انتقد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر المرجعيات الشيعية الدينية لموقفها من الاشتباكات في النجف وصمتها على ضرب قبة ضريح الامام علي. ووقع هجوم على مقر حزب تركماني وافرج عن صحفيين في الفولجة. افرجت قوات الاحتلال عن المزيد من المعتقلين العراقيين من سجن ابو غريب.
اعلن متحدث من مسجد الكوفة الكبير ان الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر لن يؤم على عادته صلاة الجمعة في المدينة التي شهدت اشتباكات صباحية بين جيش المهدي والقوات الاميركية التي تمركزت على بعد 500 متر من المسجد.
وقال المتحدث عبر مكبر الصوت "السيد مقتدى الصدر يبعث لكم بتحياته وسأتلو عليكم خطبته".
وقال الصدر في الخطبة التي قرأها الشيخ جابر الخفاجي "يدخل العدو مرة المدينة ويقصفها وانت ساكت. تضرب فيه قبة امير المؤمنين (علي) وانت ساكت. يدوسون على رؤوس شعبك ليس فقط بالارجل وانت ساكت. فمتى تتكلم"؟
واضاف الصدر "هل الخطوط الحمراء تعني مكتب المرجعية فقط؟" في اشارة غير مباشرة إلى المرجعيات الشيعية الدينية وفي مقدمها اية الله العظمى علي السيستاني.
وكان الآلاف من مناصري مقتدى الصدر قد تدفقوا الى الكوفة من طرق فرعية تمر عبر المزارع بعد ان قطعت القوات الاميركية الطريق الرئيسي الذي يربط الكوفة بالنجف حيث يتحصن مقتدى الصدر منذ مطلع نيسان/ابريل.
وغصت باحة مسجد الكوفة الداخلية بالمصلين بينما اتخذ آخرون مواقعهم خارج المسجد لاداء الصلاة التي درج مقتدى الصدر على ان يؤمها في الكوفة رغم الاشتباكات.
وشهدت الكوفة اشتباكات صباحية بالاسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات (آر بي جي) بين جيش المهدي والقوات الاميركية التي تقدمت الى وسط المدينة حيث تمركزت أربع من دباباتها قرب مسجد ميسم التمار الذي يبعد 500 متر فقط عن مسجد الكوفة الكبير.
وقبيل صلاة الجمعة سمع دوي انفجارات في الكوفة لم يحدد مصدرها.
ويأتي تجدد الاشتباكات بعد مضي 24 ساعة على هدنة بين الطرفين بدات فعليا على الارض تمهيدا للتوصل الى اتفاق لحل الازمة سياسيا.
وافادت تقارير ان اربعة عراقيين قتلوا في الاشتباكات واصيب اخرون.
يشار الى ان موفق الربيعي مستشار الامن القومي في العراق اعلن الخميس ان سلطة الائتلاف "وعدت باحترام الاتفاق" الذي تم التوصل اليه بين مقتدى الصدر والاطراف الشيعية "لحل ازمة المدن المقدسة" الشيعية.
وقال الربيعي في مؤتمر صحافي عقده في قصر المؤتمرات مقر الائتلاف في بغداد ان "سلطة الائتلاف كانت على علم بتطورات المحادثات وكانت تتابع عن قرب المحادثات التي كانت تتم بمباركتها".
واضاف ان قوات التحالف "وعدت باحترام الاتفاق ولو لم يحصل ذلك (الوعد) لما تم الاعلان عن الاتفاق".
وهي المرة الاولى التي يعلن فيها عن هدنة في النجف منذ بدء الاشتباكات.
هجوم على مقر حزب تركماني
وفي تطور آخر، قتل عراقي تركماني اليوم الجمعة وتم اعتقال اثنين آخرين في هجوم على مقر للتركمان في كركوك شمال وفق مصدر من الشرطة العراقية. واوضح اللواء شركو شاكر حكيم لفرانس برس ان ثلاثة من عناصر الاتحاد الوطني التركماني هاجموا بالاسلحة الرشاشة مقر الحزب الوطني التركماني وجرى اشتباك قتل خلاله مهاجم وتم اعتقال اثنين اخرين. يشار الى ان الاتحاد الوطني التركماني مقرب من الحزبين الكرديين الرئيسيين بينما الحزب الوطني التركماني هو من اعضاء الجبهة التركمانية المقربة من تركيا. وعزا اللواء حكيم الهجوم الى اغتيال مسئول الاتحاد الوطني التركماني احمد الدامرجي في كركوك قبل ثلاثة ايام.
الافراج عن صحفيين مخطوفين
واعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة انه تم الافراج عن فريق شبكة ان بي سي التلفزيونية الاميركية اليوم الجمعة بعدما خطف افراده لاكثر من 48 ساعة في مدينة الفلوجة السنية على بعد 150 كلم غرب بغداد. وقالت الشبكة التلفزيونية في بيان ان الأشخاص الاربعة وهم ثلاثة من مراسليها وصحافي عراقي مستقل، خطفوا من قبل مجموعة عراقيين مسلحين الثلاثاء في الفلوجة.
وصرح الكومندان تي في جونسون المتحدث باسم الفرقة الاولى لمشاة البحرية الاميركية (المارينز) انه تم الافراج عنهم بعد مفاوضات بين مجموعة محلية ولواء الفلوجة الذي يضم عناصر سابقين في الجيش العراقي مكلفين شؤون الامن في المدينة.
واضاف انهم بصحة جيدة، مؤكدا ان هناك تنسيق جيد بين لواء الفلوجة وسكان المدينة الذين لا يريدون تكرار ما حصل في 31 اذار/مارس.واشار الى مقتل اربعة غربيين في المدينة في ذلك اليوم.
وحددت شبكة ان بي سي هوية الرجال الاربعة، موضحة انهم مراسلها نيد كولت والمصور موريس روبر ومهندس الصوت روبرت كولفيل وصحافي عراقي مستقل اشرف الطائي.وقد افرج عنهم بعد ان اتضح انهم صحافيون، بحسب البيان.
ودارت معارك شرسة في نيسان/ابريل في هذه المدينة بين المقاتلين السنة والمارينز مما اوقع اكثر من 280 قتيلا من العراقيين والعشرات في صفوف الجنود الاميركيين.
ثم ابرم اتفاق قضى بتكليف لواء يضم عسكريين سابقين في جيش صدام حسين اطلق عليه اسم لواء الفلوجة، مسؤولية الامن مع الشرطة العراقية.
الافراج عن دفعة جديدة من المعتقلين
أفرج الجيش الاميركي عن عدة مئات من السجناء في أبو غريب الجمعة بدافع الحرص على تحسين الاحوال في السجن الذي اثارت صور انتهاكات الجنود الامريكيين ضد السجناء فيه غضبا دوليا.
وجرت عمليات افراج سابقة خلال الاسابيع التي أعقبت تفجر فضيحة انتهاكات
السجناء لكن أحدث عملية افراج هي الاكبر فيما يبدو حتى الآن.
وقالت متحدثة عسكرية اميركية "سيفرج عن عدد يتراوح بين 500 و600 سجين".
واضافت "ربما يستغرق الامر اليوم بكامله."
وتعهد الميجر جنرال جيفري ميلر الذي عين في الاونة الاخيرة مديرا لسجن أبو
غريب بخفض عدد السجناء الى النصف بحلول الوقت الذي تسلم فيه السلطات الاميركية
السيادة الى حكومة عراقية يوم 30 حزيران / يونيو ليصبح العدد نحو 2000 سجين.
ونقل سجناء في عدة حافلات الى خارج السجن يوم الجمعة تاركين المكان الذي اشتهر
بالتعذيب والانتهاكات في عهد صدام حسين وأصبح الان مشهورا مرة اخرى في عهد
الادارة الاميركية.
وقال الجيش الاميركي في وقت سابق من شهر مايو ايار الحالي ان عمليات الافراج
الاخيرة جزء من برنامج أعد منذ بضعة اشهر لخفض العدد وليس له علاقة بفضيحة
انتهاكات السجناء التي تعرض فيها نحو 20 معتقلا عراقيا للضرب والانتهاك من جانب
الجنود الاميركيين.
ويحتجز نحو 11 الف عراقي في السجون التي تديرها الولايات المتحدة في انحاء
العراق ويوجد أكبر عدد يبلغ نحو 3800 سجين (في منتصف ايار/مايو) في أبو غريب.
وعندما كانت انتهاكات السجناء مستمرة في تشرين الاول / اكتوبر وتشرين الثاني /نوفمبر
كان يوجد في السجن أكثر من ثمانية آلاف محتجز مما أسهم في ازدحام السجن.
ومعظم المحتجزين في العراق تم اعتقالهم لقيامهم "بأنشطة معادية لتحالف"
ويحتجزون بصفة عامة لفترات تصل الى ستة اشهر أو الى ان يقول الجيش الاميركي انه
مقتنع بأنهم لا يمثلون تهديدا امنيا—(البوابة)—(مصادر متعددة)
