التفاف اميركي كبير، على طريق الرياض، موسكو بكين ، ومحاولة قطعه بالسرعة العاجلة، واعادة الموكب السعودي الى اتجاه واشنطن، من خلال تسريب ونشر وثائق قيل انها سرية تشير الى خطط ايرانية لقصف السعودية.
وفيما فهم الجميع ان ايران، مثل كل الدول الشمولية الدكتاتورية التي تثور شعوبها على ظلم حكامها ، تعمل تصدير ازمة الاحتجاجات التي تعصف بها للخارج، فان الولايات المتحدة الاميركية سارعت مباشرة لتفسير تصريحات ومواقف قيادات عسكرية وامنية وسياسية منها لوزير المخابرات الإيراني إسماعيل خطيب ، و لقائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي، بتحذير السعودية على انه تهديد ايراني محتمل ووشيك، وبدأت الالة الاعلامية والامنية السرية الاميركية في ضخ الترهيب للسعوديين وتقديم معلومات بعيدة عن الدقة تشير الى عدوان ايراني قريب.
لاكمال السيناريو والمسرحية قامت الولايات المتحدة باستنفار قواتها في المنطقة العربية، علما ان تلك القوات كانت مكشوفة لايران ومليشياتها منذ سنوات وقامت تلك المليشيات، وفي عدة مناسبات بقصف القواعد الاميركية ، خاصة في اعقاب مصرع قاسم سليماني في غارة اميركية قرب مطار بغداد.
المؤكد ان العربية السعودية، ومن باب الحذر والاحتياط، وفي محاولة لتعزيز امنها، اخذت تلك التهديدات بشكل جدي انطلاقا من قاعدة ايرانية معروفة هي تصدير ازماتها الى الخارج، وتحميل الغير مسؤولية فشلها وكان لها صولات وجولات في دفع حزب الله او الفصائل الفلسطينية لفتح جبهات مع اسرائيل كلما تضايقت ايران من العقوبات او فشلت جولاتها التفاوضية فيما يتعلق بالملف النووي.
فزيادة على تقديم ما قيمته 400 مليون دولار دعما انسانيا لاوكرانيا واللاجئين، فان انباء تتردد عن تعاون امني استخباري سري اميركي الماني بريطاني سعودي بشأن الملف الايراني، تقول طهران ان اسرائيل مشتركة في هذا التحالف الامني ضدها، وتؤكد ان الانتفاضة الشعبية التي تجتاح الاراضي الايرانية منذ سبتمبر ايلول الماضي، يتم ادارتها من هذا الحلف وهو ما دفعها لتتوعد تلك الدول بالرد القاسي ودفع السعودية لاستنفار قواتها .
المعلومات المتداولة على عدة نطاقات، تتحدث عن محاولات اميركية وحيل، لدفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتعديل سياسته الخارجية التي باتت تقترب من روسيا والصين، فقد اعتبرت واشنطن التي امتنعت في وقت سابق عن الدفاع عن حليفتها السعودية امام الهجمات الحوثية على ارامكو وصرح حينها الرئيس السابق دونالد ترامب "ان الهجوم ليس على اميركا" ، ان على الرياض الانصياع للاوامر الاميركية ومراعاة مصالحها حتى لو كانت تتعارض مع مصالح الشعب السعودي، الا ان ابن سلمان اتخذ قرارا مستقلا يتماشى مع مصلحة بلاده، واتجه الى قوى اخرى للتحالف معها ، قد لا تتخلى عنه وفق المصالح او المزاج كما فعلت اميركا في وقت سابق.