تتجه الولايات المتحدة نحو أزمة غذائية واسعة النطاق قد تهدد أكثر من 42 مليون مواطن بالجوع إذا استمر إغلاق الحكومة الفدرالية وتوقف تمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية المعروف باسم "سناب"، مع حلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن الجمهوريين يسعون لتحميل الديمقراطيين مسؤولية احتمال فقدان هذه الإعانات الحيوية التي يعتمد عليها ملايين من ذوي الدخل المحدود، في حين يؤكد خبراء مكافحة انعدام الأمن الغذائي أن هذه الادعاءات مضللة، مشيرين إلى أن قانون "مشروع ترامب الكبير الجميل"، الذي أُقر في وقت سابق، ألغى فعلياً نحو 187 مليار دولار من تمويل البرنامج، وفق تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس.
ونقلت الصحيفة عن جويل بيرغ، المدير التنفيذي لمنظمة "أميركا الخالية من الجوع"، تحذيره من أن توقف التمويل بنهاية الشهر الحالي سيؤدي إلى "أكبر كارثة جوع تشهدها الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي"، مؤكداً أن هذا السيناريو واقعي للغاية وليس مبالغة.
ويعدّ برنامج "سناب" أحد أهم البرامج الاجتماعية في البلاد، إذ يقدّم دعماً غذائياً للأسر العاملة ذات الأجور المنخفضة، وكبار السن فوق الستين عاماً، والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعيشون على دخل ثابت. وبحسب مركز أولويات الموازنة والسياسات، فإن المستفيدين من البرنامج يجب أن يكونوا عند مستوى الفقر الفدرالي أو دونه، بينما يبلغ متوسط الإعانة الشهرية نحو 187 دولاراً للفرد.
وفي الوقت نفسه، أصدرت وزارة الزراعة الأميركية تحذيراً لمديري البرنامج الإقليميين من أن التمويل سينفد مع نهاية الشهر الجاري، مطالبةً بتعليق المدفوعات "حتى إشعار آخر" في حال لم يتم إقرار ميزانية جديدة.
وأفادت الصحيفة أن أكثر من مئتي نائب ديمقراطي وجّهوا رسالة إلى وزارة الزراعة طالبوا فيها باستخدام الأموال الاحتياطية المتبقية لضمان استمرار صرف الإعانات، مؤكدين أن الإدارة تمتلك الأدوات اللازمة لتفادي انقطاع المساعدات الغذائية عن ملايين الأسر الأميركية.
وحذّر النواب من أن التوقف المفاجئ في تمويل البرنامج سيمثل "إخفاقاً فادحاً في مسؤوليات الحكومة تجاه الشعب الأميركي"، مشددين على ضرورة تحرك عاجل لتجنب أزمة جوع غير مسبوقة في البلاد.