أعلنت كينيا الثلاثاء ان ممثلي حكومة الخرطوم ومتمردي الجنوب تمكنوا من تسوية اخر نقاط خلافية في محادثات السلام ما يزيل العقبات الرئيسية أمام ابرام اتفاق سلام شامل بينهما. وهنأت الجامعة العربية السودان على هذه النتيجة وعرضت تعهدات بملياري دولار لاعادة اعماره.
وقالت مسؤولة في العلاقات العامة بوزارة الخارجية الكينية "هذه انفراجة كبرى".
وأضافت أن حكومة السودان ومتمردي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" يعتزمون توقيع عدد من البروتوكلات الاربعاء بالقرب من نيروبي.
وتوقع الاتفاقات بمدينة نيفاشا حيث تعقد المحادثات ولا تشمل نزاعا منفصلا نشب منذ أكثر من عام في منطقة دارفور وادى الى ما تصفه الامم المتحدة بواحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم.
وقالت المسؤولة الكينية ان حكومة الخرطوم والجيش الشعبي "حلا الخلاف بشان ثلاث مناطق متنازع عليها هي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وابيي واتفقا على كيفية اقتسام السلطة" فور انتهاء النزاع المستمر منذ 21 عاما.
وعقب توقيع البروتوكولات سيبرم في مرحلة ما اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار وتنفيذ الاتفاقيات مما يمهد الطريق امام توقيع اتفاق سلام طال انتظاره لانهاء الحرب التي راح ضحيتها ما يقدر بمليوني نسمة معظمهم بسبب المجاعة والامراض فيما اضطر الملايين للفرار من ديارهم.
واندلعت الحرب في عام 1983 ودارت رحاها بصفة اساسية بين الجيش الشعبي في الجنوب والحكومة في الشمال. وزاد من تعقيدات النزاع قضايا النفط والدين والاعراق.
ولتكثيف الضغوط على الجانبين اجتمع مساعد وزير الخارجية الاميركي بالانابة تشارلز سنيدر مع النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم الجيش الشعبي جون قرنق في نيسان/ابريل ومرة اخرى في وقت سابق من هذا الشهر في نيفاشا.
وأثار الجمود الذي اعترى المحادثات لاسابيع مخاوف دبلوماسية من أنه كلما طال أمد العملية كلما تزايد احتمال انهيارها وبدأت هذه الجولة من المحادثات السلام في حزيران/يونيو 2002.
ووقع الجانبان بالفعل اتفاقات خاصة بالفصل بين الدولة والدين وتشكيل جيش لفترة ما بعد الحرب والسماح للجنوب باجراء استفتاء بشان الاستقلال بعد فترة انتقالية واقتسام عائدات النفط بعد انتهاء الحرب.
وتولي الولايات المتحدة اهتماما خاصا للسودان التذي تصنفه كدولة راعية للارهاب مستندة لسجل السودان في حماية متشددين اسلاميين واستضافة اسامة بن لادن في اواخر التسعينات.
وتأمل واشنطن ان يسجل ابرام الاتفاق نجاحا للدبلوماسية الاميركية وتغييرا في العلاقات مع دولة تشهد زيادة في انتاج النفط.
ويوزع اتفاق اقتسام الثروة الموقع في كانون الثاني/يناير 2004 عائدات النفط بالتساوي خلال الفترة الانتقالية التي تستمر ستة اعوام ويضع نظاما ماليا يسمح بوجود تعاملات مصرفية اسلامية في الشمال ونظام مصرفي غربي في الجنوب.
ويحصل السودان على أكثر من ملياري دولار من انتاجه المتنامي من النفط البالغ نحو 300 الف برميل يوميا وهو ثروة كبيرة لدولة فقيرة يبلغ تعداد سكانها 30 مليون نسمة والتي بدات تصدير النفط في اواخر التسعينات.
كما وافق الطرفان على ترتيبات امنية تشمل جيشين منفصلين مع تشكيل قوات موحدة في المناطق الاستراتيجية في البلاد المترامية الاطراف.
الى ذلك، فقد هنأت الجامعة السودان أكبر الدول الافريقية مساحة على اتفاقية السلام وقالت إنها سوف تستمر في دعم جهود التنمية في منطقة الجنوب الخارجة عن حكم القانون والتي دمرها الصراع.
وقال سمير حسني مدير ادارة التنسيق العربي الافريقي بالجامعة إننا نهنىء كلا من الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة السودانية وان الجامعة تأمل في نفس الوقت أن تجعل البروتوكولات التي سيوقعها الطرفان وحدة السودان خيارا مرغوبا لاهل الجنوب.
ووفقا لاتفاق السلام سيتم اجراء استفتاء عام في جنوب السودان بشان الانفصال بعد فترة انتقالية مدتها 6 سنوات.
وقال حسني لرويترز ان هناك 200 مليون دولار مستثمرة بالفعل في مشروعات بجنوب السودان مضيفا ان هذة الاموال قدمها صندوق تمويل تابع للجامعة اسس خصيصا من اجل السودان.
وقال ان هناك تعهدات كثيرة تصل لملياري دولار بعد أن تتوصل الحكومة والجيش الشعبي لاتفاق سلام.—(البوابة)—(مصادر متعددة)