بعد أن تسبب إعصار "هارفي" بقتل أكثر من 30 شخصًا ودمر آلاف المنازل في ولاية تكساس الأمريكية، بدأت التقارير الاقتصادية تتوالى على الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة لنشر تبعات هذا الإعصار المدمّر من النواحي الاقتصادية والطبيعية والصحية.
حيث توقعت وكالة موديز للأبحاث الاقتصادية أن تتراوح تكلفة الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعية بين 10 و15 مليار دولار، علاوة على خسائر في البُنى التحتية قدرتها الوكالة بحوالي 10 مليار دولار.
وقالت تقارير إن هناك عجزًا في محطات الوقود في جميع أنحاء الولاية وسط محاولات من شركة مانزفيلد للنفط، وهي من أكبر موردي الغاز في الولايات المتحدة، لدعم الإمدادات بشحنات من الوقود تنقلها إليها حاويات برية، وبحرية وقاطرات سكك حديد، وتدرس الشركات في الولاية الأمريكية المنكوبة في الوقت الراهن متى يمكنها استئناف العمل.
وقالت شركة كولونيال بايبلاين إنها تتوقع استئناف عمل خط الإنتاج الخاص بها في مدينة هيوستون منتصف الأسبوع الجاري، لكن شركات أخرى أعلنت أنه من غير الممكن في الوقت الحالي تحديد نقطة زمنية للبدء في العمل.
وقالت شركة موتيفا، المشغلة لأحد أكبر معامل تكرير النفط إنه "في ضوء الفيضانات غير المسبوقة التي ضربت مدينة بورت آرثر، لا يزال من غير الواضح متى تنحسر سرعة المياه، ما يجعلنا عاجزين في الوقت الحالي عن تحديد تاريخ بعينه لاستئناف العمل."، مؤكدة أن "الأولوية تبقى لأمن وسلامة الموظفين والسكان في المناطق المحيطة."
وشب حريق في مستودعات البروكسيد الحيوي في محطة كروسبي التابعة لشركة البتروكيماويات أركيما مع توقعات بمزيد من حرائق مستودعات النفط ومشتقاته.
وجاء الحريق نتيجة إغراق المياه لمولدات الكهرباء الاحتياطية والمبردات الخاصة بالشركة التي تحافظ على درجة حرارة المواد النفطية المخزنة.
وأدى إغلاق منشآت أخرى لصناعة النفط والغاز إلى انتشار التلوث، علاوة على امتلاء خطوط الصرف الصحي في هيوستن بالمياه الناتجة عن الفيضانات.
أما من الناحية الصحية، قالت وكالة حماية البيئة الأمريكية أن ما لا يقل عن 5 من مواقع "النفايات السامة" في هيوستن غمرتها مياه الفيضانات، وسط مخاوف على حياة الملايين.
وتعد منطقة "مترو" مركزا كبيرا لصناعة البتروكيماويات فى الولايات المتحدة، وبها نحو 12 موقع للنفايات السامة.
وحذرت الوكالة من المياه غمرت مواقع للنفايات السامة منذ ستينات القرن الماضى، وعدد منها يوجد بتربته مواد "ديوكسنيات" السامة المرتبطة بالإصابة بالعيوب الخلقية والسرطان.
وكان حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، قد أعلن أمس إن تكاليف إعادة إعمار المناطق، التي ضربها إعصار هارفي بالولاية، يمكن أن تصل إلى 180 مليار دولار.