الصدر يتوارى عن الانظار: 15 قتيلا بالناصرية..مقتل 3 جنود اميركيين ببغداد واشتباكات عنيفة بالنجف

تاريخ النشر: 06 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

غادر الزعيم الشيعي المطارد مقتدى الصدر الكوفة الى جهة غير معلنة، فيما سقط 15 قتيلا في اشتباكات بين انصاره والقوات الايطالية في الناصرية، في حين قتل 3 جنود اميركيين في هجمات بمناطق الشيعة ببغداد. وفي الفلوجة، اندلع قتال شرس بين القوات الأميركية ومسلحين عند أطراف المدينة. 

واعلن بيان صادر عن مكتب الصدر ان الزعيم الشيعي الذي تحاول القوات الاميركية اعتقاله بعد اتهامه بقتل عبد المجيد الخوئي العام الماضي، قد غادر المسجد الرئيسي في الكوفة، ودون ان يحدد الجهة التي توجه اليها. 

وكان الصدر تحصن منذ الاحد في مسجد الكوفة الرئيسي مع عدد من انصاره، وأفادت أنباء أنه انتقل من الكوفة إلى ضريح الأمام علي بمدينة النجف الأشرف اليوم الثلاثاء، وأن مسلحين من أتباعه أغلقوا الشوارع المؤدية إلى الضريح. 

وقتل في المعارك التي دارت بين مسلحي الصدر في بغداد ومدينة النجف الاحد ما لا يقل عن 48 عراقيا كما قتل ثمانية جنود اميركيين وجندي من السلفادور. 

وقال الصدر في البيان الصادر عن مكتبه انه غادر الضريح "خشية ان تتعرض قدسيته وبهاءه وقيمته الى الانتهاك من قبل اناس حثالة واشرار" في اشارة الى القوات الاميركية التي تسعى جاهدة الى اعتقاله. 

ولم يشر الصدر الى الجهة التي سيقصدها لكنه اتخذ نبرة متحدية بقوله "انني مستعد لاراقة دمي" من اجل العراق، وندد بالرئيس الاميركي جورج بوش الذي اتهمه الاثنين بتدمير الديمقراطية في البلاد. 

وقال في البيان "اريد ان اوجه كلماتي مباشرة الى اب الشر، بوش: من هو ضد الديمقراطية؟ هل هو من يتحدث عن مقاومة سلمية ام من يقصف الناس بالقنابل ويسفك دمهم ويبعدهم عن قادتهم بحجج واهية وقذرة؟". 

وقد اتهم مسؤولون كبار في مجلس الحكم الانتقالي الصدر الثلاثاء بـ"ايقاع العراق في الفتن والمشاكل"، مطالبينه بالتزام الهدوء "من اجل حقن الدماء".  

وقال اياد علاوي عضو مجلس الحكم ورئيس اللجنة الامنية في المجلس ان "مجلس الحكم يدين وبشدة كل اعمال الشغب التي هي خارج اطار القانون ويدعو ابناء شعبنا الى وحدة الصف ورص الصفوف لدحر القوى الشريرة التي تحاول الايقاع بشعبنا".  

واضاف "نحذر بشدة كل من تسول له نفسه ان يعبث بأمن البلاد ويعرض امنها للمخاطر".  

وحول المقصود بـ"القوى الشريرة"، قال علاوي انها "القوى الارهابية التي تحاول الايقاع بالبلاد وتحاول خلق الفتن والمشاكل".  

واوضح ان "هناك قوى متطرفة تحاول الايقاع بالبلاد وهي اصبحت معروفة للكل ومن هذه القوى مقتدى الصدر والمجموعة المحيطة به".  

واشار الى انه "بهذه المناسبة ندعو الاخ مقتدى الى الالتزام بالهدوء لحقن الدماء، لانه ينتمي لاسرة عريقة وكريمة قدمت الشهداء والكثير من اجل العراق وعليه ان يقتدي بها ويحافظ هو بنفسه على الهدوء والاستقرار".  

وختم قائلا "هناك قوى اخرى شريرة تنتمي الى تنظيمات القاعدة موجودة في العراق وتحاول القيام بعمليات انتحارية واستفرازية هدفها ايقاف تقدم العراق نحو الديمقراطية والحرية وهذا ما سنتصدى له بشدة".  

ومن جهته، اكد الشيخ غازي عزيز الياور عضو مجلس الحكم ان "الهدف ليس معاقبة احد افراد الشعب العراقي، انما الحفاظ على امن واستقرار البلاد لاننا لا نريد للعراق المزيد من الفوضى والمشاكل".  

واضاف "يجب على الجميع ان يلتزم بالقانون لاننا نريد عراقا مستقرا متجانسا يعيش فيه الجميع سوية ولا نريد ان تعبث اصابع خارجية بأمن وطننا".  

15 قتيلا في الناصرية 

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة الانباء الايطالية عن مسؤول محلي قوله ان نحو 15 بين مدنيين وجنود عراقيين قتلوا الثلاثاء، في اشتباكات بين القوات الايطالية وانصار للصدر في بلدة الناصرية الجنوبية. 

ونقلت وكالة الانباء الايطالية عن باولا ديلا كاسا المتحدثة باسم سلطة الائتلاف المؤقتة قولها ان الرقم "تقريبي" وان الاشتباكات مستمرة. 

وقال الميجر سيمون سكيافوني المتحدث باسم القوات الايطالية في العراق لرويترز "قمنا بعملية كبيرة هذا الصباح لاعادة الامن العام الى البلدة بعد يومين من الاضطرابات المدنية." 

وصرح سكيافوني بان الاشتباكات بدأت بعد الرابعة صباحا (بالتوقيت المحلي) بعد ان فتح مسلحون تابعون للصدر النار على قوات ايطالية تقوم بدوريات في الشوارع. ورد الجنود الايطاليون النار ودارت بعد ذلك معركة استمرت ساعة احرقت خلالها اربع عربات عسكرية ايطالية. 

وذكر شهود العيان ان القتال تفجر فجرا واستمر حتى الصباح وانه دار في حي الزيتون.  

واضافوا ان اربعة مدنيين اصيبوا في الاشتباكات. كما اصيب اثنان من المسلحين من جيش المهدي التابع للصدر. 

وقالوا ان المسلحين المؤيدين للصدر ما زالوا يسيطرون على المنطقة الواقعة قرب المقر المحلي لسلطة الائتلاف المؤقتة في العراق. 

مقتل ثلاثة جنود أميركيين في بغداد  

وعلى جبهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي ان ثلاثة من جنوده قتلوا في هجمات منفصلة في منطقة يقطنها الشيعة في بغداد يومي الاثنين والثلاثاء. 

وقال الجيش ان جنديا قتل في هجوم بقذيفة صاروخية الدفع في منطقة الكاظمية السكنية في بغداد الثلاثاء. 

وقتل جندي مساء الاثنين في نفس المنطقة عندما اصطدمت عربته بقذيفة صاروخية الدفع كما قتل جندي في وقت سابق الثلاثاء عندما تعرضت قافلته لهجوم بقذائف صاروخية الدفع ونيران أسلحة صغيرة. 

وقصفت طائرات هليكوبتر اميركية امس الاثنين مناطق شيعية في العاصمة العراقية في اول قصف جوي اميركي من نوعه منذ انتهاء المعارك الرئيسية وسقوط بغداد في التاسع من ابريل نيسان. 

وقال البريجادير جنرال مارك كيميت نائب مدير عمليات الجيش الاميركي في العراق ان طائرات الهليكوبتر الاميركية كانت ترد على نيران اسلحة خفيفة. 

اشتباكات في الفلوجة  

الى ذلك، فقد اندلع قتال شرس الثلاثاء بين قوات أميركية ومسلحين عراقيين عند أطراف الفلوجة غربي بغداد. 

وقال شهود عيان يقفون على أسطح منازل انه بامكانهم رؤية الاشتباكات الجارية على الطريق السريع شمالي الفلوجة وتدوي أصوات متفجرات ونيران أسلحة ثقيلة في شتى أنحاء البلدة. 

وأفادت تقارير بوقوع اشتباكات في المنطقة الصناعية في المدينة ايضا. 

وأغلقت قوات مشاة البحرية الاميركية البلدة المضطربة الواقعة فيما يعرف باسم "المثلث السني" وفرضت حظر التجول في اطار عملية كبرى للقضاء على المقاومة. 

وتجيء عملية "الحسم اليقظ" بعد مقتل اربعة اميركيين في الفلوجة الاسبوع الماضي والتمثيل بجثثهم. 

وقال مسؤول عسكري اميركي كبير الاثنين ان الجيش الاميركي يدرس امكانية توفير مزيد من القوات اذا تفاقم الموقف في العراق لكنه يعتقد انه يملك في الوقت الراهن ما يكفي من قوات للتعامل مع التصاعد الاخير في الاشتباكات. 

وتشهد الفلوجة وبلدات المثلث السني المحيطة ببغداد معارك المقاومة الرئيسية للاحتلال العراقي لكن الاشتباكات مع الشيعة التي اندلعت الشهر الحالي تفتح جبهة جديدة وصعبة امام القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها.—(البوابة)—(مصادر متعددة)