تدور نقاشات في الدوائر الأمريكية حول احتمالات تعليق العقوبات عن روسيا. ولكن هناك نقطة هامة لم يتنبه لها أحد، وهي أن تلك العقوبات لم تؤت ثمارها.
هذه الخلاصة توصل إليها آندري موفشان، زميل بارز ومدير برنامج السياسة الاقتصادية لدى مركز كارنيغي في موسكو، مشيراً إلى عدم وضوح ما يخطط له ترامب حيال روسيا. فبعد تكراره خلال حملته الانتخابية وطوال المرحلة الانتقالية، أنه قد يرفع عقوبات دولية فرضت على موسكو بعد ضمها لإقليم القرم وغزوها لشرق أوكرانيا، لم يبد، عندما تولى الرئاسة، مؤشرات توحي بتنفيذ تلك الوعود وفق تقرير لموقع الامارات 24
تعديلات
في ذلك السياق، صرح نائب الرئيس الأمريكي، بنس، لتلفزيون آي بي سي الشهر الماضي، بأن الإدارة أرادت العمل مع موسكو "لتحقيق مصالح مشتركة، كتدمير داعش". ولكن مسؤولين أمريكيين آخرين، كسفيرة أمريكا في الأمم المتحدة، نيكي هالي، اتخذت موقفاً أشد، وصرحت بإن الولايات المتحدة تقف مع شعب أوكرانيا الذي عانى منذ قرابة ثلاث سنين من الاحتلال الروسي والتدخل العسكري.
القرم
في المقابل، يلفت الكاتب في مقال في مجلة بوليتيكو لإصرار أنصار العقوبات بأنها يجب أن تبقى سارية إلى أن يتخلى الرئيس بوتين عن ادعائه بأن القرم جزء من الأراضي الروسية، ويكف عن التدخل في أوكرانيا. ويبدي هؤلاء قلقهم من احتمال أن تؤدي لهفة ترامب للتوصل إلى صفقة مع روسيا لمنح بوتين فرصة لرفع العقوبات في مقابل تنازلات، ومنها احتمال التوقيع على معاهدة جديدة للحد من التسلح، كما لوح الرئيس الأمريكي. وعندها ستنجو روسيا من المحاسبة لخرقها الأعراف الدولية.
ومن جانبها، لا تبدي روسيا رغبة كبيرة لتحقيق تقدم في القضية، وتدع الغرب يقرر لوحده كيفية التعامل معها.
اتفاق
ولكن، وكما يشير موفشان، يتفق مراقبون غربيون ومتحدثون باسم الكرملين على شيء واحد، وهو أن العقوبات هي السبب الرئيسي لمتاعب روسيا الاقتصادية. ولكن هناك حقيقة بارزة تقول إن العقوبات لم يكن لها الأثر الذي وضعت من أجله. فقد أظهرت دراسة اقتصادية أن تراجع قيمة الروبل في عام 2016 لما هو دون ما كان عليه في عام 2013، لم يكن ناتجاً عن العقوبات الغربية، والتي كان أثرها سياسياً وليس اقتصادياً.
حقائق
وتشير حقائق إلى أن العقوبات الغربية تركز على عدد محدود من الشركات التجارية الروسية كعملاق البناء سترويترانغاز وبنك إس إم بي، والمملوكة لمدرب بوتين للجودو آركادي روتينبرغ، وشركة روزنفت، التي يسيطر عليها مساعد بوتين وصديقه القديم أيغور سيشين.
الرد الروسي
ويلفت موفشان إلى أن روسيا ردت على العقوبات الغربية عبر إطلاق عقوبات خاصة بها، كحظر استيراد أطعمة غربية المنشأ. وقد أدى ذلك الحظر لحرمان أبناء الطبقة الوسطى في روسيا من مأكولات مفضلة لديهم كالأجبان الفرنسية والسالمون النرويجي، والبرتقال اليوناني.
لاعب اقتصادي عالمي
ولكن، تلك العقوبات لم تمنع روسيا من لعب دور رئيسي في الاقتصاد العالمي فهي ما زالت عضوأً في منظمة التجارة العالمية، ومنتدى التعاون الآسيوي ـ الباسيفيكي الاقتصادي( آبيك). وما زالت روسيا تحتفظ باحتياطاتها على شكل سيولة مالية. ولا تفرض على عملتها الروبل أية قيود، ولا على تحويلاتها الخارجية. كما ما زال دينها السيادي عند مستوى منخفض، ولا توجد مؤشرات على احتمال ارتفاعه في المستقبل القريب. ولم يتم استهداف روسيا ولا شركات وطنية روسية عبر فرض إجراءات اقتصادية ضارة كالحمائية ورسوم مكافحة الإغراق.