الاصلاحات في الشرق الاوسط طبق رئيسي على مائدة قمة الثمانية

تاريخ النشر: 04 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تسعى الولايات المتحدة الى اقناع مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بالالتزام بدعم الاصلاحات الديموقراطية والاقتصادية في الشرق الاوسط وهو مشروع طموح خففت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش منه بعد الانتقادات التي اثارها.  

وسيناقش هذا المشروع المعروف باسم "مبادرة الشرق الاوسط الكبير" بشكل رئيسي الاربعاء المقبل خلال هذه القمة التي تعقد في منتجع سي آيلاند (جورجيا جنوب شرق الولايات المتحدة).  

وسيشكل هذا الموضوع "الطبق الرئيسي" خلال مأدبة غداء بين قادة مجموعة الثماني (الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا وروسيا) وقادة ست دول اسلامية تمت دعوتها في هذه المناسبة وهي افغانستان والجزائر والبحرين والاردن وتركيا واليمن.  

وجعل بوش الاربعاء مجددا من هذه الفكرة احد محاور معركته على الارهاب وقدمها على انها الشق السلمي لتحركه ضد التطرف، بعد استخدام القوة في افغانستان والعراق.  

وقال بوش "على المدى القصير سنعمل مع كل حكومة في الشرق الاوسط تحشد قواها للقضاء على الشبكات الارهابية". واضاف "على المدى الابعد ننتظر من اصدقائنا في المنطقة مستوى افضل من الاصلاحات والديموقراطية".  

وكان المشروع في حلته الاساسية والقاضي بادارة المساعدات الاميركية والمساعدات الموجهة من الدول الغربية الى هذه المنطقة وفتح المجال امام شراكة عسكرية بين حلف شمال الاطلسي ودول عربية يعتبر انها تستحق ذلك، اثار انتقادات كثيرة.  

واعتبر الكثير من الدول العربية انها محاولة تؤدي الى نتائج عكسية لفرض مفاهيم غربية من الخارج عليها من دون الاخذ في الاعتبار الوقائع والجهود المحلية.  

وفي الواقع لن تشارك دول حليفة للولايات المتحدة في قمة سي آيلاند ولا سيما مصر والسعودية وتونس والمغرب. وقالت القاهرة علنا انها رفضت الدعوة للتعبير عن معارضتها.  

وقال الاتحاد الاوروبي من جهته انه لا ينوي التخلي عن استقلالية الحوار الذي يقيمه مع جيرانه العرب في اطار "عملية برشلونة".  

وواجهت واشنطن ايضا انتقادات بسبب عدم سعيها جديا لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ودعمها الكبير لسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.  

وفي حين يسعى بوش الى جعل العراق واجهة احلال الديموقراطية في الشرق الاوسط، زاد هذا النزاع الذي ينظر اليه الرأي العام العربي على انه حملة استعمارية، من تشكيك هذا الجزء من العالم باي مبادرة اميركية.  

وتريد واشنطن الان خصوصا ان تعرب مجموعة الثماني عن اهتمامها بجهود احلال الديموقراطية والتحديث في هذه المنطقة مشددة في الوقت ذاته على ان هذه المشاريع يجب ان تصدر عن الدول المعنية انفسها.  

ويبخل المسؤولون الاميركيون بالتفاصيل حول الجوانب الملموسة لهذه المشاريع لكنهم يأملون الاستفادة من انعكاسات قمة الدول العربية التي انعقدت في تونس نهاية ايار/مايو واعتمدت وثيقة "التطوير والتحديث" لادخال اصلاحات في العالم العربي.  

واعتبرت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي ان هذه القمة "ستوفر فرصة لدول هذه المنطقة لاشراكها في مناقشات حول الاصلاحات". واضافت "لكننا ندرك ان هذا الامر سيحدث خصوصا على الارض في الشرق الاوسط وليس خلال مجموعة الثماني".  

ويعتبر ستيفن كوك الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مجلس العلاقات الخارجية وهو مؤسسة مستقلة ان ما تعرضه واشنطن حاليا هو "صيغة مخففة" لطموحاتها الاساسية.  

ويضيف انه بسبب النفقات المالية الهائلة التي تكبدتها واشنطن بسبب الحرب في العراق "لم تعد راغبة بالضرورة على ما يبدو في الالتزام بمبادرة واسعة على صعيد الاصلاحات".