ابدت اوساط حقوقية وسياسية امتعاضها من تصريحات مسؤولين حكوميين كويتيين حول ما وصفوه ببيع الشعب الكويتي لدولة اخرى لمنحهم جنسيتها.
وتدور الحكاية خول قضية "البدون" الذين لا يملكون جنسية في الكويت وقد اعلن مدير إدارة الجنسية والجوازات مازن الجراح الصباح عن إتفاق الحكومة ممثلة بالجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية 'البدون' مع دولة عربية لمنحهم جنسيتها ردود أفعال واسعة على مختلف الأصعدة من 'البدون' والحقوقيين والقانونيين والسياسيين حيث أطلق 'الكويتيون البدون' كما يسمون انفسهم هاشتاغ 'بيع البدون إلى دولة عربية' على برنامج التواصل الإجتماعي تويتر رداً على ما صرح به العميد الجراح.
وقال الجراح ان هناك صفقة اتفاق بصدد الإنتهاء مع دولة عربية حول من أسماهم ' المقيمين بصورة غير مشروعة'.
وذكر أن رئيس الجهاز المركزي صالح الفضالة اشترط توقيع رئيس الدولة ورئيس الوزراء والبرلمان للبلد العربي 'لم يكشف عن إسمه' للتوقيع على تلك الإتفاقية التي ما زالت في طور المباحثات.
وأوضح لاحقاً بعد موجة ردود الأفعال الغاضبة على ما قال انه لم يقصد ترحيلهم بل حصولهم على جواز تلك الدولة العربية لترعاهم السفارة عند حصولهم على الإقامة.
وتداولت الأخبار مجموعة أسماء لبعض الدول العربية التي من المرجح ان تكون الكويت قد اتفقت معها لترحيل البدون إليها وأكثر التكهنات كانت تشير إلى جزر القمر والسودان.
من جهته قال الناشط الكويتي البدون يوسف العصمي أن ما صرح به اللواء الجراح هدفه تهييج البدون وإشغال الشعب حتى يغفل عما يدور في البلد من قضايا كبرى من مؤمرات وسرقات.
وكشف العصمي أن المخطط يقوم عليه بشار كيوان 'رجل أعمال سوري' وأحد أبناء الاسرة الحاكمة مع نائب رئيس جمهورية جزر القمر مقابل 10000 دولار للفرد البدون مع تقديم تسهيلات استثمارية لهم وأن مكان توطينهم سيكون في جزيرة ماموت تحديداً حتى تتمكن جزر القُمر من استعادتها من الاستعمار الفرنسي وموازنة كفة التوطين بها.
وأضاف ان البرلمان القمري كان قد رفض هذه الصفقة مرتين، مضيفاً ولكن بعد موافقة دولة خليجية على دفع المبلغ الذي ارتفع إلى 15000 دولار للفرد وتجنيس هذه الدولة العربية لـ 10000 شخص أعاد طرح الفكرة رئيس الجهاز المركزي صالح الفضالة مجددا.
وختم العصمي أن مصدر معلوماته ابن وزير الشؤون الإسلامية القمري مصطفى مادي الذي كان يدرس في الكويت.
أما المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان عبير الحداد فقالت انه إذا ما صح خبر التخطيط لمنح البدون جنسية دولة عربية سنتخذ كافة الإجراءات القانونية وأن زمن العبودية ولى وليس من حقهم أن يبيعوا ويشتروا بالبدون. وفق صحيفة القدس العربي
وتابعت ان الجهاز المركزي لا يقوم بالعمل الذي انشيء من أجله بل يقوم بالتضليل والتمويه للشارع فقط ويحتاج لمعجزة لمعالجة اوضاعه غير الإنسانية مؤكدة على أن البدون شركاء بالوطن شاء من شاء وأبى من أبى وان هناك فئة تتفنن بتمزيق المجتمع بين من حمل الجنسية ومن حرم منها.
ووجه عضو الإئتلاف المعارض مسلم البراك حديثه لمازن الجراح قائلاً: البدون بعطائهم وانتمائهم ليسوا سلعة للبيع تعقد من خلالهم أنت وحكومتك الخائبة ' حسب وصفه 'الصفقات وما كشفته ينم عن قلة الوفاء والجحود'.
وحذر مدير جمعية حقوق الإنسان الكويتية المحامي محمد الحميدي من هذه الخطوة فئات المجتمع الأخرى، وكتب عبر حسابه بتويتر: متى ما انتهت السلطة من البدون سوف تتفرغ بعدها للشعب ابتداء بالمزدوجين 'الكويتي الذي يحمل جنسية أخرى' ثم المجنسين ثم ذوي الدخل المحدود.