كشفت مصادر استخبارية، عن تعزيزات للجيش العربي السوري في مواقعه بريفي إدلب وحلب منذ عدة أشهر، بعد تسريب معلومات تفيد بقيام قيادة تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، بعقد اجتماع مع قياديين أجانب يتزعمون ألوية قتالية تابعة للتنظيم، تمهيدا لشن سلسلة هجمات متناوبة خلال الأيام القليلة المقبلة، باتجاه مواقع تابعة للجيش.
وقالت المصادر، إن الجيش السوري رفع جاهزية قواته، تحسّبًا لأي طارئ قد تشهده هذه الجبهة بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن أي محاولة هجوم للمسلحين على اي جبهة، ستكون عملية انتحار جماعي.
ووفقًا للمصادر، شارك في الاجتماع زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، بالإضافة إلى قادة في لواءي "عثمان بن عفان" و"عمر بن الخطاب"، وتنظيم "العصائب الحمراء"، الذين يتألفون أساسًا من مقاتلين من آسيا الوسطى والبلقان وبعض الجنسيات الصينية.
وأفادت المصادر أيضًا بأن الجولاني تعهد بتزويد المسلحين بأسلحة نوعية، بما في ذلك صواريخ من طراز "تاو" وذخيرة، لاستخدامها في هذه الهجمات.
بالإضافة إلى ذلك، قدم الجولاني مغريات مالية كبيرة للمقاتلين الأجانب الذين سيشاركون في هذه الهجمات، بما في ذلك مكافآت تصل إلى 2000 دولار أمريكي لكل مقاتل بعد كل هجوم ناجح.
وتم تسليط الضوء على القادة الأجانب بشكل خاص، حيث كان معظم المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون في صفوف "جبهة النصرة" والفصائل المرتبطة بها يرفضون الانتقال إلى أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، مما أدى إلى خلافات متصاعدة وتوتر بين الطرفين.
وأشارت المصادر إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت ظهورًا علنيًا لتوترات عميقة بين "جبهة النصرة" ومعظم المقاتلين الأجانب في التشكيلات التابعة لها، مما أدى إلى تصفية عدد منهم واعتقال آخرين، وتم ضبط ممتلكات اغتنموها خلال الصراع.
وتوقعت المصادر أن الجولاني يسعى لضعف قوة المقاتلين الأجانب تمهيدًا للتخلص منهم بأسرع ما يمكن، في ضوء التواصل والتقارب بين "جبهة النصرة" والاستخبارات التركية من جهة، والاستخبارات الأمريكية من جهة أخرى.
وحسب المصادر، طلب الأمريكيون من الجولاني التخلص من المقاتلين الأجانب المتواجدين في ريف إدلب، حتى يتسنى تحقيق أي عملية تسوية سياسية مستقبلية في المنطقة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه مع وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب والتشكيلات المرتبطة بهم.
