يتوقع منظمو الاحتفال الديني السنوي في مدينة طوبى السنغالية مشاركة ما بين ثلاثة الى خمسة ملايين حاج في هذا الحدث خلال الاسبوع الجاري، برغم الغاء الطقس الرئيسي للاحتفال في محاولة لتقليل مخاطر تفشي فيروس كورونا.
وكانت الجهات القائمة على المهرجان الغت الصلاة يوم الثلاثاء في مسجد المدينة الكبير الذي يتسع لنحو سبعة الاف مصل للحد من انتشار الفيروس.
وفيما يجري بث فعاليات طقوس الاحتفال الاخرى عبر الفيديو لمنع التجمعات الكبيرة، لكن لا توجد قيود لمنع اتباع "الطريقة المريدية" من التدفق الى المدينة المقدسة من كافة انحاء السنغال والعالم، كعادتهم في هذا الوقت من كل عام.
وسجلت السنغال اكثر من 14 الف اصابة بكورونا ونحو 312 وفاة.
وأسست طوبى التي يطلق عليها "مكة الصغيرة"، وهي ثاني اكبر مدن السنغال، عام 1887 على يد العالم السنغالي ومؤسس "الطريقة المريدية" الشيخ أحمدو بمب، الذي نفي إلى الغابون من قبل الاستعمار الفرنسي عقب معارضته له.
وتستقطب المدينة الواقعة على بعد 200 كم شرقي العاصمة أتباع ومريدي الشيخ "بمب" ( 1927-1853)، الذي استوحى اسم المدينة من كلمة "طوبى" المذكورة في القرآن.
ويحيي متّبعو الطريقة بمدينة طوبى ذكرى عودة الشيخ أحمدو بمب إلى البلاد من المنفى، عبر احتفال يطلقون عليه اسم "ماغال". ويستقطب الاحتفال السنوي الملايين من متّبعي الطريقة من السنغال والخارج.
وقال سعيد موسى (21 عاما) ، وهو احد اتباع الطريقة الذي كان يرتدي كمامة زرقاء طبية "في طوبى كل شئ ممكن، انا لست خائفا برغم الجائحة، لقد اتخذنا احتياطاتنا".
ويتسلح المسؤولون الصحيون في المدينة بالكمامات والمعقمات والفحوصات السريعة من اجل تقليل احتمال التقاط المريدين العدوى واعادتها معهم الى ديارهم مع انقضاء الاحتفال.
ووزعت سلطات المدينة اعدادا هائلة من الفحوصات السريعة في انحاء المدينة، والتي تظهر النتائج خلال ثماني دقائق.
وقال عبدولايي بوسو مدير مركز خدمات الطوارئ في السنغال ان الفحص السريع "مهم جدا لانه يمكننا من اكتشاف الحالات" مبكرا.
ويبلغ عدد سكان السنغال حوالي 14 مليون نسمة، وتجاورها كل من موريتانيا، وغينيا، وغينيا بيساو، وغامبيا، ومالي.
ويشكل المسلمون 95 % من إجمالي السكان، و5% من أتباع الديانات الأخرى بما فيها المسيحية.
وتعد الفرنسية اللغة الرسمية في السنغال، إلى جانب انتشار لغات محلية أخرى.