المنطقة الجنوبية تبحث عن السلام

تاريخ النشر: 05 يوليو 2018 - 03:07 GMT
الحسم العسكري بالنسبة للفصائل الجنوبية بات مستحيلا
الحسم العسكري بالنسبة للفصائل الجنوبية بات مستحيلا


تنحدر المنطقة الجنوبية في سورية الى مستوى العنف والحرب والقتل والتهجير، بالتزامن مع فشل المفاوضات بين الفصائل المسلحة والقوات الروسية

وقد سجلت الارقام حتى اليوم نحو 300 الف مهجر جلهم من النساء والاطفال، هؤلاء يبيتون في العراء للاسبوع الثاني على التوالي وقد تعرض عدد من اطفالهم الى الموت بسبب لدغات العقارب الى جانب الضحايا الذين سقطوا جراء المعارك العسكرية التي يطمح خلالها النظام السوري بدعم روسي لاعادة السيطرة على المنطقة الجنوبية من البلاد.

وفي نظرة الى المشهد العام للجبهة الجنوبية فان الحسم العسكري بالنسبة للفصائل الجنوبية بات مستحيلا في ظل التنافس والتخاصم والفرقة فيما بينهم، حيث اختلفو على تحديد اسماء ممثليهم واتخاذ القرارات، كما انه لا يوجد قيادة مركزية وغالبية المعارك تدور مع شبان غير منظمين، وقد تحول المعارضون الى الدفاع بدل الهجوم، ونادرا ما يعودو الى اجزاء من المناطق التي خسروها نتيجة الغارات الجوية والتقدم البري وان كانت هناك خسائر لنظام الاسد والمليشيات التي تسانده.

بالنسبة لنظام الاسد في الحسم العسكري قابل للتطبيق خلال اسابيع قليلة فهو يملك الافضلية العسكرية والدعم الكامل دوليا واقليميا وعسكريا داخليا وهو ما افتقدته المعارضة حاليا بعد ان تخلى عنها الاميركيين والخليجيين وباتو يدفعوها للمصالحة مع النظام وانهاء الوضع القائم في الجنوب السوري.

وهي في اوج قوتها، الفرصة الان امام المعارضة السورية مناسبة للعودة الى المفاوضات والتفاهم حول الوصول الى نقطة التقاء سياسية مع الروس والحفاظ على المدن الجنوبية قائمة بحالها من دون تدمير او تهجير اكثر، في ظل اصرار الطرف الاخير والاسد على انهاء المعارضة المسلحة في الجنوب مهما كان الثمن ليصل الى معبر نصيب الحدودي مع الاردن الذي يمثل سيادة الدولة وشرعية النظام وسلطته.

بالامكان الاستفادة من تجارب المناطق الاخرى التي اقامت مصالحات مع نظام الاسد، واجراء الاتصالات اللازمة لتعديل اي نقطة قد لا تتناسب مع الوضع في حوران او اي بند يعتقد الثوار ان النظام لم يطبقة وتراجع عنه، وتقديم الالتزامات والضمانات الكافية لتطبيقة والوصول الى سلام يحفظ الجميع من استمرار هذا الموت .