قالت وزارة الخزانة الاميركية التي تتهمها بعض الجماعات الاسلامية بالتحيز انها عينت خبيرا اقتصاديا عربيا بهدف تعزيز فهم النظام المصرفي الاسلامي.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مخاوف بعد الهجمات التي شنت على اميركا في 11 من ايلول / سبتمبر 2001 بان ممولي الارهاب يمكنهم ان يستخدموا مؤسسات إسلامية مثل البنوك او الهيئات الخيرية او شركات للسمسرة المالية لنقل او تخزين او غسل اموال موجهة الى هجمات للمتشددين.
وقالت الوزارة ان محمود الجمال استاذ الاقتصاد بجامعة رايس في تكساس سيكون المستشار الاساسي لكبار مسؤولي وزارة الخزانة بشأن التمويل الاسلامي وسيكون حلقة الاتصال مع الجماعات الدولية التي تسعى الى مراقبة وايجاد معايير للتمويل الاسلامي.
وعمل الجمال في السابق خبيرا اقتصاديا في صندوق النقد الدولي واستاذا للاقتصاد في جامعة ويسكونسن ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة روكستر.
وقال جون تيلور وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية في بيان "مع نمو صناعة التمويل الاسلامي مؤخرا يصبح التوصل الى فهم اعمق للتمويل الاسلامي اولوية لهذه الادارة".
وتتراوح المؤسسات المالية الاسلامية من المصارف التي تعمل وفقا لقواعد الشريعة الاسلامية الى شركات الوساطة "الحوالة" التي تعمل بصفة عامة وفق نظام الثقة دون الاعتماد كثيرا على الوثائق الورقية.
ومنذ هجمات 11 من ايلول/سبتمبر سعت وزارة الخزانة الاميركية الى تجفيف منابع تمويل الارهاب وسعت إلى تجميد اصول اكثر من 300 من الجماعات والافراد كثيرون منهم مسلمون يعتقد انهم ارتكبوا او هددوا او ساندوا الارهاب.
وسعت الولايات المتحدة ايضا مع حكومات اخرى الى تسجيل شركات "الحوالة" التي تعتقد انها قد تكون ايضا قناة لتمويل الارهاب حول العالم.
وتشعر كثير من الجماعات المسلمة ان المسؤولين الاميركيين وبينهم مسؤولي وزارة الخزانة يخصونها دون غيرها بالتدقيق والتمحيص منذ هجمات 11 من ايلول/سبتمبر وتتهم بعض المؤسسات الخيرية الحكومة الاميركية بانها تشن عليهم حملة شعواء.
وتنفي الوزارة مثل هذه الاتهامات وتقول إنها تمد يدها إلى الجالية المسلمة لضمان تفهم وتعاون افضل.
وقال سلام المرياتي الذي يرأس مجلس الشؤون العامة الاسلامي انه يأمل ان يساعد تعيين الجمال في تذليل بعض المشكلات التي تواجه الجماعات الاسلامية في عهد ما بعد الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.
واضاف قائلا "نرحب بهذا التعيين. انه رد ايجابي على مطالبتنا لادارة بوش لتعيين اميركيين مسلمين في مواقع صنع القرار في الحكومة".
وقالت وزارة الخزانة انه في حين ان صناعة التمويل الاسلامي تقتصر بشكل رئيسي على آسيا والشرق الاوسط الا انها تنمو في اوروبا واميركا الشمالية.
وفي هذا السياق، قالت المملكة العربية السعودية الاربعاء انها ستجمد اصول مؤسسة الحرمين الخيرية ومقرها الرياض ويشتبه بانها تمول تنظيم القاعدة وانها ستجمع اصول المؤسسة في كيان جديد يتولى تجميع كل التبرعات الخيرية السعودية التي تذهب الى الخارج.
وقال مسؤولون سعوديون واميركيون انه بالاضافة الى إنهاء نشاط مؤسسة الحرمين الاسلامية ومقرها الرياض فانهم سوف يسعون الى تجميد اصول فروعها في افغانستان والبانيا وبنغلادش واثيوبيا وهولندا.
وتهدف هذه الإجراءات الى ضمان الا تصل اموال التبرعات الخيرية السعودية التي تعتقد الولايات المتحدة منذ فترة طويلة انها تساعد في تمويل جماعات "إرهابية" الى ايدي المتشددين.
وتعكس هذه الحملة تصعيدا في الجهود السعودية لمكافحة الجماعات المتشددة ومصادر تمويلها منذ الهجمات التي وقعت في 12 من أبار / مايو 2003 على مجمعات سكنية في الرياض وادت لمقتل 35 شخصا على الأقل وشحذت عزم السعودية في التعاون في الحرب ضد الارهاب.
وقبل هجمات ايار/مايو 2003 التي كان من بين القتلى فيها تسعة اميركيين انتقد مسؤولون اميركيون في احاديث غير رسمية الرياض لعدم بذلها جهودا كافية لمكافحة الإرهاب بشكل عام وعدم ملاحقة مصادر تمويله بشكل خاص.
وقال مسؤولون اميركيون وسعوديون ان الكيان الجديد الذي سيطلق عليه الهيئة الوطنية السعودية لاعمال الإغاثة والبر في الخارج سيساعد على منع وقوع التبرعات الخيرية في أيد قد تسيء استخدامها.
وقال عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي الامير عبد الله في مؤتمر صحفي "اننا نقوم بذلك لنضمن ان التبرعات الخيرية لمواطنينا تذهب الى الذين يحتاجونها وان نعرف الى اين تذهب الاموال عندما تخرج من المملكة السعودية".
وقال الجبير ان الكيان الجديد سيعمل بشفافية وسيقدم تقارير ربع سنوية بشان كيفية إنفاق الاموال.
وقال دينس لورميل الذي كان يشغل الى وقت قريب منصب رئيس قسم مصادر تمويل الإرهاب بمكتب التحقيقات الاتحادي "هذا مهم للغاية..انه ذو دلالة مهمة لان السعوديين في الماضي كانوا يتلكأون في اتخاذ اجراء ضد مؤسسة الحرمين".
واضاف "الدلالة الرمزية لقيام السعوديين أخيرا ومشاركتهم في إجراءات من نوع ما تشير إلى الكثير".
وجاء الاعلان في أعقاب مقتل 22 شخصا على ايدي متشددين يشتبه في انتمائهم للقاعدة خلال عملية احتجاز رهائن واطلاق للنار وقعت في مدينة الخبر بشرق السعودية يومي السبت والاحد الماضيين. وكان هذا ثاني هجوم خلال شهر يستهدف قطاع صناعة النفط في السعودية.
وقال الجبير ان مؤسسة الحرمين كانت تجمع في اوج نشاطها ما يتراوح بين 40 مليون الى 50 مليون دولار في العام وقدر بشكل تقريبي ان الكيان الجديد الذي سيتولى إرسال التبرعات الخيرية الى الخارج قد يجمع حوالي 100 مليون دولار في العام تزيد عندما تكون هناك كوارث طبيعية.
ووضعت الولايات المتحدة فروع مؤسسة الحرمين ضمن قائمتها للاشخاص او الجماعات التي تعتقد انها ترتكب او تهدد او تدعم "الارهاب".
ووفقا لهذا الامر يتعين على البنوك الاميركية ان تفحص سجلاتها وتجمد أرصدة من تشملهم القائمة. وقال المسؤولون الأميركيون والسعوديون انهم سيطلبون ضم هذه الفروع لقائمة مماثلة وضعتها الامم المتحدة مما يؤدي الى توسيع نطاق البحث على الصعيد العالمي.
وبالاضافة لهذا ادرج المسؤولون الأميركيون اسم عقيل العقيل الرئيس السابق لمؤسسة الحرمين بالقائمة الاميركية.
وابعدت السعودية عقيل عن ادارة مؤسسة الحرمين وجمدت ارصدته وتحقق في نشاطاته.
وادرجت مؤسسة الحرمين بالقائمة الاميركية للمرة الاولى في 11 من آذار / مارس 2002 بعد تصنيف فرعيها في البوسنة والصومال بالقائمة وفي 22 كانون الثاني / يناير أعلنت الولايات المتحدة انها ضمت للقائمة فروع المؤسسة في اندونيسيا وكينيا وتنزانيا وباكستان—(البوابة)—(مصادر متعددة)