عززت السعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم الإجراءات الامنية حول الأهداف الغربية يوم الثلاثاء لمنع أي هجمات دموية جديدة مع تصاعد الخوف في اعقاب الهجوم الذي تسبب في سقوط 22 قتيلا من المدنيين في مطلع الاسبوع الحالي.
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل يوم الثلاثاء في أول تعامل بعد هجوم نفذه مسلحون يشتبه أنهم متشددون مرتبطون بالقاعدة على صناعة النفط السعودية رغم انه لم يؤثر على إنتاج النفط.
وانبرى زعماء سعوديون للتأكيد على استتباب الامن بينما تلاحق الشرطة ثلاثة متشددين فروا من حصار في مدينة الخبر الشرقية حيث قتل المسلحون 22 مدنيا في إطلاق نار واحتجاز رهائن يومي السبت والاحد.
وظلت قوات الشرطة السعودية في حالة تأهب وأقامت مزيدا من نقاط التفتيش وحواجز الطرق في المدينة وعززت الإجراءات الامنية في الفنادق والمجمعات السكنية والصناعية والتجارية ومنشات النفط.
وعزز ثاني هجوم على صناعة النفط السعودية في غضون شهر واحد المخاوف من احتمال تعرض المنطقة الشرقية حيث يتركز انتاج النفط لهجمات جديدة من جانب المتشددين.
وادعى بعض المقيمين انهم شاهدوا الثلاثة الفارين في اماكن مختلفة من المنطقة.
وتعهدت الرياض باستمرار صادرات النفط. وقال الملك فهد الذي تقاتل قواته القاعدة منذ اكثر من عام ان الهجمات لن تضر بالاقتصاد.
ولا يعتقد محللون ان اسعار النفط الخام ستزيد على أعلى سعر منذ 21 عاما والذي وصلت اليه هذا الشهر وهو 41.85 دولار للبرميل الا انهم يقولون ان الهجوم يذكر بمدى المخاطر التي تواجهها ورادات النفط العالمية.
وارتفع سعر النفط الاميركي الخفيف في التعاملات الاجلة 1.47 دولار الى 41.35 دولار للبرميل بينما ارتفع سعر خام برنت في لندن 1.68 دولار ليصل سعر البرميل الى 38.28 دولار الساعة 1107 بتوقيت جرينتش.
وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) اجتماعا في بيروت يوم الثلاثاء لبحث الانتاج. واقترحت السعودية زيادة الانتاج بهدف خفض الاسعار التي يهدد ارتفاعها نمو الاقتصاد العالمي.
من جهة اخرى قالت بريطانيا ان من المحتمل وقوع هجمات جديدة في السعودية. وقتل بريطاني و18 اجنبيا اخر في هجوم الخبر التي يقيم فيها عدد كبير من الغربيين مثل مدن سعودية اخرى.
وحل الغضب محل الحزن وقال كثير من الوافدين انه كان من الممكن تجنب المذبحة لو كانت الاجراءات الامنية اكثر تشديدا.
وقال مسؤول اميركي بارز يعمل في احد المؤسسات بالسعودية "رد فعلي صباح السبت كان الصدمة وفي صباح الاحد كان الحزن وفي صباح الاثنين كان الغضب لانه كان من الممكن تجنب بعض ما حدث."
وقال ان اربع مؤسسات على الاقل نقلت اسر العاملين فيها من الخبر.
وقالت شركة النفط الفرنسية توتال انها نقلت موظفيها في السعودية الى مكان لم يكشف النقاب عنه الا انها لا تخطط لترحيلهم من المملكة.
وقالت شركة سينوبيك الصينية انها لا تنوي اخراج عمالها من الخبر. الا ان مسؤولا رفيعا في الشركة قال "لكننا سنتوخى الحذر."
وقالت رويال داتش-شل ان عمالها سيبقون في السعودية الا انها عرضت ترحيل اسرهم اذا رغبوا في ذلك.
ولم تصب منشات النفط الخاضعة لحراسة مشددة. لكن بعض التجار أبدوا خشيتهم أن يتحول المسلحون من ضرب الاهداف السهلة المتمثلة في المجمعات السكنية والمكاتب الى ضرب منشات الانتاج والتصدير.
وقال شهود عيان ان قوات الامن أغلقت منطقتين في الخبر كان سكان قالوا انهم شاهدوا المسلحين الهاربين فيهما لكنها لم تلق القبض على أحد.
وذكر شهود ومصادر أمنية أن السلطات اعتقلت مؤذنا في مسجد لاشتباهها في أنه يخفي بعض المتشددين وأن له صلة بالمسلحين الفارين.
وقالت وزارة الداخلية السعودية ان القتلى في احدث الهجمات هم أمريكي وبريطاني وايطالي وجنوب افريقي وسويدي وثمانية هنود وسريلانكيان وثلاثة فلبينيين وصبي مصري وثلاثة سعوديين. واضافت ان 25 شخصا اصيبوا بجروح.
وقال مسؤولون ان 41 احتجزوا رهائن وان 201 حوصروا داخل المجمع اثناء المواجهة.
واضافوا ان القوات السعودية اصابت قائد المتشددين واعتقلته.
وفي محاولة على ما يبدو لتفسير فرار المسلحين الثلاثة قالت السلطات السعودية ان هدفها الاول كان انقاذ حياة أكبر عدد ممكن من الرهائن. وقال رهينة سابق ان المسلحين كانوا قد هددوا بتفجير أنفسهم مع الرهائن.
وجاء في بيان منسوب لتنظيم القاعدة على موقع اسلامي على الانترنت ان التنظيم هو الذي نفذ الهجوم وانه جاء نتيجة "للملاحظة المفصلة."
وتوعد عبدالعزيز المقرن زعيم التنظيم في السعودية بان يكون عام 2004 "دمويا وتعيسا" للمملكة. وفي الاسبوع الماضي نشر خططا لحرب في المدن.
في عام 1996 اختارت الجماعة التي لم تكن معروفة على نطاق واسع حينذاك الخبر كهدف لواحدة من اكبر هجماتها الاولى حين فجرت مجمعا وقتلت 19 جنديا اميركيا.
وندد مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز ال الشيخ بالمهاجمين ووصفهم بانهم "دمي في ايدي الاعداء".
من ناحية اخرى، استنكر رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الهجوم ووصفه بأنه "عمل اجرامي".
وقال بيان للحريري انه يستنكر "بشدة العمل الارهابي الذي استهدف الخبر في المملكة العربية السعودية". وأضاف أن رئيس الوزراء يعتبر ان "الهدف من هذا العمل الاجرامي هو تهديد امن واستقرار المملكة والمس بالدور الاقتصادي الهام الذي تلعبه المملكة كعامل استقرار في الاقتصاد العالمي".
وقال البيان ان الحريري اعلن "وقوف لبنان حكومة وشعبا الى جانب المملكة العربية السعودية" معربا عن ايمانه "بان قوى الشر لن تستطيع تحقيق مآربها"—(البوابة)—(مصادر متعددة)