البوابة-بسام العنتري
اكد قادة في الفصائل الفلسطينية وجود اتجاه "متنام" لدى غالبية هذه الفصائل لحصر المقاومة في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كايد الغول لـ"البوابة" ان "هناك تناميا في التوجه لبلورة موقف يجنب المدنيين من الطرفين العمليات العسكرية"، في اطار ما يعرف بمبدأ تحييد مدنيي الجانبين من الصراع، والذي تركز حوله حوار الفصائل في القاهرة في اوائل كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وانتهى حوار القاهرة الى الفشل، بعدما رفضت اسرائيل، التي لا تعتبر نفسها طرفا في محادثات الهدنة، الالتزام من جانبها بوقف استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وكما تسبب الموقف الاسرائيلي في افشال الهدنة الاولى التي اعلنتها الفصائل في 27 حزيران/يونيو الماضي بعد خمسين يوما من اعلانها، فقد افشل ايضا الجهود التي بذلت في حوار القاهرة لابرام هدنة جديدة.
وبرغم فشل حوار القاهرة في التوصل الى هذه الهدنة، الا انه لوحظ بعده انحصار نطاق العمليات التي تنفذها الفصائل داخل الاراضي المحتلة عام 1967، والتي يتمثل الوجود الاسرائيلي فيها عبر الجنود والمستوطنين، وهؤلاء لا تعتبرهم الفصائل مدنيين.
ولم يشذ عن هذا النهج سوى عملية نفذتها كتائب ابو علي مصطفى، الذراع العسكري للجبهة الشعبية في موقف للحافلات في بتاح تكفا قرب تل ابيب في 26 كانون الاول/ديسمبر الماضي، واسفرت عن مقتل اسرائيليين اثنين.
واعتبر الغول هذه العملية "استثناء" للسياسة التي تنتهجها حركته والقائمة على حصر المقاومة في الاراضي المحتلة عام 1967.
وقال "نحن في الجبهة الاساس في سياستنا يقوم على المقاومة في الارض المحتلة عام 1967، والاستثناء هو ما يمكن تم يتم في اراضي 48".
واوضح ان تلك العملية جاءت "كرد فعل على تعمد حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون استهداف المدنيين الفلسطينيين".
ويقبع امين سر الجبهة الشعبية، احمد سعدات، في سجن في اريحا بالضفة الغربية، والذي تم نقله اليه تحت حراسة بريطانية اميركية في اطار صفقة انهت حصارا كانت تفرضه القوات الاسرائيلية على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله بهدف اعتقال سعدات الذي تبنت حركته اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي السابق رحبعام زئيفي في احد فنادق القدس في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2001.
وجاءت عملية اغتيال زئيفي ردا على اغتيال اسرائيل في 27 اب/اغسطس 2001 امين عام الجبهة السابق ابو علي مصطفى.
استراتيجية ومعطيات
الى ذلك، اكدت حركة فتح من جهتها ايضا ان استراتيجيتها الثابتة هي "حصر العمل العسكري" ضد القوات الاسرائيلية داخل الاراضي المحتلة عام 1967، لكن الحركة التي تنتمي اليها كتائب شهداء الاقصى، اشارت الى معطيات "معقدة" تتسبب احيانا في الخروج عن هذه الاستراتيجية.
وقال القيادي في حركة فتح، دياب اللوح للبوابة "نحن في حركة فتح لنا موقف استراتيجي واضح..وهو حصر العمل العسكري ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".
لكنه استدرك بالاشارة الى انه "في ظل الاوضاع المتشابكة والمعقدة، لا يمكن الفصل بشكل دقيق بين مناطق وامكنة حدوث مثل هذه العمليات".
واوضح ان العمليات تاتي "بمبادرات من هنا وهناك ومن مجموعات وخلايا واذرع عسكرية مسلحة منتشرة بشكل كثيف..وهي لا تنسق خيارا سواء بالنسبة لحركة فتح او لغيرها، ان تكون هذه العملية هنا او هناك".
وتابع "هي عمليات تاتي بمثابة رد فعل فلسطيني، ليس اكثر، على الممارسات والسياسات الاسرائيلية الارهابية ضد الشعب الفلسطيني".
حماس: كافة الخيارات مفتوحة
وعلى صعيدها، نفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان تكون اتخذت قرارا بحصر عملياتها في الاراضي المحتلة عام 1967، مؤكدة ان كافة الخيارات "مفتوحة" ضد الاحتلال.
وقال القيادي في حماس، سعيد صيام لـ"البوابة" ان "الخيارات كلها مفتوحة، ونحن لا نفرق بين حدود 67 و48، لان الذي ياتي من تل ابيب وحولون ليقتلك في رفح وجنين، يجب ان لا يكونا امنا ايضا في بيته".
واعتبر ان تنفيذ عمليات داخل اسرائيل، او عدم تنفيذها، هو امر خاضع لتقديرات الجهاز العسكري التابع للحركة، وهو كتائب عز الدين القسام.
وقال "هذا يقدره الاخوة في الجهاز العسكري، وظروف الميدان والمعوقات التي قد تكون امامهم".
ونفى صيام ان يكون الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، والاجراءات الامنية المشددة والحواجز والاغلاقات التي تفرضها اسرائيل حول المدن الفلسطينية، قد لعبت دورا في الحد من العمليات التي تنفذها الحركة والفصائل الاخرى.
وقال "بالدرجة الاولى، نجاح العمليات ووصول المجاهدين (الى اسرائيل) هو بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، بعد التخطيط الجيد. وقد ثبت انه في كثير من الاحيان، ورغم الحصار والحواجز وانتشار الشرطة والجنود، يستطيع المجاهدون الوصول الى اهدافهم".
وكانت حركة حماس نفت الشهر الماضي انباء ترددت عن وجود "هدنة سرية" بينها واسرائيل تستند الى وقف الاخيرة عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة الحركة، في مقابل وقف العمليات الفدائية التي تنفذها حماس داخل اسرائيل.
واعتمدت التقارير حول هذه الهدنة على تصريحات لرئيس الاركان الاسرائيلي موشيه يعلون نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" واعلن فيها ان حماس اتخذت قرارا بوقف عملياتها داخل اسرائيل، وان الدولة العبرية قررت في المقابل وقف استهداف قادة الحركة.
وقال القيادي في حركة حماس محمد غزال، اعلن في حينها لـ"البوابة" انه "لا اتفاقات سرية مع اسرائيل..وحماس لم تعتد ابرام اتفاقات سرية مع أي طرف، وهي عندما تقرر سياسة فانها بالتالي تلتزم بها وتعلنها..ليس هناك ما يتم اخفاؤه وليس هناك ما هو بحاجة الى اخفاء".
وكشف قياديون في حركة حماس مؤخرا عن ان الحركة رفضت عرضا اميركيا نقله اليها الوسطاء المصريون، ويقضي باعلان الحركة هدنة مع اسرائيل لمدة عام في مقابل قيام واشنطن بالضغط على اسرائيل من اجل وقف الاغتيالات التي تستهدف النشطاء والمدنيين الفلسطينيين.—(البوابة)