الطيب عبدالرحيم ينتقد العمليات العسكرية

تاريخ النشر: 29 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

انتقد الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية العمليات العسكرية التي تنفذها الفصائل الفلسطينية قائلا بانها تضر بمصالح الشعب الفلسطيني. وقال دحلان ان الفصائل ستوقف هذه العمليات اذا انسحبت اسرائيل من غزة.  

انتقد الطيب عبد الرحيم احد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بشدة الهجمات التي يقوم بها بعض الافراد او المجموعات وتنال من المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتحاول ان تشوه نضاله وتزيد من معاناته. 

وكان عبد الرحيم وهو امين عام الرئاسة الفلسطيني يتحدث امام بعض الصحفيين عن تلك العملية التي حاول بعض المسلحين تنفيذها ضد بعض العاملين من الجانب الاسرائيلي في معبر رفح الحدودي يوم الجمعة وادت الى اغلاق معبر رفح. 

وقال ان "مثل هذه العمليات العبثية لا هدف لها الا فرض المزيد من الحصار على شعبنا والاضرار بمصالحه". 

كما انتقد عبد الرحيم ما وصفه "بالتهريج الاعلامي" الذي يرافق مثل هذه العمليات الفاشلة وخص بالذكر هذه العملية قرب معبر رفح وعملية معبر اريز قبل بضعة اشهر. 

وقال "ان الشعب يعرف الحقائق ويطالب بوقف هذا العبث والتهريج ويقول كفى فلا يحق لاي انسان ان يخطف مصير هذا الشعب ويفرض عليه المزيد من المعاناة بلا اي ثمن او نتيجة". 

وطالب الجميع بابداء الجرأة علنا وليس في الغرف المغلقة فقط بضرورة وقف هذا الارتجال والعبث. 

كما طالب باعادة تقييم بعض وسائل النضال بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويؤدي الى تحقيق اهدافه الوطنية. 

وكانت عناصر من ثلاثة تنظيمات فلسطينية قد شاركوا في هجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري اسرائيلي قرب معبر اريز الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل. 

واسفر الهجوم في حينه عن مقتل ستة فلسطينيين على الاقل بينما اعلن الجيش الاسرائيلي انه لم تقع اي اصابات في صفوفه. 

وقد اغلق الجيش الاسرائيلي في حينة المعبر مانعا بذلك الاف العمال الفلسطينيين من التوجه الى اعمالهم داخل اسرائيل. 

من ناحيته، قال محمد دحلان قائد الامن الفلسطيني السابق السبت إن النشطاء سيتوقفون عن مهاجمة الإسرائيليين انطلاقا من قطاع غزة اذا انسحبت اسرائيل تماما من المنطقة. 

وقال دحلان وزير الدولة السابق لشؤون الامن الذي فوضه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مواصلة الاتصالات مع النشطاء ان حركة المقاومة الاسلامية حماس وافقت على وقف العنف والمشاركة في ادارة شؤون قطاع غزة. لكنه امتنع عن اعطاء تفاصيل. 

وقبل يوم من مناقشة متوقعة لمجلس الوزراء الاسرائيلي لخطة انسحاب مرحلي جديدة من المنطقة قال دحلان لرويترز في مقابلة إنه يعتقد ان اسرائيل اذا انسحبت تماما من قطاع غزة فلن تكون هناك هجمات داخل غزة او انطلاقا منها. 

وقال مسؤولون فلسطينيون ان دحلان يعد لادارة قطاع غزة اذا نفذت اسرائيل خطة تدعمها الولايات المتحدة للانسحاب من القطاع الذي احتلته في حرب 1967 حيث يعيش 1.3 مليون فلسطيني و7500 مستوطن يهودي. 

ووافقت حماس على المساعدة في ادارة شؤون غزة بمجرد مغادرة القوات الاسرائيلية. لكن زعماء حماس يقولون انهم لم يقرروا بعد ما اذا كانوا سيوقفون الهجمات ضد اسرائيل بعد الانسحاب من غزة. 

وقتلت حماس عشرات الإسرائيليين في هجمات فجر فيها نشطاء انفسهم منذ اندلاع انتفاضة ضد الاحتلال الاسرائيلي في ايلول /سبتمبر2000. وتقول ان الهجمات ستستمر طالما ظل الاحتلال الاسرائيلي لاراض فلسطينية قائما. 

وقال دحلان ان انسحاب اسرائيل الى حدود غزة عام 1967 والاخلاء الكامل لجميع المستوطنات اليهودية قد يسهل انسحابا مماثلا من الضفة الغربية. 

وقال دحلان ان عليهم استغلال الفرصة لبناء نموذج ايجابي حتى يتشجع المجتمع الدولي ويمارس ضغوطا على اسرائيل لبدء انسحاب مماثل من الضفة الغربية. 

وتوترت علاقات عرفات مع مساعده السابق لشؤون الامن في العام الماضي فيما تنامت قاعدة سلطة دحلان في غزة وبعد ان اتهم رئيسه السابق بعرقلة تنفيذ اصلاحات في الحكومة. وتصالح الاثنان في محاولة للحيلولة دون سيطرة النشطاء على غزة بعد انسحاب اسرائيلي. 

وقال دحلان انه نتيجة محادثاته مع حماس واخرين لا يمكنه قول سوى انه اذا انسحبت اسرائيل بالكامل من قطاع غزة فسيحدث تغيير جوهري داخل صفوف الفصائل الفلسطينية وفي الحياة السياسية في غزة. 

ولم يتضح ما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيحظى بتأييد مجلس الوزراء لخطة اجلاء المستوطنين عن غزة بعد ان خسر استفتاء اجراه في الثاني من ايار /مايو داخل حزبه حزب ليكود اليميني. 

وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان تصويتا كان من المقرر اجراؤه يوم الاحد على نسخة منقحة من الخطة تأجل بسبب مخاوف من ان تقوضه مقاومة المتشددين وتسقط معه حكومة شارون. 

لكن مصدرا في مكتب شارون قال انه ينتظر ان يناقش مجلس الوزراء الخطة خلال اجتماعه الاسبوعي يوم الاحد وربما يصوت عليها في الاسبوع المقبل. 

ورحب الفلسطينيون ترحيبا حذرا بالخطة لكنهم طالبوا بان يتم تنسيق انسحاب اسرائيل معهم وابدوا مخاوفهم من ان اسرائيل ستستغل الانسحاب لتعزيز سيطرتها على تكتلات استيطانية يهودية في الضفة الغربية. 

وقال دحلان ان مصر التي تجري اتصالات مع اسرائيل بشأن الانسحاب من غزة وافقت على اقامة مراكز تدريب لقوات الامن الفلسطينية في غزة واريحا بالضفة الغربية. 

لكن دحلان اشار الى مطالبة مصر عرفات باعادة هيكلة واصلاح قوات الامن. 

وقال دحلان انه لا يمكن ان تبقى قوات الامن الفلسطينية كما هي فهي لا توفر الامن للناس ولا حتى من اللصوص مشيرا الى ان السبب في ذلك ليس انها غير مؤهلة لكن لان كل جهاز امني في منطقة كيان مستقل.—(البوابة)—(مصادر متعددة)