الـ "لادينيين" العرب يعلنون عن انفسهم ويحددون يومهم العالمي

اعلنت جماعات من "اللادينيين" مختلف الدول العربية عن نفسها وحددت يوم 22 فبراير من كل عاما يوما اطلقوا عليه "اليوم العالمي لللادينيين الناطقين بالعربية"، وذلك عبر منصات رثمية شارك فيها الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

من هم  "تجمع اللادينيين الناطقين بالعربية"؟

عرّف مؤسسو "تجمع اللادينيين الناطقين بالعربية" عن أنفسهم على اساس انهم مجموعة ترغب بغد "لا نضطر فيه لإخفاء قناعاتنا الفكرية في العالم العربي". وكانت انطلاقتهم الاولى عبر عبر تطبيق "كلوب هاوس"، قبل أن يؤسسوا موقعاً إلكترونياً أعلنوا عبره موعد التظاهرة الافتراضية. 

تفاعل باهت مع اللادينيين العرب

وتشير احصائيات غير موثقة ان 13 الف شخص ايدو المجموعة، غالبيتهم مصريين ومن المغرب ، الا ان وسومهم على وسائل التواصل الاجتماعي #نحن_هنا و#22Feb22  لم تلق اي تفاعل، بل ان منظمو التظاهرة ادعو ان بلاغات حجبت حسابات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوقف كذلك الموقع الرسمي للتجمع عن العمل قبل ساعات من انطلاق التظاهرة الرقمية، في خلل نسبه مستخدمون الى محاولات قرصنة،  الا انه أعيد العمل ببعض الصفحات، بينها حساب المبادرة على "فيسبوك".

وفقًا للدراسة العالمية لعام 2012 التي أجراها مركز بيو للأبحاث والتي شملت 230 دولة ومنطقة، فإن 16% من سكان العالم لا ينتمون إلى أي دين. نما عدد السكان غير المنتسبين دينياً، بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن نموهم المستقبلي غير مؤكد. من الصعب عزل اللادينية الموضوعية لأن العديد من "اللادينيين" العالميين يعتنقون بالفعل معتقدات دينية وبعضهم ينخرط في ممارسات دينية. يتطلب قياس اللادينية حساسية ثقافية كبيرة، خاصة خارج الغرب، حيث لا تكون مفاهيم "الدين" أو "التعلمن" متجذرة دائمًا في الثقافة المحلية.

كم يبلغ عدد الملحدين واللا دينيين العرب؟

ولاتوجد إحصائيات رسمية أو دقيقة لأعداد "اللادينيين" في العالم العربي، ولكن تقريرا صدر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية في العام 2014 وبالاعتماد على مؤشر الإلحاد فى كل دول العالم، الذي أعده مركز "ريد سي" التابع لمعهد "غلوبال"، جرى فيه تصنيف بالمركز الأول عربيا بمجموع 866 ملحدا، وبعدها المغرب  بـ 325 ملحدا وتونس بـ320 ملحدا .

وسجلت باقي الدول العربية أرقام متباينة، حيث أعلن التقرير عن تواجد 242 ملحدا  بالعراق و 178 في السعودية و170 في الأردن، بالمقابل انخفض العدد في ليبيا التي يوجد بها 34 ملحدا و 70 في السودان و 56 في سوريا و32 في اليمن.

الارهابيين سبب الالحاد

و خلص التقرير الى أن أسباب تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب فى الدول الإسلامية،راجع بالأساس إلى "تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام".

رمزية الرقم 2 لدى الملحدين واللادينيين

وعن رمزية الرقم 2 في تاريخ 22-2-2022، يقول المشرفون: "لديه رمزية خاصة فهو لا يعبر عن التوحيد ولا عقيدة التثليث، ولذلك جرى اختيار هذا التاريخ لانطلاق التظاهرة".

مؤيدون لـ اللادينيين

ومن بين الداعمين للمبادرة، المعالجة النفسية السورية الأميركية وفاء سلطان المعروفة بانتقادها الشديد للدين الإسلامي ومؤلفة كتاب "الإله الذي يكره" المثير للجدل.

وقالت سلطان في شريط فيديو ترويجي للتظاهرة "قرون من الزمن ونحن اللادينيون مغيبون ومستبعدون ومهددون، اليوم الوضع تغير (..) سنبرهن للجميع أننا موجودون وبقوة، فانضموا إلينا".

وفي شريط مماثل، اعتبر الكاتب والصحفي المصري سعيد شعيب الذي يعرف بانتقاداته الحادة لجماعة الإخوان المسلمين أنّ "من حق كل الناس أن تعبر عن أفكارها بشكل سلمي".

تسول اللادينيين

ويلمح نشطاء اللادينيين الى حاجتهم للتبرعات المالية لتمويل منصاتهم ومنابرهم الاعلامية وطالبو بجمع التبرعات لتغطية مصاريف إنشاء موقع وتأمينه، والإنفاق على الدعاية الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي، لترويج مقاطع فيديو شارك في إنتاجها وتسجيلها أغلب وجوه اللادينيين المعروفين في منصات يوتيوب وتعهدو بان التعامل مع هذه التبرعات يتم بمنتهى الشفافية والحرفية وسيُقدم في نهاية المظاهرة تقرير مفصل عن التبرعات التي جُمعت وكيفية إنفاقها مدعمة بالوثائق والفواتير المطلوبة

ما هي اللادينية ؟

واللادينيين مصطلح فضفاض يشمل الملحدين وغيرهم من غير المؤمنين بالأديان، سواء كانوا مؤمنين بإله أو لا، ووفق تعريف منشور على وقع ويكيبيديا فان اللادينية (بالإنجليزية: Irreligion)‏ هي عدم الإيمان أو المبالاة بدين معين، وتعد اتجاهاً فكرياً يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان ويرى بحقه في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو الالتزام بشريعة دينية، ويرى أن الأديان عامةً هي مجرد صناعة بشرية لا تحمل قداسة ولا تعبر عن الحقيقة المطلقة.

ويمكن تعريفها أيضاً بأنها: الاعتقاد ببشرية الأديان، بغض النظر عن الاعتقاد بفكرة وجود إله أو آلهة أو عدم الاعتقاد بذلك.

فرق بين الالحاد ولادين

ووفق الموقع الالكتروني المشار اليه فان هناك على الأغلب التباس بين مصطلح الإلحاد ومصطلحات أخرى مثل اللادين واللاأدرية ويرجع هذا الالتباس إلى عدم معرفة تعريف كل منها، إذا أنَّ اللادينية تعني عدم الإيمان بالأديان، والإلحاد واللاأدرية هي أفرع للادينية، فالإلحاد هو عدم الإيمان بوجود إله، أما اللاأدرية فتعني عدم الجزم بوجود الإله أو عدم وجوده، فاللأدري يتوقف عند مسألة وجود إله ولا يجزم فيها.

أنواع أو تفرعات اللادينية وتعريفاتها

يشترك جميع اللادينيين في عدم تصديقهم للأديان، ولكن يختلفون في مواقفهم تجاه الإله، وينقسمون إلى أربعة إتجاهات رئيسية وهي:

اللاأدرية (Agnosticism): عدم الجزم بوجود الإله أو عدمه لعدم كفاية الأدلة على ذلك.
الربوبية (Deism): الإيمان بوجود مسببٍ أول أو إله أو قوةٍ ما أوجدت أو ساعدت على وجود وتطور الكون أو الحياة أو كلاهما.
الإلحاد (Atheism): عدم الإيمان بوجود إله أو آلهة أو أي شيء خارج قوانين الطبيعة.
اللاكتراثية (Apatheism): وهي عدم الاكتراث تجاه وجود أو عدم وجود الإله.

وهناك أنواع جانبية للادينية وهي:

الاأدرية الإلحادية (Agnostic atheism).
الإنسانية العلمانية (Secular humanism).
الفكر الحر (Freethought).
معارضة الدين (Antireligion).
الروحانية اللادينية (Spiritual but not religious).
الطبيعانية (Naturalism).