البوابة-بسام العنتري
هاجمت فصائل فلسطينية المبادرة المصرية بشأن قطاع غزة، معتبرة انها تهدف الى لجم المقاومة و"حماية امن اسرائيل"، كما اكدت رفضها اية هدنة جديدة في اطار المبادرة التي توقع لها سياسيون ان تمنى بالفشل.
وكشفت وكالة انباء الشرق الاوسط عن أن الإسرائيليين والفلسطينيين وافقوا على مبادرة مصرية تنص ضبط الامن في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيلي محتمل منه طبقا لخطة رئيس الوزراء ارييل شارون التي ما زال الاخير يناضل من اجل اقرارها في ظل معارضة قوية من حزبه وغالبية اعضاء حكومته.
وذكرت الوكالة أن القاهرة مستعدة لإرسال ما بين 150 و200 خبير أمني إلى غزة لتدريب قوة أمنية فلسطينية في سياق المبادرة التي ستتضمن ايضا اعادة بناء مراكز الشرطة والسجون في غزة, ومد قوات الأمن الفلسطينية بمعدات لاسلكية وعربات وأسلحة خفيفة.
وقد اعربت حركة الجهاد الاسلامي عن رفضها للمبادرة التي اعتبرت انها تفرض ضغوطا على الجانب الفلسطيني فقط، ولن يكون من شانها سوى "حماية امن اسرائيل"
وقال القيادي في الحركة خالد البطش في اتصال مع البوابة ان "المصريين يريدون ان يبرهنوا على انهم يقومون بدور سياسي في هذه المرحلة..هذا الدور سيكون ضاغطا على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومته، لانه ليس بامكانه ان يكون ضاغطا على اسرائيل والاميركيين" لوقف الاعتداءات ضد الفلسطينيين.
واضاف ان "ما فهمناه من خلال الحديث عن توحيد الاجهزة الامنية وتدريب قوى الامن الفلسطيني للقيام بواجباته هو ان المسالة حصرت في ان هناك ترتيبات امنية مصرية في قطاع غزة من اجل حفظ امن اسرائيل".
وتمنى البطش على المصرييين "ان لا يحشروا انفسهم" في هذه المسالة".
واعتبر ان "المصريين اذا ارادوا ان يكون لهم دور فاعل نقبله ونحترمه، فهذا الدور يجب ان يكون واضحا وهو جلاء الاحتلال..وان لا ينحصر في اعادة تاهيل قوات الامن" التي تساءل "من اجل ماذا تاهيلها؟..من اجل ضرب الجهاد وحماس والمقاومة ام من اجل مقاومة مخططات اسرائيل؟!".
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت ان الرئيس ياسر عرفات، الذي وافق على المبادرة التي تنص على وقف اطلاق النار في قطاع غزة، سيسعى للحصول على موافقة الفصائل على ما يمكن وصفه بانه هدنة جديدة.
وتجنب المسؤول في حركة الجهاد الاسلامي الاجابة على سؤال حول مدى استعداد حركته لقبول مثل هذه الهدنة، لكنه اعتبر ان مثل هذا الامر قابل للحوار تبعا للتطورات على الارض.
وقال "عندما نرى الانسحاب حقيقة من غزة..يمكن ان نتحاور ونتحدث. الحديث عن هدنة مقابل الانسحاب من غزة وجزء من الضفة الغربية امر يمكن الحوار حوله..ليس هناك شئ خارج الحوار الا الثوابت الشرعية الاسلامية".
ومن جهتها، اتهمت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، القاهرة بالتدخل في شؤون الفلسطينيين لدوافع مرتبطة بمصالحها، واكدت رفضها لمبادرتها بشان قطاع غزة.
وقال قيادي بارز في الكتائب فضل الاشارة الى اسمه الاول فقط "نضال" ان "مسالة التدخل المصري في مجتمعنا وقضيتنا الفلسطينية جديدة قديمة..ودور القاهرة على مر قضيتنا الفلسطينية لم يكن دورا وطنيا، بل هو مرتبط بمصالحها، وفقط من اجل ارضاء الامبريالية العالمية".
واضاف "هو دور مطلوب منها ان تقوم به في المنطقة، وليست هي من يقترحه".
واكد نضال للبوابة ان كتائب شهداء الاقصى ستواصل المقاومة، ولن توافق على هدنة جديدة في اطار المبادرة المصرية.
وقال ان "البنادق موجودة مع الشباب ولن تتوقف عن اطلاق النار على أي عدو لشعبها ان شاء الله".
ومع ذلك استبعد نضال ان يقود رفض كتائب الاقصى للهدنة الى صدامات بين حركته واجهزة الامن الفلسطينية التي سيكون دورها التصدي لاية عمليات فلسطينية ضد اسرائيل في اطار تطبيق المبادرة المصرية.
وقال "لن يحصل هذا، لان السلطة (الفلسطينية) تعي تماما ما هو الدور المصري القادم".
وعلى صعيدها، ابدت الجبهة الشعبية معارضتها للمبادرة المصرية معتبرة انها "غير مفيدة" للفلسطينيين بسبب انها تصب في مصلحة خطة شارون الاحادية.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول للبوابة "نعتقد ان اية مساعدة لخطة شارون هي مساعدة غير مفيدة، لان خطة شارون في الاصل خطة امنية لا تقوم على قاعدة الانسحاب الشامل من الاراضي المحتلة ولا على قاعدة حل سياسي يمن الحقوق الوطنية الفلسطينية".
واضاف ان "شارون يمارس تكتيك تحويل كل الجهود الدولية باتجاه خطته التي تقوم بالاساس على فصل الضفة عن القطاع وقتل أي مساع سياسية للوصول لحل سياسي للصراع وفقا للشرعية الدولية..وتحويل خطته هذه الى مشروع سياسي يتوافق مع رؤيته للحل القائم على الخطة طويلة الامد يجري خلالها تثبيت الاحتلال بمختلف مناحيه".
واكد الغول ان "أي دور عربي مرحب به، لكن ليس على قاعدة ان يكون هذا الدور وقف وانهاء مقاومة الشعب الفلسطيني"، مضيفا ان "شارون يريد من التدخل المصري واي تدخل عربي لجم المقاومة وانهاءها، وفي ذات الوقت اطلاق يد اسرائيل في استمرار ممارسة سياساتها".
وشدد المسؤول في الجبهة الشعبية على ان التطمينات والضمانات التي يمكن ان يعطيها شارون للمصريين في اطار هذه المبادرة لا يمكن الركون اليها.
وقال ان "التجربة قد دلت على الدوام بانه لا يركن على التطمينات والوعود الاسرائيلية، وسبق لشارون ذاته انه قدم تطمينات لوزير الخارجية المصري (احمد ماهر) وقبل ذلك للوزير عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية) وكان في كل مرة يفاجئ الجميع بعدوان جديد ضد الفلسطينيين".
وراى الغول ان المبادرة المصرية، وفي ظل ان خطة شارون للانسحاب على مراحل من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، تستلزم موافقة الحكومة الاسرائيلية على كل مرحلة منها، تضع الفلسطينيين امام احتمال وقفهم للمقاومة مقابل انسحاب اسرائيلي جزئي.
وقال "نعتقد ان خطة شارون القائمة على مراحل ربما تتعقد تطبيقاتها في ما بعد، وبالتالي نكون امام تنفيذ خطوة اولى ووقفها امام الوضع المتغير داخل اسرائيل ونكون نحن فقط اسهمنا في وقف اعمال المقاومة مقابل انسحاب جزئي من بعض المستوطنات".
وفي سياق متصل، فقد تنبأ العضو العربي في الكنيست، طلب الصانع، بفشل المبادرة المصرية بسبب ما وصفه من ارتباطها بالطرح الاسرائيلي لخطة فك الارتباط.
وقال "لا اظن ان هناك أي امل لنجاح هذه المبادرة، وخاصة انه لا يمكن الحديث عن مبادرة مصرية مستقلة..هذه محاولة لايجاد صيغة بملاءمة الطرح الاسرائيلي الذي لم ياخذ بعين الاعتبار دور الجانب والشريك الفلسطيني".
ووصف الصانع للبوابة الدور الذي تلعبه مصر بانه "مهم" لكنه شدد على ضرورة ان لا يكون بديلا للفلسطينيين.
وقال "التحرك المصري مهم، ولكنه يجب ان يمر من خلال رام الله، بمعنى ان دور مصر يجب ان لا يكون بديلا للدور الفلسطيني وان يبدل شراكة مصرية اسرائيلية في قطاع غزة".
واضاف ان "شارون يحاول تسويق الدور المصري وكانه انتصار لحكومته..ولا ارى ضرورة لهذا الاندفاع لمساعدة شارون بتنفيذ خطته خاصة وانه يعرفها بانها احادية الجانب".