الطائرات المسيرة الأميركية تتابع الميدان في غزة

تاريخ النشر: 25 أكتوبر 2025 - 11:14 GMT
_

أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الجمعة بأن الجيش الأميركي بدأ في الأيام الأخيرة تشغيل طائرات مسيّرة لمراقبة قطاع غزة المحاصر، في إطار جهود للتحقق من التزام الأطراف بوقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأميركيين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن هذه الطائرات تُستخدم لمراقبة الأنشطة الميدانية في غزة بموافقة الاحتلال الإسرائيلي، دون الكشف عن مسارات تحليقها. وأكد المسؤولون أن مهمات المراقبة هذه تهدف إلى دعم مركز التنسيق المدني العسكري الجديد في جنوب الاحتلال الإسرائيلي، الذي أنشأته القيادة المركزية الأميركية الأسبوع الماضي لمتابعة وقف إطلاق النار.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت سابقاً طائرات مسيّرة فوق غزة للمساعدة في تحديد مواقع الأسرى الإسرائيليين، لكن جهود الاستطلاع الأخيرة تشير إلى رغبة أميركية في الحصول على فهم مستقل لما يجري داخل القطاع، بعيداً عن المعلومات التي توفرها قوات الاحتلال. وفي المراحل الأولى من الحرب، تم استخدام طائرات من طراز "MQ-9 ريبر" لدعم جهود تحرير الأسرى، وشارك الجيش الأميركي المعلومات مع الاحتلال الإسرائيلي لتحديد أماكن محتملة لوجود هؤلاء الأسرى.

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على تفاصيل الطائرات المسيّرة، كما امتنع الجيش الإسرائيلي عن الإدلاء بأي تصريحات. وأعرب دبلوماسي أميركي سابق ومسؤولون دفاعيون، إضافة إلى بعض المسؤولين الإسرائيليين، عن دهشتهم من عمليات المراقبة الأميركية، نظراً للعلاقات العسكرية الوثيقة بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.

وأشار دانيال ب. شابيرو، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، إلى أن هذه الخطوة تمثل مستوى متقدماً جداً من المراقبة في جبهة يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي منطقة تهديد نشط، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تريد تجنّب أي سوء فهم محتمل رغم الثقة العسكرية بين الطرفين".

من جانبه، قال الكابتن تيموثي هوكينز، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، إن مركز التنسيق المدني العسكري يضم قاعة عمليات تمكّن الولايات المتحدة من متابعة ما يجري في غزة في الوقت الفعلي، مع الاعتراف بأن الوضع في القطاع "هش للغاية".

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية أن الولايات المتحدة تتوقع من الاحتلال الإسرائيلي إبلاغها مسبقاً قبل أي هجوم عسكري غير اعتيادي في القطاع، بما في ذلك الغارات الجوية، محذرة من أن أي تحرك منفرد قد يُهدد اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اليوم تعيين الدبلوماسي المخضرم ستيفن فاجن، السفير الحالي لدى اليمن، قائداً مدنياً لمركز جديد معني بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، بعد زيارة وزير الخارجية ماركو روبيو لمركز التنسيق المدني العسكري في قاعدة "كريا غات" جنوبي الاحتلال الإسرائيلي، وتعهده بانضمام مزيد من الدبلوماسيين الأميركيين إلى نحو 200 جندي أميركي موجودين هناك.