الألماني، يعبر عن استعداده للعمل بالتعاون مع واشنطن فقط.
وبينت أنه ما من إشارات حتى اللحظة، تدل على موافقة الولايات المتحدة لتوريد دبابات من نوع "abrams" إلى أوكرانيا.
يذكر أن ألمانيا، تدعم عسكريا أوكرانيا، وتعمل على تدريب عسكريين من القوات الأوكرانية في أراضيها، كما أعلن البيت الأبيض في يناير أن ألمانيا ستنقل مركبات مشاة قتالية من طراز Marder وبطارية من منظومات الدفاع الجوي الصاروخية من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا.
