المعارضة الروسية تحتفل بنجاحها بعد تجمع كبير ضد بوتين

تاريخ النشر: 05 فبراير 2012 - 04:48 GMT
تظاهرة في موسكو
تظاهرة في موسكو

 قال محللون ان المعارضة الروسية وبتنظيمها تجمعا كبيرا في موسكو ضد رئيس الوزراء والمرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية فلاديمير بوتين، نجحت في رهانها على استمرارية حركتها.
وقال الصحافي سيرغي بارخومينكو احد منظمي التظاهرة "حضر عدد اكبر بكثير مما كنا نتصور. لم يكن لدينا انطباع ابدا بان الحركة تتراجع كما يأمل الكرملين".
وعرضت محطات التلفزيون التي تسيطر عليها الدولة لقطات للتظاهرة المناهضة لبوتين قبل شهر من الاقتراع الذي سيجري في الرابع من آذار/مارس، لكنها منحت مكانا اوسع لتظاهرة مضادة نظمتها شخصيات موالية للسلطة في الوقت نفسه في العاصمة الروسية.
وفي الصباح لم تعد محطات التلفزيون هذه تشير الى التظاهرات.
واثارت شهادات عديدة على الانترنت واخرى جمعتها وكالة فرانس برس شكوكا في عفوية المتظاهرين المؤيدين للنظام بعد ان قال موزفون انهم اجبروا على المشاركة فيها تحت معاقبتهم.
وقالت ماريا ليبمان رئيس تحرير النشرة التحليلية برو وكونترا ان المعارضة سجلت نقاطا عبر تعبئة عشرات الآلاف من الاشخاص بعد شهرين على بدء الاحتجاج بعد الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل مطلع كانون الاول/ديسمبر.
واضافت "من المهم الاشارة الى ان عدد المشاركين لا ينخفض على الرغم من البرد وهي المرة الثالثة"، مؤكدة ان "قناعات الناس تتعزز والنبرة العامة للتظاهرة هي ضد بوتين".
والتحليل نفسه اورده يولي نيسنيفيتش استاذ العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد، الا انه رأى انه على المعارضة ان تعزز صفوفها اكثر مكن ذلك اذا كانت تريد ازعاج بوتين فعلا.
وقال ان "الناس برهنوا على انهم تطوروا وانه لا يمكن الرجوع الى الوراء (...) اظهروا انهم مصممون ان لا يدعوا التظاهرات تخبو لكن هذه الطاقة ليست كافية لازاحة النظام".
وبالعكس، قال المحللون ان التجمع الموالي لبوتين قد يشكل خطأ في حسابات السلطة لانه باجبار عدد كبير من الموظفين والعاملين في القطاع العام على المشاركة فيه، اثاروا نقمة هؤلاء.
وقال نيكولاي بتروف من مركز كارنيغي "من الناحية التكتيكية، اظهار ان بوتين مدعوم من عدد كبير من الناس يعني الكثير في حملة انتخابية".
واضاف "لكن كل هذا جرى باسلوب سوفياتي ويبدو باليا (...) من وجهة النظر الاستراتيجية برهنت السلطات على قصر نظر لان هذا يمكن ان يكون وسيلة لتعزيز المشاعر المعادية لبوتين لدى الذين اجبروا على الخروج في البرد".
وعبر بوتين عن ارتياحه لهذا التجمع الكبير مشيرا الى انه اذا كان بعض المتظاهرين اجبروا على المشاركة فهم حالات استثنائية.
ونقلت وكالات الانباء عن بوتين قوله خلال رحلة الى الريف ان "جمع ما بين 134 الف شخص و190 الفا بالاعتماد على موارد الدولة وحدها ليس ممكنا".
واضاف "ترون ماذا نفعل في السلطة. اننا نهتم بالمشاكل الحقيقية للناس ومن هنا جاءت ثقة الناس".