طالب زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، حسن الترابي، بتنحي حكومة الرئيس عمر حسن البشير التي استولت على السلطة اثر انقلاب عسكري في عام 1989 حتى يمكن لحكومة تمثل القاعدة العريضة تنفيذ أي اتفاق سلام.
وقال الترابي ان الفشل في تحقيق ذلك قد يقوض أي اتفاق.
وكان الترابي المنظر الاسلامي في حكومة البشير حتى احتجازه في عام 2001 اثر صراع على السلطة وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي الغي قرار تحديد اقامته.
وقال الحليف السابق للبشير "لسوء الحظ فان الضغط الخارجي من الولايات المتحدة ليس سوى ضغط. اذا وقع اتفاق سلام في ظل ضغط شديد مثل هذا فلن تكون هناك ضمانات تذكر".
واضاف "طالما السلطة في يد نظام دكتاتوري لا يمكن ان تثق بان يحترم تعهداته ربما يتجاهلها غدا بكل بساطة".
واستانفت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان الثلاثاء، محادثات السلام في كينيا لانهاء الحرب الاهلية التي أدت لمقتل نحو مليوني شخص.
وتضع الولايات المتحدة السودان ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب ولعبت دورا رئيسيا في دفع الطرفين نحو محادثات السلام.
وقالت واشنطن انها ستبحث رفع اسم السودان من القائمة في حالة التوصل لاتفاق.
واتفق الجانبان بالفعل على بعض القضايا الرئيسية من بينها السماح باجراء استفتاء بشأن تقرير مصير الجنوب بعد فترة انتقالية مدتها ستة أعوام عقب توقيع الاتفاق.
كما اتفقا على الترتيبات الامنية واقتسام الثرة خلال الفترة الانتقالية.
وشكا الترابي من أن الاتفاقيات لم تنشر بعد بالكامل في السودان مما يزيد من عزلة أحزاب المعارضة عن عملية السلام.
ولكنه أضاف ان ما قرأه في الصحف يشير الى أن الاتفاق يميل لصالح الانفصال بالرغم من أن ذلك يتعارض مع المصالح الاقتصادية للجنوب، مشيرا الى أنه سيصبح دولة "مغلقة بلا منافذ على البحر ومتخلفة".
وفي التسعينات حين استضاف السودان زعيم القاعدة أسامة بن لادن أعتبر الترابي القوة الدافعة خلف دعم الخرطوم لجماعات اسلامية متشددة.
وقال الترابي "تعتقد بعض القوى في الولايات المتحدة أن السودان ينبغي أن يظل موحدا فقط اذا استطاع الجنوب تخفيف الطابع الاسلامي والعربي للدولة الى حد ما والا يجب أن ينفصل الجنوب ويكون حاجزا أمام انتشار هذه الاتجاهات الثقافية في افريقيا".
وقال الترابي ان نفط السودان وحاجة الولايات المتحدة لضمان نجاح سياستها الخارجية يفسران الاهتمام الاميركي بالسودان.
وفي العام الماضي أبلغت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان واشنطن انهما سيتوصلان لاتفاق بحلول نهاية 2003.
وقال الترابي ان ابرام الاتفاق تأجل بسبب جهود الحكومة لقمع تمرد بولاية غرب دارفور الذي مضى عليه عام.
وعزا الترابي "انتفاضة دارفور" الى تركيز الحكومة السلطة في الخرطوم متجاهلة الدستور السوداني الذي ينص على لا مركزية السلطة.
وقال الترابي وهو محام حاصل على شهادته من اوروبا "تحاول جميع الاقاليم السودانية نيل المزيد من الحكم الذاتي وتحقيق قدر أكبر من اللا مركزية وعدم تركيز الثروة والسلطة".
ووافقت الاحزاب المعارضة السودانية على الحاجة لتشكيل حكومة انتقالية ذات قاعدة عريضة يتم اختيارها من خلال مؤتمرات تشارك فيها الاحزاب السياسية لقيادة السودان مع بدء فترة انتقالية اثر ابرام اتفاق مع الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وقال "يجب ان تكون حكومة مؤقتة والا تبقى في السلطة لمدة ستة أعوام بل لفترة قصيرة وأن تعد لاجراء انتخابات".
وبالنسبة لكثيرين من سكان الجنوب فان الترابي رمز لمحاولة الخرطوم فرض الاسلام واللغة العربية على الجنوب.
ويقول الترابي انه كان يأمل ان يعتنق الوثنيون في الجنوب المسيحية او الاسلام.
وقال "لا يهمني حقا ان يعتنق اي فرد هذا الدين اوذاك. افضل المسيحي على الوثني".—(البوابة)—(مصادر متعددة)