تحاول الولايات المتحدة الاميركية ومن خلال ما قدمته من مساعدات انسانية واغاثية لابناء قطاع غزة بعد اكثر من 15 الف شهيد ودمار كامل للمكان، تبرئة نفسها من الكارثة الانسانية والاخلاقية والتجاوزات التي صنعتها اسرائيل.
الاسبوع الماضي، وعلى مدار ايام، كانت طائرات عسرية اميركية تحط في مطار العريش ناقلة مساعدات انسانية الى اهالي قطاع غزة، سبق هذا الدعم المحدود للفلسطينيين، دعم من نوع اخر لحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة اولا ، دعما سياسيا كاملا تمثل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن لتل ابيب، وتقاطر القيادات لاسياسية والعسكرية وحضورهم مجلس وزراء الحرب والامن لادارة المعركة على بقعة محاصرة منذ 17 عاما تعد الاكثر كثافة وفقرا وبؤسا على هذه البسيطة
الدعم الثاني كان للجيش الاسرائيلي، دعم مطلق بالبوارج وحاملات الطائرات والادارة والتوجيه للقوات الغازية على غزة، ولم يكف ذلك، بل فتحت المخازن الاستراتيجية للولايات المتحدة
الجيش الاسرائيلي اصبح يرتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الاعزل برعاية واشنطن التي طالما تغنت بدفاعها عن حقوق الانسان وحقوق الشعبو بالحياة الكريمة، على الرغم من مناداتها من جهات ثانية باقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وفق ما تطالب به عشرات الدول التي صوتت لصالح الفلسطينيين في الامم المتحدة والقمم والمنظمات العربية والاسلامية.
لم يحتمل العشرات من المسؤولين الاميركيين والاممين هذا التجاوز وتلك الكراهية البغيضة التي تصدر عن ادارة جو بايدن فسارع العديد منهم لتقديم استقالاتهم خوفا ان يسجل عليهم التاريخ مشاركتهم في تلك الكوارث الانسانية، وارسل عشرات الدبلوماسيين الاميركيين رسالة الى الخارجية عبرو فيها عن المهم للموقف الرسمي الاميركي ، وعلى الصعيد الاممي قدم كاريغ مخيبر، وهو محامٍ دولي مختصّ في مجال حقوق الإنسان استقالته اعحتجاجا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي اكد بانها إبادة جماعية، متهماً الأمم المتحدة بـ"الفشل" في وقف الجرائم في فلسطين.
مخيبر شدد على ان الهياكل الاساسية للامم المتحدة استسلمت للجبروت الاميركي والسياسة التي تدعمها ، كما ان المنظمة الدولية باتت مطية بيد اللوبي الصهيوني وهمشت المبادئ الدولية والاممية ، وهو ذات الامر "المروع" الذي سارت عليه الامم الاوربية
الموقف الاميركي والاوربي انكشف امام الجرائم في غزة، هذا الموقف بارك عمليات القتل وجرائم الابادة لحرب راح ضحيتها عشرات الالاف بين قتيل وجريح ومفقود غالبيتهم من الاطفال، فكيف له ان يكسب ثقة العالم العربي والاسلامي ليكون وسيط نزيه للتسوية السلمية في المستقبل؟.