حاولت الاحزاب البلغارية تشكيل حكومة يوم الاثنين بعدما افرزت الانتخابات برلمانا منقسما وتركت افقر دول الاتحاد الاوروبي في مأزق سياسي.
وأبدت أحزاب أخرى عزوفها عن العمل مع حزب مواطنون من اجل التنمية الاوروبية لبلغاريا اليميني الفائز بنسبة 30.7 في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها يوم الاحد وستكون امامه الفرصة الاولى لتشكيل الحكومة. وأظهرت نتائج شبه نهائية ان حزبا قوميا لا يمكن التنبؤ بمواقفه يمسك بميزان القوى.
واستقال بويكو بوريسوف زعيم حزب مواطنون من اجل التنمية الاوروبية لبلغاريا من الحكومة في فبراير شباط وسط احتجاجات على تدني مستوى المعيشة في انحاء البلاد. وحزبه غارق في مزاعم فساد وقال الحزب الاشتراكي الذي جاء في المركز الثاني إنه سيسعى لعدم عودة بوريسوف للسلطة.
وتوارى بوريسوف عن الانظار على غير العادة وهو المتحدث المفوه ولم يعقد حزبه - الذي ابقى على الديون والانفاق عند مستوى منخفض قبل ان يستقيل خلال الاحتجاجات - تجمعا حاشدا بعد الانتخابات ولم يبالغ كثيرا لدى اعلانه النصر.
وقال ايفاليو موسكوفسكي العضو الكبير في الحزب والوزير السابق "ليست هناك مفاجأة اذا لم نستطع تشكيل حكومة. لكن بالنسبة للاخرين بعدنا فسيكون الامر بالغ الصعوبة ايضا."
وانعكس الاحباط الواسع النطاق من العملية الانتخابية في حجم الاقبال الذي بلغ 53 في المئة فقط وهي ادنى نسبة مشاركة في الانتخابات البرلمانية منذ سقوط الشيوعية عام 1989.
وبعد ست سنوات من الانضمام للاتحاد الاوروبي يشعر كثير من مواطني بلغاريا وعددهم 7.3 مليون نسمة بالغضب من تدني مستويات المعيشة والكسب غير المشروع في اعقاب حملة انتخابية تبادل خلالها الاحزاب الاتهامات بصورة اكبر من تقديم سياسات واضحة وشابتها فضائح بخصوص التنصت على المكالمات الهاتفية وبطاقات الاقتراع المزورة التي اضرت بشعبية حزب مواطنون من اجل التنمية الاوروبية لبلغاريا.
واضرت هذه الفضائح بالاضافة الى مزاعم عن شراء الاصوات بثقة المواطنين في العملية الانتخابية على الرغم من اعلان منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي راقبت الانتخابات ان الاقتراع اجري بصورة جيدة في العموم.
وتدير بلغاريا حكومة تصريف اعمال منذ استقال بوريسوف الذي كان حارسا خاصا من السلطة في فبراير شباط خلال احتجاجات على انخفاض مستوى المعيشة والفساد اشعل خلالها سبعة اشخاص النار في انفسهم