الجيش التركي يواجه مقاومة شرسة خلال توغله بسوريا ويستقدم مزيدا من التعزيزات

تاريخ النشر: 10 أكتوبر 2019 - 07:41 GMT
ارشيف

قالت تقارير الخميس، ان الجيش التركي لم يتمكن من تحقيق اي تقدم يذكر خلال توغله الذي بدأه الاربعاء، في شمال شرق سوريا، نتيجة المقاومة الشرسة التي ابداها الاكراد في هذه المنطقة، ما حدا به الى استقدام مزيد من التعزيزات.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات التركية لم تحقق أي تقدم في مناطق شرق الفرات بشمال سوريا، وذلك بعد العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة الأربعاء.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاربعاء، إطلاق جيش بلاده بالتعاون مع "الجيش الوطني السوري"، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وقالت وزارة الدفاع التركية مساء الأربعاء: "بدأت قواتنا المسلحة التركية والجيش الوطني السوري، عملية برية شرق الفرات في إطار عملية نبع السلام".

وذكر المرصد السوري أنه أمكن ملاحظة “فشل الهجوم البري التركي على جميع المحاور التي حاولت القوات التقدم إليها ضمن المنطقة الممتدة من شرق نهر الفرات وصولاً إلى غرب نهر دجلة”.

وأوضح أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والمجالس العسكرية الأخرى تمكنت من صد الهجمات التي شنتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور تل أبيض ورأس العين والمالكية وقرى بريف عين العرب (كوباني) والدرباسية ومحاور أخرى في المنطقة، ولم يتمكن المهاجمون من تحقيق أي تقدم.

وأشار إلى أن الاشتباكات توقفت حوالي الساعة الثالثة فجر اليوم الخميس، لتسود حالة من الهدوء الحذر على جبهات القتال. وذكر أن هذا الهدوء الحذر يشهد استقدام قوات قسد لتعزيزات عسكرية جديدة إلى الشريط الحدودي.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية في بيان الخميس، إن وحدات من القوات الخاصة (الكوماندوز) تواصل تقدمها بمنطقة شرق الفرات في إطار مشاركتها في العملية العسكرية التي اطلقت عليها "نبع السلام".

وقالت وكالة انباء الاناضول الرسمية ان دفعت القوات التركية دفعت فجر الخميس بمزيد من القوات لدعم وحداتها على الحدود السورية.

واضافت ان رتلًا من المركبات المضادة للألغام والقوات الخاصة "الكوماندوز" تم الدفع به إلى ولاية غازي عينتاب، جنوبي تركيا على الحدود السورية. 

كما عبرت قافلة عسكرية تركية من قضاء "أقجة قلعة" التابلع لولاية شانلي أورفة (جنوبي تركيا) باتجاه مدينة "تل أبيض" التابعة لمحافظة الرقة السورية "(جنوب)، في إطار العملية.

وكانت وزارة الدفاع التركية قالت في وقت سابق ان قواتها ضربت 181 هدفا لقوات سوريا الديمقراطية في مستهل عمليتها العسكرية في شمال سوريا.

وفي الاثناء، أصيب شخصان أحدهم طفل، فجر الخميس، إثر سقوط قذيفة هاون على قضاء بيرجيك المحاذية للحدود السورية بولاية شانلي أورفه جنوب شرقي تركيا، بحسب الاناضول.

وقالت الوكالة ان القذيفة أطلقت من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وأصابت سيارة بالقضاء المذكور.

وأضاف أن الحادث أسفر عن إصابة شخصين أحدهم طفل، جرى نقلهم إلى المستشفى.

وسقطت 3 قذائف على مركز قضاء "أقجه قلعة" التابع لولاية "شانلي أورفا" جنوبي تركيا أطلقها مسلحو قوات سوريا الديمقراطية من مناطق سيطرتهم شمال شرقي سوريا.

وأضاف أن القذائف تسببت بأضرار في بعض المنازل دون سقوط قتلى أو جرحى.

وسبق ذلك سقوط 6 قذائف على بعض النقاط في مركز قضاء "نصيبين" التابع لولاية "ماردين" جنوبي تركيا، أطلقها إرهابيو تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" من مدينة "القامشلي" شمال شرقي سوريا.

* "تفاهم أردوغان وترامب"
الى ذلك، قالت غل نور أيبت، كبيرة مستشاري رئاسة الجمهورية التركية، إن "الرئيس، رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، تفاهما بشكل كامل حول الكيفية التي ستكون عليها العملية(نبع السلام)".

جاء ذلك في تصريحات أدلت بها أبييت، الأربعاء، لقناة "سي إن إن إنترناشيونال" الأمريكية، للتعليق على إعلان تركيا انطلاق عملية "نبع السلام" شمالي سوريا؛ لدحر الإرهاب، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.

وأوضحت في هذا السياق أن أردوغان وترامب سيلتقيان في 13 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأنهما سيبحثان إلى جانب العملية العسكرية المذكورة، موضوعات أخرى مثل مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتابعت قائلة "لقد تفاهم الرئيسان بشكل كامل على الكيفية التي ستكون عليها نبع السلام"، مضيفة "أعتقد أن اللقاء المرتقب بين الجانبين سيتناول موضوع التصدي لتنظيم داعش، والمسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع الدولي في هذا الخصوص".

ولفتت إلى أنها لم تستوعب ما قاله ترامب حول العملية من أن تركيا "تجاوزت الخطوط"، مشيرة إلى أنه "يعرف نطاق نبع السلام، وهو منذ البداية يبذل جهودًا لسحب قواته من المنطقة".

وشددت أيبت على أن تركيا والولايات المتحدة متفتقان على ضرورة تسلم الدول الأوروبية مسلحيها الذين شاركوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، مضيفة "وهذا واحد من الموضوعات التي اتفقنا عليها مع الأمريكان".

* "فكرة سيئة"

وصف ترامب الهجوم التركي بأنه "فكرة سيئة"، وقال إنه لم يوافق عليها. كما قال إنه يتوقع من تركيا أن تحمي المدنيين والأقليات الدينية وأن تحول دون حدوث أزمة إنسانية.

لكن أحد أوثق حلفاء ترامب وهو السناتور لينزي جراهام قال إن التخلي عن دعم الأكراد سيكون "أكبر خطأ في رئاسته".

وقالت النائبة ليز تشيني وهي من الجمهوريين الصقور "إن أمريكا تتخلى عن الأكراد حلفائنا الذين قاتلوا داعش وساعدوا في حماية الأرض الأمريكية. هذا القرار يساعد خصوم أمريكا؛ روسيا وإيران وتركيا ويمهد لعودة داعش".

وفي إعلانه بدء العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهدف هو القضاء على ما يصفه "بممر الإرهاب" على الحدود الجنوبية التركية.

ودعت دول أوروبية وعربية أنقرة لوقف الهجوم.

كانت تركيا قد تأهبت للتوغل في شمال شرق سوريا منذ بدأت القوات الأمريكية، التي كانت تقاتل إلى جانب القوات الكردية تنظيم الدولة الإسلامية، مغادرة المنطقة.

وقال مصدر أمني تركي لرويترز إن العملية العسكرية، التي أطلق عليها اسم "نبع السلام"، بدأت بضربات جوية. واستهدفت مدافع الهاوتزر التركية بعد ذلك قواعد ومستودعات ذخيرة تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية. وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية مرتبطة بمسلحين أكراد يحاربون في تركيا منذ سنوات.

وذكر المصدر أن ضربات المدفعية، التي استهدفت أيضا مواقع أسلحة وقناصة تابعة لوحدات حماية الشعب، قصفت مواقع بعيدة عن المناطق السكنية.

وقالت وزارة الدفاع يوم الأربعاء إن الجيش التركي أصاب 181 هدفا للمسلحين بضربات جوية ومدافع الهاوتزر منذ بداية العملية.

وأفاد مراسل لشبكة (سي.إن.إن) أن انفجارات هزت بلدة رأس العين وأنه أمكن سماع أصوات طائرات حربية بينما ارتفعت أعمدة الدخان من مبان في البلدة.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن عدة قذائف مورتر سقطت على الجانب التركي من الحدود لكنها لم تسفر عن وقوع خسائر.

* اضطرابات متفاقمة

تخشى قوى عالمية من أن يفتح هذا التحرك مرحلة جديدة في الحرب السورية ويؤدي إلى تفاقم الاضطرابات في المنطقة. وتقول أنقرة إنها تعتزم إقامة "منطقة آمنة" من أجل عودة ملايين اللاجئين إلى الأراضي السورية.

وقبيل بدء الهجوم الذي كان متوقعا، قالت سوريا إنها عازمة على مواجهة أي عدوان تركي بكل السبل المشروعة.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معظم الأراضي التي كان تنظيم الدولة الإسلامية يهيمن عليها وتحتجز آلافا من مقاتلي التنظيم وعشرات الآلاف من ذويهم.

وقال مسؤولان أمريكيان ومصدر كردي إن قوات سوريا الديمقراطية أوقفت عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية بسبب الهجوم التركي.

وذكرت قوات سوريا الديمقراطية على تويتر أن أحد السجون التي يحتجز فيها أسرى الدولة الإسلامية أصيب بضربة جوية تركية.

وأعلنت السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا حالة "التعبئة العامة" قبل أن تدعو مواطنيها للتوجه صوب الحدود.

وقالت في بيان "ندعو جميعا مؤسساتنا ومكونات شعبنا للذهاب إلى المنطقة الحدودية مع تركيا لأداء واجبهم الأخلاقي والمقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة".

وقال فخر الدين ألتون، مدير الاتصالات بمكتب أردوغان، إن بلاده ليس لها مطامع في شمال شرق سوريا إلا تحييد الخطر الذي يهدد المواطنين الأتراك وتحرير سكان المنطقة من‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬قبضة "قطاع الطرق المسلحين".

وأضاف ألتون أن تركيا تولت قيادة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.