المسألة الكردية وتداعياتها على الصراع في المنطقة

تاريخ النشر: 04 مارس 2012 - 03:04 GMT
مقاتل من الميليشيات الكردية
مقاتل من الميليشيات الكردية

كتب: المحامي محمد احمد الروسان

للمسألة الكردية مفاعيل وتداعيات, على الصراع الكوني في الشرق الأوسط وعلى الشرق ذاته, وبعمق وباستمرار بروزاً وتصاعداً, وعبر متتاليات هندسية سياسية وأمنية وعسكرية, من خلال سعي حثيث محموم لزعماء الحركات الكردية الانفصالية في الأستقواء بالخارج, عبر بناء تحالفاتهم الأمنية – السياسية – العسكرية مع القوى الخارجية, ذات التوجهات المعادية لشعوب وتاريخ منطقة الشرق الأوسط, وللعراق تحديداً ودول جواره الإقليمي والعربي, تركيا, سوريا,إيران, السعودية, الكويت, والأردن.

تقول المعلومات, أنّ عناصر البشمركة الكردية, تلقت وما زالت تتلقى التدريب العسكري النوعي الاحترافي, وتحت إشراف عناصر النخب في الكوماندوز الأسرائليين, وفي مناطق بعضها سرّي في مناطق إقليم كردستان الجبلية النائية, وبعضها في مناطق معلنة للبعض, وإعطاء دورات تدريبية لهم على يد خبراء اسرائليين وأمريكانيين وبريطانيين, تشمل العمليات الاعتراضية المتعلقة باعتراض ومهاجمة الدوريات العسكرية, وعمليات حماية المطارات, ومن خلال الاتفاقيات التي وقعتها حكومة كردستان العراقية الإقليمية, مع الشركات الأمنية والعسكرية الأسرائلية, بحيث يتم الأشراف على تدريب عناصر البشمركة ضمن أحدث المواصفات العسكرية, والعمل على بناء مطارات صغيرة لأداء مزدوج للأغراض العسكرية والمدنية.

 ومع تدريبهم على أعمال "القنّاصة" وأداء المهام الخاصة, من حيث تنظيم وتخطيط الاغتيالات وعمليات "فرق الموت", وكيفية جمع المعلومات وإرسالها سواءً داخل إقليم كردستان العراق, ولجهة جمع المعلومات عن الداخل التركي, عبر أكراد تركيا المتواجدون في جنوب شرق تركيا, وعن الداخل الإيراني, عبر أكراد إيران المتواجدون في شمال غرب إيران, وعن الداخل السوري, عبر أكراد سوريا المتواجدون في شمال شرق سوريا.

وتؤكد بعض المعلومات الأستخبارية, أنّ حكومة كردستان العراقية الإقليمية, تعاقدت مع شركة "انتاروب الأسرائلية", ومع شركات مسجلة في سويسرا كفروع لشركات اسرائلية أخرى هما: شركة "كيودو" وشركة" كلوزيوم", كي يتم تزويد المطارات الصغيرة ومطار أربيل الدولي, بأجهزة أمنية حسّاسة ذات تقنيات عالية, مربوطة بالأقمار الصناعية الأسرائلية والأميركية التجسسية, والأشراف على تجهيز وتركيب وتشغيل نظام الاتصالات الأمنية في المطارات الأخرى ومطار أربيل الدولي, وكذلك تعاقد آخر مستمر مع شركات اسرائلية متخصصة في مجالات الأمن وتكنولوجيا مكافحة الإرهاب, تعد وتشرف على معسكرات تدريب بإقليم كردستان العراق- سريّة ومعلنة - تحت شيفرة اسم كودي أمني هو:(Z  ), كل ذلك من أجل إعداد جيش"نظامي" كردي محترف متحالف مع قوى خارجية, بعقيدة عسكرية كردية قومية, تهدف إلى قيام دولة كردية فدرالية مركزها شمال العراق, وحكوماتها المحلية في الجيوب الإقليمية لإقليم كردستان العراق, الجيب التركي في جنوبها الشرقي, والجيب الإيراني في غربها الشمالي, والجيب السوري في شرقها الشمالي).

بحيث يجيء بناء هذا الجيش "الكردي النظامي", عبر رؤية إستراتيجية لجهاز "الموساد" الإسرائيلي كفرع خارجي, بدعم من جهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي, بالتنسيق مع السي أي إيه والمخابرات الفرنسية، وجهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي MI6, وبالتعاون والتنسيق مع مجمع مخابرات أممي له مصالحه الإستراتيجية في المنطقة.

وتتحدث المعلومات, أنّ ضابط الارتباط بين تل أبيب والأكراد وحركاتهم السياسية وأذرعها العسكرية, هو رئيس جهاز الموساد السابق(داني ياتوم) حيث لعمّان قصة معه, عندما حاول وجهازه اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عام 1997 م في عمّان, وبقية القصة معروفة للجميع, وكيف استثمر الملك الحسين رحمه الله فشل الموساد, وصنع من فشله \ أي الموساد \, نصراً لعمّان والعرب ولحماس كحركة مقاومة شعبويّة مسلحة, وكم كان رحمه الله جاداً بإلغاء معاهدة وادي عربة مع إسرائيل, ان لم تحترم سيادة الدولة الأردنية, كما وتحضر الترياق لإنقاذ حياة خالد مشعل أبو الوليد, وتطلق سراح الشيخ الشهيد المجاهد, مؤسس حماس أحمد ياسين رحمه الله تعالى.

وتستمر المعلومات المخابراتية, بسرد الحقائق والوقائع في المشهد الكردي في شمال العراق, حيث يقدّم الأسرائليون المعلومات تلو المعلومات الأستخبارية للأكراد, ضمن برنامج تبادل المعلومات الأمنية بين الحركات الكردية والأسرائليين, فمهمة الأسرائليون ودورهم في الشمال العراقي المتاخم, لكل من تركيا وسوريا وإيران, مهمة خطيرة جداً متشعبة, من خلال إعداد وحدات خاصة من نخب البشمركة الكردية, لتعمل كقوّات كوماندوز ذات تدخلات سريعة ومهمات خاصة, بحيث يتم استخدامها في شمال العراق وفي وسطه وجنوبه, وكذلك الحال لدى جواره الإقليمي والعربي، وتقول المعلومات أنّ هناك أسلحة إسرائيلية يتم شحنها إلى مطار اربيل، وبتمويل قطري سخي، وبالتالي تجد طريقها إلى الداخل السوري تهريباً، وتأتي زيارة سمير جعجع السريّة، إلى حكومة إقليم كردستان العراق، وتبعها وليد جنبلاط بزيارة معلنة، لذات حكومة الإقليم، بعد أن قام بزيارة السعودية، في سياقات تأجيج الحدث السوري.

نعم, العلاقات الأسرائلية – الكردية, تدخل في صميم وجوهر مذهبية الحركات الكردية الانفصالية المعروفة, حيث تتوافق مع استراتيجيات حلقات الدور الأسرائلي – الموسادي في اقلي كردستان العراق, إقليم ظلّت وما تزال "إسرائيل" حاضرة فيه على الدوام.

وتؤكد تقارير مخابرات إقليمية, أنّ واشنطن وتل أبيب تقدمان دعماً غير محدود لأكراد العراق, من أجل فرض سيطرة شاملة على إقليم كردستان, وجعله إقليما كرديّاً بامتياز لجهة سكّانه, وتطهيره من أي أعراق واثنيات أخرى, عبر طرد السكّان العرب والآشوريين والتركمان, ورعاية ما تبقى من القوّات الأميركية واستمرارية عملية احتلال العراق بصور وأشكال مختلفة.

 هذا وقد جعلت واشنطن وإسرائيل من كردستان العراق( محمية كردية),مما جعل من الإقليم الموصوف أعلاه, ملاذاً آمناً لكل الحركات الكردية الموجودة في المنطقة.

ورغم أنّ الأكراد في العراق يمثلون حوالي 16 % من سكّان العراق, إلا أنّ الحركات السياسية الكردية وبفضل الدعم الأميركي والإسرائيلي, صار لها حصة كبيرة في البرلمان العراقي الجديد, وذلك بنسبة مقاعد تعادل ضعف استحقاقاتها الديمغرافية, كما عملت وتعمل واشنطن على استيعاب أفراد وضباط الميليشيات الكردية في الجيش وقوى الأمن والشرطة في العراق, بحيث صار الأكراد يشكلون أكثر من 51 % من تكوين عناصر هذه الأجهزة وبدون أدنى مبالغة.

وفي مقارنة سريعة, بين ما تقوم به الحركات الكردية الانفصالية في شمال العراق, وما تقوم به "إسرائيل" لوجدنا الآتي:

تعمل الحركات الكردية الانفصالية في شمال العراق, على طرد السكّان المحليين وإقامة دولة كردية, وهي بذلك تطبق ذات النموذج الإسرائيلي الذي ما زال يركز, على أطروحة الحق التاريخي في الاستيلاء على أرض العرب, باعتبار أنّها تمثل أراضي دولة "إسرائيل", في حين يقول الكرد: أنّ هذه الأراضي تمثل مملكة(مها آباد الكردية) التي كانت في الماضي, فالتساوق والتطابق واضح, بين المنطق الكردي والمنطق الإسرائيلي الأحتلالي في نفي الآخر وتاريخه.

ومرةً ثانيةً الأخطر في النموذج الكردي لكردستان العراق, يقوم بالأساس على نفي التاريخ, حيث هناك الآشوريون والكلدانيون وهم أصحاب حضارة مدنية تاريخية, بأفق سياسي أقدم من كيان مملكة الكرد ( مها آباد).

الدولة العبرية والولايات المتحدة الأميركية, ليس المهم والمطلوب بالنسبة لهما بالمعنى الاستراتيجي (كردستان), وإنما الذهب الأسود بالمعنى الاستراتيجي الاقتصادي, فكانت ملحمته\ ملحمة الذهب الأسود \ عبر إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين, كما المهم بالنسبة لهما بالمعنى السياسي الاستراتيجي, كل من تركيا وإيران وسوريا, ويهدفون إلى تفريغ المنطقة الكردستانية من سكّانها, وبدأ ذلك في دعم الكرد في عملية طرد العرب والآشوريين والتركمان, عبر المحطة الأولى في مخطط وسيناريو التفريغ, عن طريق قوّات البشمركة الكردية و وحدات الكوماندوز الخاصة فيها, حيث قامت وتقوم بعملية تطهير أثني- ثقافي, وستأتي المحطة الثانية من هذا المخطط, وهو طرد الأكراد أنفسهم عندما تحين اللحظة التاريخية المناسبة.

كما تفصح المعلومات, عن تطورات خطيرة بطبيعة ونوعية الدور الإسرائيلي – الموسادي في كردستان, بحيث لم يعد منحصراً الأمر, بالتعامل فقط مع الحركات الكردية, وإنما بتنفيذ الكثير من العمليات السريّة عبر استهداف منظم وممنهج للمسيحيين الآشوريين والكلدان, وذلك من أجل استعادة المناطق التي يزعم الإسرائيليون أنّها تتضمن آثاراً إسرائيلية قديمة, وتحديداً الآثار والمواقع ذات الطبيعة المقدسة بالنسبة لليهود, من خلال شراء الأراضي من العراقيين المالكين لها, واستخدام الترغيب والترهيب لأبعاد السكّان عن المناطق المستهدفة إسرائيليا.

وكل ذلك يتم بموافقة ودعم حكومة كردستان الإقليمية, عبر صفقة كردية – إسرائيلية تتمثل, في إعادة توطين اليهود الأكراد في المناطق المستهدفة, أيضاً عبر إغراء السكّان المحليين وكلّهم من المسيحيين(الأشور والكلدان), بالأموال وتسهيل الهجرة لهم إلى الدول الغربية وأمريكا وكندا واستراليا, مقابل التنازل عن ممتلكاتهم, وفي حالة الرفض يتم استهدافهم بعمليات القتل والإرهاب, بما يدفعهم ذلك إلى الهجرة والنزوح القسري.

ومخططات التفريغ الأنف ذكرها, تتم بدعم المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية, لتنفيذ هذا المشروع الموسادي, في تهجير طوعي ونزوح قسري للمسيحيين من مناطق شمال العراق, حيث رؤية المسيحية الصهيونية تتساوق, مع وجهة ومنظور الجماعات الحاخامية لبعض أجزاء العراق, باعتبارها ضمن خارطة مملكة "هرمجدون" التي وعد بها الرب اليهودي, وعملية إعادة توطين اليهود الأكراد في المنطقة من خلال مشاريع الموساد الإسرائيلية, ليس الهدف منها العودة إلى مناطقهم بالدرجة الأولى, وإنما سيطرة اليهود على المناطق المقدسة, وكل هذا يندرج ضمن وعد الرب اليهودي بحق العودة اليهودية إليها.

شيري كراهام وولدها قوباد:

وعلى هامش معلومات استخبارية أخرى ذات مصداقية, يفصح صندوق المعلومات, على أنّ زعيم اللوبي الكردي في واشنطن العاصمة هو قوباد جلال الطالباني, حيث يقوم بدور كبير في تنفيذ مخططات الموساد – الإسرائيلي في كردستان العراق, والجارية لطرد المسيحيين من مناطقهم, وحتّى والده جلال, صار أكثر حماساً لتنفيذ مخططات الموساد وخاصةً وأنّ زوجته اليهودية(شيري كراهام) والدة قوباد, تفرض على زوجها المزيد من الضغوط, لجهة القيام بدعم مخططات الموساد في تلك المنطقة من العراق المحتل.

ومسألة قتل المسيحيين في شمال العراق, تمت وتتم بواسطة الوحدات السريّة الخاصة بقوّات البشمركة, التي أشرف ويشرف الموساد على عملها, لكي تكون على غرار "فرق الموت" التي أشرفت وتشرف عليها "السي أي ايه"والموساد, حيث تم استئصال الحركات اليسارية في السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، كما يراد استخدامات للخيار السلفادوري في مفاصل الحدث السوري، وقد تكون العملية الانتحارية اليوم في وسط درعا البلد شرارة هذا الخيار المدمّر.

انّه مخطط أميركي – إسرائيلي, بأدوات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية واجتماعية كردية وغير كردية, يسعى إلى فتح صناديق الشر الكامن الجديدة والمستحدثة, مرةً واحدةً في اقليم كردستان العراق, فنجد واشنطن وباستمرار تدخل في عمليات اقناع للحركات الكردية الانفصالية, بأن أميركا سوف لن تتخلّى عنهم وعن دعم طموحاتهم الكردية القومية, في دولة كردية فدرالية في المنطقة, مع طمأنة إسرائيل لزعماء الكرد بأنّها, قادرة على ممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية من أجل حماية الكرد أينما وجدوا.

وأعتقد أنّ الإستراتيجية التركية لجهة العلاقات مع اقليم كردستان العراق, تتموضع وتتنمط من خلال ممارسة أنقرة, إستراتيجية سياسية بحيث صارت أكثر ميلاً, للعمل وفق إستراتيجية الإغلاق المبكر للأبواب قبل اشتداد العاصفة وريحها ومطرها, أو من خلال مواصلة الأسلوب الذي كانت تقوم به تركيا سابقاً, إزاء التعامل المبكر الأستباقي مع الأزمة الكردية، لكن قد يكون موقفها من جلّ الحدث السوري عائق في نجاحها.

صحيح أنّ حزب العمّال الكردستاني, وبعد دعم الموساد والسي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني, صار قويّاً وذو عتاد عسكري, لكن الأخطر من ذلك, هو ذلك الكيان الكردي الجديد في المنطقة وهو ما يطلق عليه باللغة الكردية( حكومة تي هه ريمي) حيث تعني بالعربية(حكومة كردستان) وعاصمتها أربيل.

فأنقرة ترفض رفضاً مطلقاً إقامة دولة كردية في شمال العراق, مع تعاظم لفيتو إقليمي رافض لوجودها, وترفض أنقرة ضم منطقة كركوك إلى اقليم كردستان, والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.

مقابل هذه الإستراتيجية التركية, هناك ثوابت ومبادئ كردية, تتمثل في إقامة مناطق حكم ذاتي كردية في جنوب شرق تركيا, شمال غرب إيران, شمال شرق سوريا, على غرار اقليم كردستان العراق, مع ضم كركوك إلى الإقليم الكردستاني, مع عدم قيام أي جهة بالتدخل سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً في اقليم كردستان العراق, كي يكون الإقليم ملاذاً آمناً للحركات الكردية التركية والإيرانية والسورية المعارضة, كما أسلفنا في السابق من القول.

كما أنّ أنقرة تؤكد, أنّ الوجود العسكري الأحتلالي الأميركي، في العراق وبصورته الجديدة بعد هندرة وجوده هناك, أدّى ومن شأنه أن يؤدي إلى المزيد, من تقييد حرية حركة تركيا الدولة والمؤسسات, في مواجهة الخطر الكردي المحدق بها, فملف العراق بالنسبة لتركيا أهم من ملف الانضمام للاتحاد الأوروبي, هذا ما أكّد عليه أكثر من مرة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أرودوغان, في حين دعا رئيس الاستخبارات التركية السابق الجنرال ايمري تاينر أكثر من مرة, إلى ضرورة أن تدخل أنقرة الدولة كلاعب رئيسي في العراق، وهذا هو نهج حقّان فيدان أيضاً، مع ترسيم خطوط التماس مع إيران.

وكل المؤشرات السياسية والأمنية تشي, بأنّ إستراتيجية أنقرة إزاء العراق المحتل, أصبحت تسير بعمق وباتجاه المحافظة على وحدة العراق وسيادته الكاملة غير منقوصة, تصحيح خلل توازنات المجموعات العراقية الطائفية والدينية والعرقية, إشراف الحكومة المركزية العراقية على عائدات النفط العراقي, وإشرافها على أداء مهامها السيادية من إدارة المعابر الحدودية, ومنح التأشيرات للداخلين والخارجين, وعقد الاتفاقيات الدولية, ضرورة مراجعة الدستور العراقي, وإلغاء كل فقرة أو بند يتضمن أبعاداً انفصالية تكرّس التقسيم والانفصال, حل مشكلة مدينة كركوك وحماية السكّان المحليين من عرب وتركمان وأشوريين وكلدان, وإنهاء أي تواجد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق, والعمل على إنهاء التواجد الإسرائيلي الموسادي في كردستان وفي العراق نفسه.

يقوم حزب العمّال الكردستاني وتحديداً جناح الصقور فيه\ وبشكل غير منتظم, بعمليات عسكرية إرهابية في منطقة  جنوب شرق تركيا, مستهدفاً عناصر من الجيش التركي مخلّفاً قتلى وجرحى في عملياته, حيث الخلافات تعصف به لجهة تحديد موقفه من ما تسمى بمبادرة المسألة الكردية, حيث رأى جناح الحمائم في الحزب, وهم من كبار السن وقدامى المحاربين, أنّ المبادرة تشكل تطوراً ايجابياً يجب التعامل معه بايجابية وانفتاح, من شأن ذلك أن يؤدي إلى تحقيق جزء من مطالب الحزب الملحّة وحسب وجهة نظرهم.

لكن الجناح الصقوري العسكري بالحزب العمّالي الكردستاني, ذهب باتجاه إعادة إنتاج مسلسل إشعال بؤر الأزمة التركية – الكردية, وبتحريض ودعم من محور واشنطن- تل أبيب وداخل الأراضي التركية نفسها هذه المرة, كونه يرى هذا الجناح ذو الاتجاه الصقوري, أنّ مبادرة المسألة الكردية لن تحقق له كيان كردستاني يتمتع بالاستقلالية في تركيا, فتأتي عملياته الإرهابية غير المنتظمة، لكي يعيد بناء وتقوية قوته الرمزية السياسية وأمجاده العسكرية الأولى, لكي يحصل على دعم ومساندة السكّان المحليين الأتراك, مما يسهّل عليه نقل عناصره وعتاده وقواعده الموجودة في شمال العراق, إلى داخل المناطق التركية الجنوبية الشرقية, حيث تتميز ببيئتها الجبلية الوعرة.

 كما يحاول قادة هذا الحزب العسكريين والسياسيين, لتوظيف الخلافات التركية – الأرمينية لصالحهم, وعبر إقامة قواعد عسكرية للحزب داخل الأراضي الأرمينية, لخلط الأوراق وفتح صناديق الشر كلّها مرةً واحدةً, وبمساعدة حثيثة من محور واشنطن – تل أبيب, عبر تساوق اللوبيات في واشنطن العاصمة, من اللوبي الأرميني المعادي لتركيا, اللوبي الإسرائيلي المعادي لأنقرة, إلى اللوبي الكردي بزعامة قوباد جلال الطالباني ابن شيري كراهام المعادي لتركيا, وإستراتيجيتها الجديدة إزاء العراق.

 وبالتعاون والتنسيق التام مع النسخ الجديدة من المحافظين الجدد, من صقور الإدارة الديمقراطية الأميركية الحالية, ذات الأجندات الفوق جمهورية – بوشية, لجهة العمل المشترك المتوازن وحل الخلافات, للوصول إلى تفاهمات وعناصر مشتركة لمواجهة الصديق – تكتيكياً بسبب الحدث السوري – الإستراتيجي، فهو العدو رقم واحد استراتيجياً، في عقل الدولة الأمريكية, والمتمثل في حكومة حزب التنمية والعدالة التركي, بقيادة الثلاثي الإستراتيجي غول – أرودوغان – الدكتور أوغلو، مهما دخلت حكومة هذا الحزب، بالثلاثي التركي الفوق استراتيجي، مع واشنطن وفرنسا وبريطانيا.

 

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

 

www.roussanlegal.0pi.com

mohd_ahamd2003@yahoo.co

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن